تعود النجمة اللبنانية باميلا الكيك لتجسد أحد أكثر أدوارها تعقيدًا وتشويقًا، عبر شخصية "حياة" في المسلسل الجديد "آسر"، إلى جانب النجم السوري باسل خياط، بعد أن لفتت الأنظار في موسم سابق بأدائها الاستثنائي لشخصية "عليا كرم" في مسلسل "كريستال"، الذي وضعها على خارطة التألق العربي كإحدى أبرز نجمات الشاشة.
وفي حوار خاص لموقع "القاهرة الإخبارية"، كشفت باميلا عن خفايا شخصيتها الجديدة، وكواليس التحول النفسي الكبير الذي خاضته، لتقديم أداء ترى أنه لا يُقاس بالكلمات، بل يُعاش من الداخل قبل أن يُرى على الشاشة.
تجربة وجودية
تؤكد "باميلا" أن دور "حياة" في مسلسل "آسر" ليس مجرد محطة فنية، بل هو "تجربة وجودية" بكل ما تحمله الكلمة من أبعاد نفسية وفكرية.
وتوضح: "شخصية حياة لا تشبه شيئًا مما قدمته سابقًا، فهي حالة فنية وإنسانية قائمة بذاتها، متغيرة، مليئة بالتناقضات، وتفرض على الممثل أن يغوص في أعماق نفسية لم يطرقها من قبل".
وتقارن "حياة" بشخصيتها السابقة في "كريستال"، قائلة: "عليا كرم كانت تمهيدًا لما أقدمه اليوم، رغم عمقها، فقد تنقلت فيها بين وجهين: داخلي حساس مكسور، وخارجي صلب ومقنع، أما حياة، فهي خمسة وجوه على الأقل، تتشكل وفقًا لمن يقف أمامها: أخت، أب، ماضٍ، خوف، حقيقة.. كل وجه كان رحلة، وكل مشهد كان امتحانًا للتمثيل والصدق".
علاقة متوترة
من بين أكثر الخطوط الدرامية التي استنزفتها نفسيًا في "آسر"، كانت العلاقة المتوترة بين "حياة" ووالدها، التي وصفتها باميلا بأنها "تجربة مؤلمة"، خاصة أنها بعيدة تمامًا عن واقعها الأسري الحقيقي.
وحول ذلك، قالت باميلا: "أنا ابنة رجل عطوف، هو عماد بيتنا، ربانا على المحبة والتوازن، لذلك كان من القاسي أن أعيش داخل شخصية تشوبها الخذلان والقسوة، لكن الفنان الصادق يملك عينًا داخلية ترى ما لم يعشه، وتترجمه بصدق".
وشددت على أن الممثل الجيد لا يكتفي بالتقمص، بل لا بد أن يصدق الشخصية من داخله حتى يصدقها الجمهور.
عن شريكها في المسلسل، الفنان لجين إسماعيل، الذي يجسد شخصية "مجد"، تقول باميلا: "لجين فنان حقيقي، يمتلك أداءً يفرض الاحترام، وصدقًا إنسانيًا يظهر بوضوح على الشاشة.. مشاهدنا معًا كانت مليئة بالشجن والانفعالات، لكنها نجحت لأننا حملنا هذا الصدق خارج الكاميرا أيضًا".
رفض التصنيف
ترفض باميلا الكيك أن يتم حصرها في أدوار بعينها أو تصنيفها ضمن نوع درامي واحد، مضيفة: "أنا ضد القوالب الجاهزة. لا أريد أن أُرى فقط كنجم أعمال معرّبة. اسمي هو كيان فني مستقل، والبطولة ليست بعدد المشاهد بل بصدق الحضور".
وأضافت: "النجومية ليست أضواء وكاميرات، بل سلوك وتفاصيل وشفافية داخلية. كنت نجمة حتى قبل دخول الفن، لأن النجومية شعور داخلي لا يصدأ".
الانتقام والحب
تطرق المسلسل إلى قضايا مثل الحب والخيانة والانتقام، وهي محاور إنسانية معقدة، لكن "باميلا" عبرت عن موقفها من الانتقام بوضوح، قائلة: "لا أؤمن بالانتقام ولا أفهمه. لم أؤذِ أحدًا، ولم أسع يومًا لأخذ حقي بيدي. حياتي مبنية على الإيمان والتسليم، وأؤمن أن الله عادل وأن الوقت كفيل بإعادة الحقوق لأصحابها".
وحول رسالتها الفنية، قالت باميلا: "رسالتي هي التوعية، الحب، الفهم، والشك الذي يقود إلى اليقين. الفن لا يُجمّل الواقع بل يسلّط الضوء عليه. أريد أن أُحدث فرقًا، حتى لو كان صغيرًا، المهم أن يكون حقيقيًا".
مصر في القلب
وتؤكد الفنانة اللبنانية باميلا الكيك أن الجمهور المصري ذوّاق ومخلص، وأن تكرار تجربة التمثيل في مصر حلم لا يغيب، مشيرة إلى أنها عندما تأتي الفرصة المناسبة ستتقبلها بكل حب.
أضافت أنها سبق أن عُرض عليها بطولة عمل مصري، لم يتم لأسباب خارجة عن إرادتها، لكنها لا ترى ما حدث خسارة، بل لم يحدث لحكمة ما.