أصدرت وزارة الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانيتين، بيانًا مشتركًا، انتقدتا فيه تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووصفتاه بأنه "يحمل دوافع سياسية ويكرر اتهامات لا أساس لها".
وأكد البيان أن التقرير "سياسي وغير متوازن"، و"يتجاوز المهام الموكلة إلى المدير العام للوكالة"، معتبِرًا أن الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة لم تدخر جهدًا في استخدام الوكالة وسيلة ضغط سياسي في المفاوضات الجارية.
وأوضح البيان أن التقرير رغم اعترافه بالتعاون الإيراني، لم يعكس المستوى الفعلي لهذا التعاون.
كما أشار البيان إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عيَّنت 125 مفتشًا للعمل في إيران، وأن رفض طهران لعدد محدود منهم جاء استنادًا إلى الحقوق السيادية.
وأضاف أن التقرير "اعتمد على تقارير إسرائيلية مزورة"، على الرغم من تعاون إيران الكامل مع الوكالة.
واختتم البيان بالتأكيد على أن إيران سبق أن أوضحت مرارًا أنه لا توجد لديها مواقع أو أنشطة نووية غير معلنة.
تقرير الطاقة الذرية
وجاء البيان الإيراني بعد أن كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير سري إلى الدول الأعضاء اطلعت عليه "رويترز"، عن أن إيران نفذت في السابق أنشطة نووية سريّة بمواد لم تعلن عنها للوكالة التابعة للأمم المتحدة في ثلاثة مواقع كانت قيد التحقيق منذ فترة طويلة.
وجاء في التقرير الشامل، الذي طلبه مجلس محافظي الوكالة الدولية في نوفمبر، أن "هذه المواقع الثلاثة، ومواقع أخرى محتملة ذات صلة، كانت جزءًا من برنامج نووي منظم غير معلن نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من القرن الـ21 وأن بعض الأنشطة استخدمت مواد نووية غير معلن عنها".
وكشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن زيادات كبيرة في مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، إذ أفادت في تقريرها الفصلي بأن إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ارتفع بمقدار 953.2 كيلوجرام منذ التقرير السابق، ليصل إلى 9247.6 كيلوجرام، وبلغ مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو مستوى قريب من درجة الأسلحة، 408.6 كيلوجرام، بزيادة قدرها 133.8 كيلوجرام.
وبحسب تعريف الوكالة الدولية، فإن 42 كيلوجرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، إذا تم تخصيبه بدرجة أعلى، يعتبر كافيًا نظريًا لصنع قنبلة نووية، كما أشارت إلى أن 125 كيلوجرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% يمكن أن يكون كافيًا نظريًا لنفس الغرض بعد المزيد من التخصيب.
وفي تقرير ثانٍ شامل، أشارت الوكالة إلى أن ثلاثة مواقع إيرانية غير معلنة، هي لافيسان-شيان وورامين ومريوان، كانت جزءًا من برنامج نووي منظم وغير معلن حتى أوائل العقد الأول من القرن الحالي، حيث تم استخدام مواد نووية غير مصرح بها.
وذكرت الوكالة أن إيران احتفظت بمواد نووية ومعدات ملوثة ناتجة عن هذا البرنامج السابق في موقع توركوز أباد بين عامي 2009 و2018، قبل أن تتم إزالة هذه العناصر لاحقًا، ورغم ذلك فإن الوكالة أكدت عدم وجود مؤشرات موثوقة حاليًا على برنامج نووي غير معلن قائم في إيران.
وأوضحت الوكالة أن إيران لم ترد على عدد من استفساراتها، أو قدمت ردودًا غير فنية وموثوقة، كما قامت بتطهير بعض المواقع محل التحقيق، ما عرقل قدرة الوكالة على التحقق الكامل.
وفي ضوء هذه المعطيات، كرر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، دعوته لإيران إلى التعاون الكامل والفعال مع الوكالة، من أجل ضمان الشفافية والمصداقية في برنامجها النووي.
وعقدت الولايات المتحدة وإيران حتى الآن 5 جولات من المحادثات غير المباشرة بوساطة عُمانية؛ بهدف التوصل إلى اتفاق يمنع طهران من الحصول على سلاح نووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية القوية التي فرضتها واشنطن عليها.