الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد الرد الإيراني المتواصل.. إسرائيل تطلب معدات "إطفاء الحرائق" من ألمانيا

  • مشاركة :
post-title
المستشار الألماني فريدريش ميرز

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرز دعمه لإسرائيل في مواجهتها ضد إيران، كاشفًا عن طلب تل أبيب، بسرعة توفير معدات إطفاء الحرائق، بعد هجوم طهران المتواصل منذ فجر الجمعة الماضي، في عملية "الوعد الصادق 3"، كان آخرها استهداف مركز القيادة والاستخبارات الإسرائيلي الواقع في "حديقة جاف يام التكنولوجية" قرب مستشفى سوروكا في بئر السبع، جنوب إسرائيل.

وقال المستشار الألماني، إن إسرائيل طلبت من ألمانيا توفير معدات إطفاء حرائق، وأضاف: "سنبدأ هذا الأمر فورًا"، مؤكدًا أن جميع الجهود الدبلوماسية لم تُسفر عن تخلي إيران عن برنامجها النووي العسكري، بحسب "زد دي أف" الألمانية.

وقال ميرز، إن التدمير الكامل للبرنامج النووي الإيراني قد يكون على جدول الأعمال إذا لم تعد طهران إلى المفاوضات، في الوقت الذي أعلنت وزارة الخارجية الألمانية إجلاء نحو 171 مواطنًا ألمانيًا من الشرق الأوسط على متن رحلة خاصة. 

إسرائيل.. العمل القذر

لا تكاد تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرز، حول التصعيد بين إيران وإسرائيل، أقل توترًا من المواجهة بين البلدين، الأمر الذي أغضب كل من طهران بعد وصفه للضربات الإسرائيلية بـ"العمل القذر".

وقال ميرز، إن إسرائيل تقوم بأعمال قذرة نيابةً عن آخرين في إيران، وهو ما أثار غضبًا بين أوساط الحكومة والمعارضة، إلى جانب إبداء النظام الإيراني، انزعاجًا واضحًا.

في أعقاب تصريح المستشار فريدريش ميرز بأن إسرائيل تقوم "بأعمال قذرة لصالح جهات أخرى في إيران، استدعت إيران السفير الألماني لدى طهران، وأفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بأنه "على إثر تصريحات المستشار الألماني المشينة الداعمة لعدوان تل أبيب على بلادنا، تم استدعاء سفيرها إلى وزارة الخارجية.

وقال ميرز لقناة "زد دي أف" على هامش قمة مجموعة السبع في كندا، أشاد ميرز بالعمل العسكري الإسرائيلي ضد إيران: "هذا هو العمل القذر الذي تقوم به إسرائيل من أجلنا جميعًا، ولا يسعني إلا أن أقول إنني أكنّ احترامًا كبيرًا للجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية لشجاعتهما في القيام بذلك".

أثارت هذه التصريحات انتقادات في ألمانيا، بما في ذلك من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، شريك الائتلاف الحاكم، واستدعت إيران أيضًا السفير السويسري في طهران إلى وزارة الخارجية يوم الأربعاء.

إلى جانب ذلك ذكر التلفزيون الرسمي أن السبب هو تصريحات غير مسؤولة وتهديدية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتُمثل السفارة السويسرية المصالح الأمريكية في إيران، وليس للولايات المتحدة سفارة في طهران.

 تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية 

بدوره حاول من السفير الإسرائيلي، رون بروسور الدفاع عن المستشار الألماني، قائلاً: "يبدو أن البرنامج النووي الإيراني موجه ضد إسرائيل، لكنه يهدد أمن العالم أجمع، والصواريخ التي تضرب تل أبيب والقدس حاليًا تهدد أيضًا برلين وباريس ولندن".

دافع رئيس مكتب المستشار، تورستن فراي، عن ميرز، وقال السياسي من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي: "ما عبّر عنه المستشار بكلماته هو أنه ليس من مصلحتنا جميعًا أن تمتلك طهران أسلحة نووية".

