أكد مسؤولون أمريكيون أن إسرائيل "جاهزة تمامًا" لشن عملية عسكرية ضد إيران، بينما أعدت طهران ضربة انتقامية تستهدف إسرائيل في حال تعرضها لهجوم، بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية.
وتشير التقارير إلى أن الضربة الإسرائيلية يتم التحضير لها دون دعم الولايات المتحدة، في حين يقال إن إيران تخطط لشن هجوم انتقامي بمئات الصواريخ الباليستية التي تستهدف إسرائيل.
أشارت تقارير إخبارية أمريكية في وقت مبكر من صباح الخميس إلى أن مسؤولين أمريكيين يعتقدون أن إسرائيل مستعدة لتنفيذ هجوم على إيران وقد تشن عملًا عسكريًا ضد المنشآت النووية الإيرانية في الأيام المقبلة.
صرح مسؤول إيراني كبير، صباح الخميس، أن دولة "صديقة" في المنطقة أبلغت طهران بهجوم إسرائيلي محتمل، في الوقت الذي اعتبرت إيران على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، سياسي ولا أساس له من الصحة أو القانونية.
ضربة إسرائيلية خلال أيام
وذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" نقلًا عن 5 مصادر مطلعة على الوضع، أن إسرائيل تدرس شن هجوم على إيران خلال أيام ومن دون دعم الولايات المتحدة، التي لا تزال تتمسك بالأمل في إجراء محادثات.
وبحسب تقرير الشبكة الأمريكية، فإن إسرائيل تدرس خيار ضرب البنية التحتية النووية لطهران، خوفًا من أن توافق واشنطن على صفقة لا تفي بمطالبها بشأن إنهاء إيران لجميع أنشطة التخصيب النووي.
وقالت مصادر، إنهم لم يكونوا على علم بأي خطط في الولايات المتحدة لمساعدة إسرائيل في مساعيها لضرب إيران، بشكل مباشر أو غير مباشر، في شكل التزود بالوقود جوًا أو تبادل المعلومات.
إيران.. موقع جديد للتخصيب
وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني أن طهران التزمت دائمًا بقيود الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وليس أمامنا خيار سوى الرد على القرار السياسي"، إضافةً إلى ذلك أعلنت إيران أنها ستفتتح موقعًا جديدًا للتخصيب في "منطقة آمنة"، وستُحدّث أجهزة الطرد المركزي لديها "من الجيل الأول إلى الجيل السادس"، بحسب "يديعوت أحرونوت".
يأتي هذا بعد أن ذكرت شبكة "سي بي إس نيوز" أن مصادر متعددة أكدت أن مسؤولين أمريكيين أُبلغوا بأن إسرائيل "جاهزة تمامًا" لشن عملية عسكرية ضد إيران.
في أكتوبر الماضي، أطلقت إيران مئات الصواريخ الباليستية على إسرائيل، على الرغم من أن معظم الهجمات تم إحباطها بواسطة الدفاعات الجوية في إسرائيل وبمساعدة الولايات المتحدة.
وقد أدت الضربات الانتقامية التي شنتها إسرائيل في وقت لاحق من ذلك الشهر إلى إلحاق أضرار بالغة بأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، وتكهن المحللون بأن إسرائيل تفضل شن عمل عسكري قبل أن يتسنى لطهران الوقت لإعادة بناء منظومة دفاعها الجوي، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
إيران.. تهديد لإسرائيل وأمريكا
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، يوم الخميس، أن كبار المسؤولين العسكريين والحكوميين الإيرانيين قد اجتمعوا بالفعل لمناقشة خطة عمل في حال وقوع مثل هذا الهجوم، والتي ستشمل إطلاق مئات الصواريخ الباليستية على إسرائيل.
صرح وزير الدفاع الإيراني، الجنرال عزيز ناصر زاده، أمس الأربعاء، بأنه في حال نشوب صراع عقب فشل المحادثات النووية، ستتكبد الولايات المتحدة خسائر فادحة.
وقال للصحفيين: "ستضطر أمريكا إلى مغادرة المنطقة لأن جميع قواعدها العسكرية في متناول أيدينا، وسنستهدفها في الدول المضيفة دون أي اعتبار".
وأضاف أن إيران اختبرت مؤخرًا صاروخًا برأس حربي يزن طنين، في إشارة إلى استخدامها في الرد على الهجمات الإسرائيلية المحتملة.
أمريكا في حال تأهب
صرح مصدر مطلع لشبكة " NBC " أن إسرائيل قد تكون في وضع يسمح لها باتخاذ إجراء أحادي الجانب ضد طهران، على الرغم من اعتمادها على الاستخبارات الأمريكية أو غيرها من المساعدات المباشرة واللوجستية.
