أعلنت إيران، اليوم الخميس، عن إجراءات مضادة لقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أعلن طهران غير ممتثلة لالتزاماتها بشأن منع الانتشار النووي، حسبما ذكر التلفزيون الإيراني.
وتشمل الإجراءات فتح موقع جديد لتخصيب اليورانيوم وتحديث أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو النووية.
وكشفت، إيران، أنها ستبني منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم فيما تبنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا يدين إيران "بعدم الامتثال" لالتزاماتها.
وجاء في بيان مشترك صادر عن منظمة الطاقة الذرية ووزارة الخارجية الإيرانيتين "أصدر رئيس المنظمة الأوامر اللازمة لإطلاق مركز جديد لتخصيب اليورانيوم في مكان آمن"، مضيفًا أن "تدابير أخرى ستعلن لاحقًا.
مركز جديد لتخصيب اليورانيوم
وأعلنت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أنها ستزيد "بشكل كبير" إنتاج اليورانيوم المخصب بعدما خلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن طهران "لا تمتثل" لالتزاماتها.
وقال الناطق باسم المنظمة بهروز كمالوندي "سنستبدل كل هذه الآلات من الجيل الأول بأخرى متطورة من الجيل السادس" في محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم جنوب طهران، مضيفًا أن ذلك يعني أن "إنتاجنا من المادة المخصّبة سيزداد بشكل كبير".
وأعلن البيان، تشغيل مركز جديد لتخصيب اليورانيوم ردا على التصويت ضد طهران، فضلا عن استبدال أجهزة الطرد من الجيل الأول بموقع فوردو بأجهزة من الجيل السادس.
وقالت الخارجية الإيرانية وهيئة الطاقة الذرية، إن قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سياسي ويكشف طبيعتها، مؤكدتين أن سياسة التعاون مع الوكالة أدت لنتائج عكسية بسبب التعامل السياسي.
قرار الوكالة الدولية
وفي وقت سابق، أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة قرارًا، يعلن رسميًا أن إيران تنتهك التزاماتها في مجال منع انتشار الأسلحة النووية، وذلك للمرة الأولى منذ ما يقرب من 20 عامًا.
ومنذ سبتمبر 2024، عقدت إيران وفرنسا وألمانيا وبريطانيا جولات عدة من المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني وإزالة العقوبات، وسط تهديدات متكررة من الأوروبيين باستخدام آلية تفعيل العقوبات، بينما تواصل إيران إجراء محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة برعاية سلطنة عمان منذ أبريل الماضي، حول الملف ذاته.
ومنذ أبريل، تجري الولايات المتحدة وإيران محادثات غير مباشرة بوساطة عُمان. ويرأس الوفد الإيراني في المفاوضات وزير الخارجية عباس عراقجي، بينما يرأس الوفد الأمريكي المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف.
بعد محاولات عديدة للتوصل إلى اتفاق آخر، تبيّن أن المحادثات على وشك الانهيار بسبب الخلافات بين الولايات المتحدة وإيران حول تخصيب اليورانيوم. تُصرّ واشنطن على أن تُوقف طهران أنشطة تخصيب اليورانيوم في منشآتها النووية تمامًا، بينما تُصرّ إيران على أن برنامجها النووي سلمي.
وقد صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارًا وتكرارًا باستعداده لاستخدام القوة إذا رفضت إيران إبرام اتفاق.