الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحت ضغط النيران الإيرانية.. إسرائيل تقتصد في الصواريخ وأمريكا تسرع بالدعم

  • مشاركة :
post-title
اشتباك صواريخ الدفاع الجوي الإسرائيلية مع صواريخ إيران فوق تل أبيب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تواجه إسرائيل تحديًا استراتيجيًا خطيرًا يتمثل في نضوب مخزونها من الصواريخ الاعتراضية المتطورة، وسط استمرار التصعيد مع إيران التي تواصل قصف الأراضي الإسرائيلية بالصواريخ الباليستية. وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية وصحيفة "كلكاليست" الإسرائيلية، فإن هذا الوضع الحرج دفع الولايات المتحدة إلى الإسراع في إرسال تعزيزات عسكرية إضافية للمنطقة لمساندة حليفها الاستراتيجي، بينما بدأ الجيش الإسرائيلي بتطبيق سياسة ترشيد في استخدام صواريخه الاعتراضية الثمينة.

تعزيزات أمريكية بحرية وأرضية

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الولايات المتحدة تسارع لتعزيز دفاعات إسرائيل، من خلال نشر قوة بحرية ضخمة في المنطقة، حيث وصلت مدمرة إضافية تابعة للبحرية الأمريكية يوم الجمعة إلى شرق البحر المتوسط لتنضم إلى ثلاث مدمرات أخرى في المنطقة واثنتين في البحر الأحمر.

هذه السفن الحربية من فئة "أرلي بيرك"، المسلحة بصواريخ "SM-2" و"SM-3" و"SM-6"، تعمل على مسافة قريبة بما يكفي من إسرائيل لاعتراض الصواريخ الإيرانية، حيث استُخدمت صواريخ "SM-3" لأول مرة في القتال العام الماضي لصد هجوم إيراني.

وبحسب صحيفة "كلكاليست"، تساهم الولايات المتحدة أيضًا في دعم المنظومة الاعتراضية الإسرائيلية من خلال نشر بطاريتين من منظومة "ثاد" على الأراضي الإسرائيلية. كما أن هذه المنظومة، التي تديرها القوات الأمريكية وعززت الولايات المتحدة مخزونها مؤخرًا، صُممت لاعتراض الصواريخ داخل الغلاف الجوي أو خارجه خلال مرحلتها النهائية من الطيران.

أزمة صواريخ "حيتس 3"

في تطور مقلق، حذر مسؤول أمريكي - وفقًا لـ "وول ستريت جورنال" - من أن إسرائيل تواجه خطر استنزاف مخزونها من صواريخ "حيتس 3" المتطورة خلال الأسابيع المقبلة إذا لم يتم حل النزاع مع إيران واستمرت طهران في إطلاق دفعات من الصواريخ.

تشير الصحيفة الأمريكية إلى أن صاروخ "حيتس 3" يُعتبر جوهرة التاج في منظومة الدفاع متعددة الطبقات الإسرائيلية، إذ صُمم لاعتراض الصواريخ فوق الغلاف الجوي للأرض، ويمكنه تحييد التهديدات قبل عبورها إلى المجال الجوي الإسرائيلي، مما يمنح الأنظمة الأخرى وقتًا للتصرف في حال فشلت المحاولة الأولى.

وأوضح تيمور كاديشيف، الباحث في جامعة هامبورغ الذي درس منظومة "حيتس"، أنه "بدون حيتس 3، الأمر إشكالي، لأن الوقت المتاح لإسقاط صاروخ قادم يصبح أقل، حيث تقتصر عملية الاعتراض على المرحلة النهائية فقط".

وتعمل إسرائيل بمنظومة دفاعية متدرجة تشمل "القبة الحديدية" للصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيرة، و"مقلاع داوود" لاعتراض الصواريخ والطائرات والمسيرات على مسافات أكبر.

سياسة الترشيد

كشفت صحيفة "كلكاليست" أن الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل في اتباع سياسة الاقتصاد في استخدام الصواريخ الاعتراضية ضد الهجمات الصاروخية الإيرانية، وذلك بعد ستة أيام من القصف.

وأكد العميد المتقاعد ران كوكاف، القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي في الجيش الإسرائيلي، أن "إدارة ترشيد الأسلحة باتت اليوم عنصرًا أساسيًا في الاستراتيجية الدفاعية الجوية"، مضيفًا أن إسرائيل "دخلت مرحلة تتطلب استخدام صواريخ باهظة الثمن من طراز حيتس 2 و3 ومقلاع داوود، وهذه أسلحة محدودة المخزون".

وبيّن كوكاف أن المعايير التي يستند إليها الجيش في قرار إطلاق الصواريخ الاعتراضية معظمها سرية، لكن من بينها كثافة السكان في المنطقة المستهدفة، وقرب المواقع الحيوية أو الاستراتيجية منها، بالإضافة إلى نوع الصاروخ القادم ومدى خطورته.

وحذر مصدر أمني للصحيفة من أنه في حال استمر إطلاق النار من إيران، فإن نسبة الصواريخ التي تفلت من الاعتراض قد ترتفع، "وهذا يمثل مخاطرة محسوبة في سبيل الحفاظ على خطوط حمراء في استخدام المخزون".

تداعيات اقتصادية وعسكرية

أشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن النزاع مع إيران يكلف إسرائيل مئات الملايين من الدولارات يوميًا، وفقًا لتقديرات أولية، وهو ثمن قد يقيد قدرة إسرائيل على خوض حرب طويلة.

ورغم تقدير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل دمرت حوالي نصف قاذفات الصواريخ الإيرانية منذ بداية النزاع الحالي، إلا أنه رفض في مقابلة مع المذيع العام الإسرائيلي "كان" الإجابة عما إذا كانت إسرائيل تواجه نقصًا في صواريخ "حيتس 3"، قائلًا فقط: "أرغب دائمًا في المزيد والمزيد".

جهود التصنيع

كثفت الصناعات الجوية الإسرائيلية وشركة رفائيل في الأسابيع الأخيرة عمليات تصنيع صواريخ الاعتراض، حسبما ذكرت "كلكاليست"، إذ أوكلت مهمة إنتاج صواريخ "حيتس" لشركة الصناعات الجوية، بينما تنتج شركة "رفائيل" صواريخ "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود".

كما وضعت وزارة الدفاع الإسرائيلية مؤخرًا طلبية ضخمة بقيمة مليارات الشواكل لاقتناء المزيد من صواريخ "حيتس 3"، دون الإفصاح عن حجمها الدقيق.

وفي السياق ذاته، حذرت "كلكاليست" من أن إيران لم تستخدم بعد أخطر ترسانتها، ومن بينها صواريخ "خرمشهر 4" القادرة على حمل رأس حربي يزن طنًا من المتفجرات، ويصل مداها إلى أي نقطة في إسرائيل، فضلًا عن صواريخ كروز بمدى يصل إلى 1700 كيلومتر، مما يشير إلى أن التحدي الأمني قد يتفاقم في المستقبل القريب.