وتعيش الولايات المتحدة حالة تأهب قصوى تحسبا لهجوم إسرائيلي محتمل على إيران، حيث وافقت وزارة الخارجية على إجلاء بعض الموظفين في العراق وأعطت وزارة الدفاع الضوء الأخضر لمغادرة أفراد عائلات العسكريين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
ردًا على تصاعد التوترات الإقليمية، تستعد السفارة الأمريكية في العراق للإخلاء، وفقًا لما ذكره مسؤول أمني عراقي ومصدر أمريكي لرويترز مساء أمس الأربعاء.
بدأت وزارة الخارجية الأمريكية أيضًا الاستعدادات لإجلاء موظفي السفارة غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من البحرين والكويت، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.
ويأتي تشديد البيئة الأمنية في الوقت الذي يعرب فيه الرئيس دونالد ترامب عن آمال خافتة في التوصل إلى اتفاق مع إيران من شأنه أن يقيد برنامجها النووي ويمنع المواجهة العسكرية الكارثية المحتملة في الشرق الأوسط.
ترامب.. خيبة أمل
وتعليقًا على تصاعد التوترات، أمس الأربعاء، قال ترامب إن المنطقة "قد تكون مكانًا خطيرًا"، مضيفًا أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وأنه أقل ثقة في موافقة إيران على وقف تخصيب اليورانيوم في إطار اتفاق نووي مع واشنطن.
وعندما سُئل ترامب في بودكاست "بود فورس وان"، عما إذا كان يعتقد أنه يستطيع إقناع إيران بالموافقة على إغلاق برنامجها النووي، قال: "لا أعرف. كنت أعتقد ذلك بالفعل، وأصبحت أقل ثقةً به أكثر فأكثر".
يأتي هذا في الوقت الذي من المقرر أن يلتقي فيه المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في عُمان، يوم الأحد، لمناقشة الرد الإيراني على مقترح أمريكي حديث بشأن الاتفاق النووي، وفقًا لما ذكره مسؤول أمريكي مساء الأربعاء.
مصير مفاوضات عٌمان
من المقرر أن تُعقد إيران والولايات المتحدة جولة سادسة من المحادثات المباشرة في عُمان يوم الأحد، بين المفاوض الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى جانب مناقشات بين فرقهما الفنية، إلا أن مصادر مطلعة على الخطة أفادت يوم الأربعاء بإمكانية عدم انعقاد المحادثات.
وعلى الرغم من أن ويتكوف أشار في وقت مبكر من المفاوضات إلى إمكانية التوصل إلى نوع من التسوية التي من شأنها أن تسمح لإيران بمواصلة إنتاج كمية صغيرة من اليورانيوم المنخفض التخصيب لأغراض مدنية، فقد رفضت الإدارة منذ ذلك الحين هذا الاحتمال.
وقال عراقجي في منشور على موقع "إكس"، أمس الأربعاء: "إن طلب ترامب بألا تقوم إيران بتطوير سلاح نووي يتوافق في الواقع مع عقيدتنا ويمكن أن يصبح الأساس الرئيسي للاتفاق".
وأضاف "من الواضح أن الاتفاق الذي يمكن أن يضمن استمرار الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني أصبح ويمكن تحقيقه بسرعة".
سلاح نووي إيراني.. خطوة واحدة
من المقرر أن يجتمع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع في فيينا، حيث أفاد المدير العام رافائيل جروسي يوم الثلاثاء المقبل، أن إيران زادت بشكل كبير من كمية المواد التي تقترب من درجة صنع الأسلحة والتي تمتلكها.
وبموجب الاتفاق النووي الذي تم توقيعه عام 2015 مع إدارة أوباما وقوى عالمية أخرى، وافقت إيران على الحد من تخصيب اليورانيوم إلى مستوى منخفض للأغراض الطبية والطاقة والبحثية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية القاسية.
بعد انسحاب ترامب من الاتفاق عام 2018خلال ولايته الأولى وإعادة فرض العقوبات الأمريكية، بدأت طهران بإنتاج وتخزين اليورانيوم عالي التخصيب، وأفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تمتلك الآن مخزونًا من الوقود يبلغ 900رطل، وهو على بُعد خطوة واحدة فقط مما يمكن استخدامه في صنع سلاح نووي.
وخلصت الوكالة أيضًا إلى أن إيران نفذت أنشطة سرية ذات صلة بالمجال النووي منذ أكثر من عقدين من الزمن باستخدام مواد نووية غير معلنة في ثلاثة مواقع داخل البلاد.
وفي اجتماع مثير للجدل عقد أمس الأربعاء، اتهم المبعوث الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية رضا نجفي الأوروبيين بانتهاك الاتفاق الذي مضى عليه عقد من الزمان، والذي لا يزال ساري المفعول من الناحية الفنية، مدعيا أنهم فشلوا في رفع جميع العقوبات المفروضة عليهم عندما تم التوصل إلى الاتفاق الأصلي.