تزايدت المخاوف داخل الأوساط الألمانية، بعد موافقة على مضض من المستشار الألماني أولاف شولتس، بمنح أوكرانيا أقوى طرازاتها البرية المتمثلة في دبابات "ليوبارد 2"، من انجراف برلين في الحرب الروسية الأوكرانية.
ويبقى قلق المجتمع الألماني، إذا ما كانت ألمانيا ستصبح طرفًا رئيسيا في النزاع، بعد الإعلان عن منح كييف 14 دبابة، بالإضافة إلى إعطاء الضوء الأخضر للدول الغربية التي تملك الطراز الألماني بإرساله إلى أوكرانيا، ومنها بولندا، وهولندا.
وأمام شواغل المجتمع الألماني من خطورة التصعيد الروسي، والدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا، وجهت محطة" BR24"، أعينها إلى القانون الدولي، الذي ينصف ألمانيا أمام روسيا.
القانون الدولي ينصف برلين
قال الخبير العسكري كارلو ماسالا من جامعة "بوندسفير" في ميونيخ، إن ألمانيا لن تصبح طرفًا في الحرب من خلال تسليم دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا.
واستند ماسالا، إلى القانون الدولي، والذي يأتي في صف برلين، طالما أن الجنود الألمان الذين يحملون شارة الجيش الألماني لا يقاتلون في أوكرانيا.
بوتين يسابق ليوبارد
وأكد أن بوتين، سوف يحتال على تسلح أوكرانيا بالدبابات الألمانية، بتسريع وتيرة الحرب قبل الربيع المقبل، لتحقيق انتصارات على أرض الواقع قبل قدوم "ليوبارد 2".
وأشار الخبير العسكري إلى أن المستشار أولاف شولتس، أراد تأمين موقفه، من خلال قيام أمريكا بتزويد كييف بدبابات "أبرامز" من أجل تقاسم المخاطر، حيث إنه في حال الرد الروسي سيضمن شولتس ردًا سريعًا من حلف الناتو.
أغلبية الألمان يرفضون تسليم الدبابات
وأظهر استفتاء لمجلة ARD، أن هناك أغلبية ضئيلة فقط تؤيد تزويد أوكرانيا بالدبابات القتالية الثقيلة.
وأبدى 52 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عامًا رفضهم لتسليم دبابات ليوبارد 2 لكييف.
وتعرضت وزيرة الخارجية أنالينا بربوك لانتقادات شديدة على تويتر، لتصريحها التي وصفت فيه ألمانيا بأنها تخوض حربًا ضد روسيا.
موسكو تعتبر ألمانيا طرفًا في الحرب
وفور إعلان ألمانيا بالموافقة على تزويد أوكرانيا بـ"ليوبارد 2"، اعتبر التلفزيون الرسمي الروسي، ألمانيا بالفعل أنها طرف حرب.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لوكالة أنباء انترفاكس الروسية، اليوم الخميس، إن كل ما يفعله الغرب تنظر له موسكو على أنه تورط مباشر في الصراع.
الانتقام من هزيمة كارثية
يقول العالم السياسي غيرهارد مانجوت، من جامعة إنسبروك النمساوية، إن إمداد دول الغرب لكييف بالدبابات القتالية الرئيسية الغربية يجعل كفة أوكرانيا أكثر احتمالًا للنجاح.
وتبقى الخطورة أن تخلق تلك الحالة وضعًا ترى فيه روسيا نفسها تواجه هزيمة كارثية في الحرب، ما يجعل لجوء روسيا إلى الأسلحة النووية التكتيكية احتمالًا قائمًا.