الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"قوتها في عقلها".. الجيش الأوكراني يبحث عن النساء لدعم صفوفه الأمامية

  • مشاركة :
post-title
مجندات في الجيش الأوكراني

القاهرة الإخبارية - مصطفي لبيب

أطلق الجيش الأوكراني حملة جديدة للتجنيد، في ظل النقص العددي على طول الجبهة القتالية مع روسيا، ولكن هذه المرة كان النداء موجهًا في الأساس إلى النساء، تحت شعار " قوتها في عقلها"، بهدف جذبهن للمشاركة في الأدوار التقنية.

وأصبح الجيش الأوكراني، بعد ما يقرب من 3 سنوات ونصف السنة من الحرب، يعتمد بشكل كبير على الجنود الذين يتم تعبئتهم بالقوة بدلًا من المتطوعين، وهو ما دفع إلى وجود عشرات الوحدات القتالية التي تعتمد على جنود غير مستعدين في الأساس للحرب.

قيود كبيرة

ولا يعتمد الجيش الأوكراني، بحسب صحيفة "كييف إندبندنت"، على تجنيد النساء، بل التطوع فقط، وحاليًا تخدم نحو 70 ألف أوكرانية متطوعة في الجيش البالغ قوامه ما يقرب من مليون جندي، ويرجع ذلك إلى أن الخدمة العسكرية تمثل بيئة غير مرحب بها للمجندات.

وأكد جنود ونشطاء في مجال الخدمة العسكرية للنساء، أن الأوكرانيات يمثلن فئة قوية ودافعة في الجيش، ولكنها فئة غير مستغلة بشكل كبير، إذ تواجه قيودًا كبيرة على التعليم والنمو الوظيفي، ومحرومة حتى من الوصول إلى المناصب القتالية القيادية.

جندية أوكرانية تعمل مشغلة لطائرة بدون طيار
حملة تجنيد

ويعد لواء " خارتيا" - معظمه من النساء- أحد اللواءات العاملة في الجيش الأوكراني حاليًا، ويحاول القادة من خلاله تغيير الوضع الذي تعاني منه النساء في الخدمة العسكرية، وأطلقوا حملة تجنيد عسكرية لجذب النساء.

وتحت شعار "قوتها في عقلها.. خيارها في خارتيا".. أطلق اللواء الأوكراني، التابع للحرس الوطني الأوكراني الثالث عشر، حملته للحصول على خدمات الأوكرانيات في الأدوار التقنية في الجيش، محاولًا إظهار النساء أنهن موضع ترحيب وقادرات على النجاح في مختلف المناصب.

تعزيز القوة

وتشمل الوظائف التقنية التي يدعو "خارتيا" النساء لشغلها، مشغلي أنظمة الطائرات بدون طيار والروبوتات الأرضية، والمتخصصين في الحرب الإلكترونية والاستخبارات، وموجهي الاستخبارات والمراقبة واكتساب الهدف والاستطلاع، والتخطيط للعمليات القتالية.

جندية من لواء خارتيا

وأكد اللواء أن الجيش بحاجة ماسة إلى النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مشيرًا إلى أن أوكرانيا زاخرة بالكثير من هؤلاء ويمكن من خلال دمجهن في الجيش تعزيز قوة الفرق القتالية والوحدات المختلفة بشكل كبير.

زمام الأمور

وتحدثت الصحيفة مع عدد من المجندات، إحداهن تدعى ألينا أندرييفا، مشغلة طائرة بدون طيار في وحدة الاستطلاع، والتي علقت على الحملة بتأكيدها أن النساء الجاهزات للعمل في الجيش أفضل بكثير من الرجال غير المستعدين للقتال.

وترى أندرييفا، أن الوقت حان للنساء اللاتي يرغبن في أخذ زمام الأمور بأيديهن، وبات أزواجهن إما في حالة حرب أو ماتوا، ودُمِرت منازلهم، وقُتِل أحباؤهم أو أُسروا، مشددة على أن النساء شاهدن الكثير لدرجة أنهن لم يعدن قادرات على الجلوس مكتوفات الأيدي.

جندية تعمل مشغلة مركبة أرضية بدون طيار تابعة للواء خارتيا
أدوار قتالية

ومنذ تأسيسه في عام 2022، عمل اللواء الأوكراني "خارتيا" على تعزيز مشاركة النساء في جميع المهام التقنية وحتى القتالية، وبحلول عام 2025، بات يخدم نحو 5500 امرأة في الجيش الأوكراني في أدوار قتالية على الخطوط الأمامية، مقارنةً بأقل من 5 آلاف امرأة في عام 2023.

أيضًا كانت الفتاة الأوكرانية "جيس"، واحدة من هؤلاء، وتعمل مشغلة مركبة أرضية بدون طيار، وأكدت أنها في وقت قصير جدًا تعلمت لحام وتجميع مجموعات الاتصالات للطائرات بدون طيار، وباتت في غضون أشهر قليلة رائدة في تشغيل الأنظمة الروبوتية الأرضية.

الفترة المقبلة

ولكن الخبراء أكدوا أن نتائج الحملة الخاصة بتجنيد النساء في الجيش الأوكراني، لن تظهر نتائجها حتى خريف هذا العام، وذلك يرجع إلى عدة أسباب تتعلق بالمقابلات الأولية وعمليات الفرز والكشف الطبي والدورات الأساسية، التي تجعلهن قادرات على المشاركة في الحرب.

ومن المنتظر أن يكون قطاع الطائرات بدون طيار، هو الأكثر جذبًا للنساء، وذلك كونه لا يعتمد على القوة البدنية، بقدر ما يعتمد على الذكاء والحدس والمهارات التقنية التي يمكن تعلمها بسهولة، وسط توقعات بزيادة عدد المتطوعات في الجيش الأوكراني الفترة المقبلة.