ولا يقتصر على الأسلحة النووية فحسب، بعد أن قال فراي: "تتيح تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية للصواريخ متوسطة المدى الوصول إلى أهداف بعيدة المدى، حتى في أوروبا، ولهذا السبب لا يمكننا التظاهر بأن أيًا من هذا لا يهمنا".

نفي مساعدة إسرائيل

ونفت وزارة الدفاع الألمانية تورط القوات المسلحة الألمانية (البوندسفير) في الهجمات الإسرائيلية الحالية على إيران، ولم تقدم أي دعم لها في هذا السياق، واستبعدت التكهنات حول دعم الجيش الألماني المزعوم للجيش الإسرائيلي في هجماته على إيران، بعد ما تردد على لسان الصحفي والخبير العسكري "توماس فيجولد" على موقعه الإلكتروني.

وأشار متحدث وزارة الدفاع الألمانية إلى أن التكهنات بأن سلاح الجو زوّد الطائرات الإسرائيلية بالوقود جوًا، غير صححية، بعد أن نشر "فيجولد" لقطات من موقع "Flightradar24" تُظهر إشارة جهاز الإرسال والاستقبال لطائرة إيرباص A400M تابعة لسلاح الجو الألماني، وقد أثار هذا تكهنات على موقع "إكس" بأن سلاح الجو يدعم إسرائيل في تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود جوًا.

اجتماع جنيف.. "E3"

من المقرر أن يلتقي وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة مع نظرائهم الإيرانيين في جنيف بسويسرا يوم الجمعة، حسبما أفادت وكالات أنباء مساء الأربعاء نقلًا عن مصادر دبلوماسية.

ويتم تنسيق الاجتماع من قبل وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول، الذي غير أخيرًا خططه لزيارة لبنان وسوريا وإسرائيل ليعقد بدلا من ذلك محادثات أزمة في المملكة العربية السعودية وقطر وسلطنة عمان. في أعقاب الضربات الإسرائيلية على إيران يوم الجمعة الماضي.

ويعتقد أن مسقط، على وجه الخصوص، تحافظ على اتصالات قوية للغاية مع طهران وكانت تتوسط في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران لمدة شهرين تقريبًا قبل الهجوم الإسرائيلي.

ويأمل واديفول في إطلاق مبادرة تشمل ما يسمى بمجموعة "E3" - ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة - وكذلك الدول العربية المجاورة مثل عُمان للمساعدة في التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع الحالي.

استهداف الاستخبارات الإسرائيلي 

وبحسب وكالة "إيرنا"، فإن الهجوم ركز على منشآت تحتوي على أنظمة القيادة الرقمية والعمليات السيبرانية ومكونات شبكة C4ISR التابعة لجيش الاحتلال، والتي تضم آلاف العسكريين. وأكدت المصادر أن الضربة أصابت البنية التحتية العسكرية بدقة، بينما تأثر المستشفى المدني المجاور فقط بموجة الانفجار دون وقوع أضرار كبيرة.

وفي وقت سابق، أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي عن بدء الموجة الثالثة عشرة من الهجمات، بإطلاق صواريخ ثقيلة وبعيدة المدى على أهداف داخل إسرائيل، ضمن عملية أوسع تواصل فيها طهران الرد على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت أراضيها.

وقد كان الاحتلال الإسرائيلي شن، فجر يوم الثالث عشر من يونيو الجاري، غارات جوية استهدفت منشآت نووية وعسكرية في إيران، وأسفرت عن سقوط قتلى من القادة والعلماء، إضافة إلى عدد من الضحايا المدنيين.

وردت إيران بإطلاق وابل من الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه أهداف عسكرية وصناعية في الأراضي المحتلة، ما أثار مخاوف من انزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع تهدد الاستقرار الإقليمي.