فيما اعتبره الحلفاء خطابا لينًا على روسيا، رفض وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الأربعاء، الدعوات الأوروبية لفرض عقوبات إضافية على روسيا؛ في مفاجأة بالنسبة لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي، الذين التقى بهم روبيو الليلة الماضية في القمة السنوية للحلف.
وفق النسخة الأوروبية من صحيفة "بوليتيكو"، في تلك المحادثة التي جرت مساء الثلاثاء، خلال عشاء خاص ركز على أوكرانيا، أشار روبيو إلى أن مجلس الشيوخ الأمريكي من المرجح أن يناقش تشريعًا لزيادة العقوبات على روسيا بعد الانتهاء من العمل على مشروع قانون الرئيس دونالد ترامب "الجميل والكبير" للضرائب والإنفاق، والذي قال إنه قد يتم تمريره هذا الأسبوع.
ونقلت الصحيفة عن أربعة مسؤولين دبلوماسيين أوروبيين مطلعين على الاجتماع، إن روبيو، الذي تعرض لانتقادات خلال العشاء بسبب إحجام ترامب عن اتخاذ موقف متشدد تجاه موسكو "اعترف لنظرائه الأوروبيين بأن روسيا هي المشكلة التي تعيق محادثات السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا".
إنهاء الحرب
بعد ساعات، خلال مقابلة حصرية للصحيفة على هامش قمة حلف شمال الأطلسي، أوضح روبيو الأسباب التي دفعت إدارة ترامب إلى تأجيل فرض المزيد من العقوبات على روسيا.
حسب التقرير، قال روبيو "إذا فعلنا ما يريده الجميع هنا، وهو أن نأتي ونسحقهم (الروس) بمزيد من العقوبات، فربما نفقد قدرتنا على التحدث معهم بشأن وقف إطلاق النار. من سيتحدث إليهم حينها؟"، مضيفًا أن ترامب سيعرف "الوقت والمكان" لتغيير المسار.
وعندما سُئل عن هذا التناقض، قال مسؤول أمريكي كبير إن روبيو "يؤكد على نفس النقاط الرئيسية، لكن محاوريه يركزون على أجزاء مختلفة".
وأضاف: "كان الوزير ثابتا للغاية في الاجتماعات والاتصالات مع نظرائه بشأن ثلاث نقاط رئيسية. أولا، يعتقد الرئيس بقوة أن الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الحرب هي من خلال المفاوضات؛ ثانيا، بمجرد أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على روسيا، فإن فرصة الولايات المتحدة للمشاركة في تلك المفاوضات تغلق؛ وثالثا، أن مجلس الشيوخ، في أمريكا على أي حال، هو هيئة مستقلة سوف تتحرك في مرحلة ما بشأن تلك العقوبات".
غضب أوروبي
حتى في القمة الهادئة التي كان مسؤولو حلف شمال الأطلسي حذرين فيها من قول أو فعل أي شيء من شأنه أن يزعج ترامب قبل التبني الرسمي لتعهد جديد بالإنفاق، كان بعض الأوروبيين يعبرون بهدوء عن غضبهم إزاء افتقار الإدارة إلى الاستعجال بشأن الحرب في أوكرانيا.
نقل التقرير عن أحد الدبلوماسيين الأوروبيين قوله: "في مرحلة ما، سيبدو الأمر كما لو أن بوتين يخدع ترامب. يقول ترامب إنه يريد إنهاء الحرب، والطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب هي زيادة الضغط على بوتين".
وكان هذا الرفض واضحًا في اجتماع عشاء وزراء خارجية حلف الأطلسي مساء الثلاثاء. فبينما شكرت معظم الدول ترامب صراحةً وهنأته على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وأقرّ روبيو بأن روسيا تُشكّل عائقًا أمام جهود السلام في أوكرانيا، وجّه آخرون رسالةً صارمةً لإدارة ترامب.
فقد انتقد وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي، الذي دخل في جدال علني مع روبيو بشأن تهديدات إيلون ماسك بإيقاف تشغيل "ستارلينك" لأوكرانيا، كبير الدبلوماسيين الأمريكيين بشكل مباشر في اجتماع العشاء، وقال إن روسيا لا تحترم ترامب بانتهاكها وقف إطلاق النار.
وقال سيكورسكي إن استمرار روسيا في قصف كييف بهجمات بطائرات بدون طيار "لا ينبغي أن يأتي مجانا"، وفقا لدبلوماسي أوروبي.
وأكد الدبلوماسي أنه مع هذا، خلف الأبواب المغلقة، أصبحت دول البلطيق ودول الشمال الأوروبي تنظر إلى روبيو كحليف داخل إدارة ترامب، لا يساوره أي شك بشأن روسيا والصين، حتى وإن لم يعكس خطابه العلني ذلك دائمًا".