أطلقت وزارة الدفاع الأمريكية تحقيقًا جنائيًا عقب تسريب تقرير سري صادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، والذي يؤكد أن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية نتيجة الغارات الجوية الأمريكية لم تعيق البرنامج النووي لطهران بشكل كبير.
وقال وزير الدفاع بيت هيجسيث في قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، يوم الأربعاء: "نجري تحقيقًا في التسريبات بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) حاليًا لأن هذه المعلومات لأغراض داخلية، لتقييم أضرار المعارك".
وأضاف هيجسيث أن التقارير الصحفية التي تُفصّل النتائج "تهدف إلى تحريفها لتشويه صورة الرئيس دونالد ترامب، في حين أن هذا كان نجاحًا ساحقًا".
وبينما لم يُدلِ هيجسيث بتفاصيل التحقيق، لكنه أكد التقييم الاستخباراتي السري ونتائجه، قائلاً إن استنتاجاته "ضعيفة الثقة".
تقييم أولي
جاءت هذه التعليقات بعد أن وصف كلٌّ من ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو التقارير الإخبارية بأنها "قصص كاذبة". بينما وكالة استخبارات الدفاع -التي أعدت التقرير السري- إن التقرير كان "تقييما أوليا منخفض الثقة - وليس استنتاجا نهائيا".
وقال وزير الدفاع الأمريكي إن الأضرار التي لحقت بالمنشآت "كانت متوسطة إلى شديدة، ونعتقد أنها على الأرجح كانت شديدة ومدمرة بالكامل".
كما قال "روبيو" لصحيفة "بوليتيكو" إن إيران أصبحت الآن "أبعد بكثير عن امتلاك سلاح نووي"، بعد أن أسقطت الولايات المتحدة 14 قنبلة تزن كل منها 30 ألف رطل على ثلاثة من المواقع النووية الرئيسية في إيران.
وأضاف: "خلاصة القول، إنهم اليوم أبعد بكثير عن امتلاك سلاح نووي مما كانوا عليه قبل اتخاذ الرئيس هذا الإجراء الجريء".
وأكد روبيو: "لقد لحقت أضرار جسيمة، جسيمة للغاية، بمجموعة متنوعة من المكونات المختلفة، ونحن نتعلم المزيد عنها".
وتُصدر وكالات الاستخبارات الأمريكية تقارير سرية بشكل متكرر، تُراجع لاحقًا، وأحيانًا بشكل جوهري، مع جمع المزيد من المعلومات. بينما لا تعكس هذه التقارير بالضرورة آراء وكالات التجسس الأخرى، والاختلاف بينها ليس نادرًا.
تأثير بسيط
كان تقرير استخباراتي أولي كشف أن الضربات التي شنها الجيش الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية الثلاث "لم تؤد إلا إلى تأخير طموحات طهران النووية لبضعة أشهر"، وهو ما يتناقض مع ادعاءات الرئيس ترامب والبيت الأبيض، بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أشخاص مطلعين على المعلومات الاستخباراتية.
ونقل التقرير إن النتائج الأولية التي كتبتها وكالة استخبارات الدفاع اعتمدت على تقييمات الأضرار العسكرية في أعقاب القصف الأمريكي، مضيفين أن التقييم قد يتغير مع جمع المزيد من المعلومات الاستخباراتية.
كما أكد مسؤول كبير في الإدارة وجود التقرير، لكنه قال إنه لم يصل إلى مستوى إطلاع كبار قادة وزارة الدفاع عليه. وقال مشرعون إن العديد من أعضاء الكونجرس، بمن فيهم أعضاء اللجان بكامل هيئتها، اطلعوا على التقرير.
وأرجأت إدارة ترامب تقديم إحاطة سرية بشأن إيران كان من المقرر تقديمها للمشرعين الثلاثاء، مما دفع البعض في الكونجرس -وخاصة الديمقراطيين- إلى التساؤل عما إذا كانت معلومات الاستخبارات الأمريكية تتطابق مع التصريحات العامة لترامب.
وقال التقرير إن الضربات التي وقعت خلال عطلة نهاية الأسبوع أدت إلى إغلاق مداخل المنشآت تحت الأرض في اثنين من المواقع، لكنها لم تتسبب في انهيار هياكلها تحت الأرض، وذلك وفقًا لمسؤول مطلع على التقييم.
وقال آخر إن المنشآت تدهورت، ولكن ليس بشكل كبير، وإن إيران لا تزال تحتفظ بقدرتها على تخصيب اليورانيوم.
وأضاف أن إيران ربما نقلت أيضًا مواد مُخصبة من المواقع قبل تدميرها، وربما تمتلك مواقع سرية أخرى لتخصيب اليورانيوم.