تصاعدت حدة التنديدات الدولية لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عقب اعتراض قواته لـ"سفينة الحرية" (مادلين) واقتيادها إلى السواحل الإسرائيلية، واعتقال طاقمها الذي يضم ناشطين دوليين بارزين، من بينهم الناشطة السويدية جريتا ثونبرج.
وأثار هذا الحادث موجة من الاستنكار الرسمي، وطالبت دول ومنظمات بالإفراج الفوري عن المعتقلين، منددة بما وصفته بـ"قرصنة" في المياه الدولية.
فرنسا
أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طالب السلطات الإسرائيلية بالسماح للمواطنين الفرنسيين الستة على متن السفينة "مادلين" بالعودة إلى بلادهم.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي أن بلاده تواصلت مع السلطات الإسرائيلية لتفادي أي حادثة قد يقع للمواطنين الفرنسيين على متن السفينة، وطالب بتأمين حمايتهم، معربًا عن أمل فرنسا في التمكن من التواصل معهم قريبًا.
وأضاف الوزير الفرنسي: "طواقمنا القنصلية موجودة لتوفير الحماية لنشطاء السفينة مادلين".
تركيا
نددت تركيا باعتراض إسرائيل لسفينة المساعدات، واصفة الحادثة بـ"الهجوم الشائن"، بحسب بيان أصدرته وزارة الخارجية التركية اليوم.
وجاء في البيان أن "عملية القوات الإسرائيلية المتعلقة بسفينة مادلين أثناء إبحارها في المياه الدولية انتهاك صارخ للقانون الدولي"، معتبرة أنه "هجوم شائن" نفّذته حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
إيران
كما استنكرت إيران اعتراض إسرائيل لسفينة المساعدات، ووصفت ذلك بأنه عمل "قرصنة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي في طهران، إن "الهجوم على هذه السفينة يعد شكلًا من أشكال القرصنة بموجب القانون الدولي، لأنه حدث في المياه الدولية".
من جانبها، أدانت حركة "حماس" الفلسطينية اليوم الاثنين بشدة ما وصفته بـ"جريمة القرصنة" التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتراض السفينة التضامنية "مادلين" في المياه الدولية، واقتيادها إلى أحد الموانئ الإسرائيلية.
واعتبرت الحركة اعتراض "مادلين" في عرض البحر ومنعها من إيصال مساعدات "رمزية" للشعب الفلسطيني الذي يواجه "حرب إبادة وإرهاب دولة منظم"، عمل مرفوض.
اعتراض السفينة
أعلن منظمو رحلة سفينة الإغاثة "مادلين" المتجهة إلى غزة، أن إسرائيل اعترضت السفينة، بعد أن كانت قد تعهدت سابقًا بمنعها من الوصول إلى الأراضي الفلسطينية.
وقد أبحرت "مادلين" من صقلية الأحد الماضي متجهة إلى غزة لإيصال مساعدات، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أعوام طويلة.
وفقدت وكالة "فرانس برس" الاتصال مع الناشطين على متن السفينة في ساعة مبكرة من صباح اليوم، بعد أن قال المنظمون إن صفارات الإنذار دوت وتم إعداد سترات النجاة تحسبًا لاعتراض محتمل.
وقال تحالف "أسطول الحرية"، منظم الرحلة، على "تليجرام" إن "الاتصال انقطع مع السفينة مادلين. الجيش الإسرائيلي صعد على متن السفينة"، مضيفًا أن القوات الإسرائيلية "اختطفت" طاقم السفينة.
وقال محمود أبو عودة، المسؤول الإعلامي في تحالف أسطول الحرية ومقره ألمانيا، لوكالة فرانس برس إن "الناشطين يبدو أنهم تعرضوا للاعتقال".
في المقابل، أعلنت إسرائيل اليوم أن سفينة الإغاثة "مادلين" التابعة لأسطول الحرية التي كانت متجهة إلى غزة، جرى تحويل مسارها باتجاه السواحل الإسرائيلية، وأن ركابها سيعودون إلى بلدانهم.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي إن "يخت السيلفي الخاص بالمشاهير (سفينة مادلين) يشق طريقه بأمان باتجاه سواحل إسرائيل. ومن المتوقع أن يعود الركاب إلى بلدانهم".
كان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال في بيان له إنه أعطى تعليمات للجيش بمنع السفينة "مادلين" من بلوغ غزة، متهمًا الناشطين بأنهم "أبواق دعاية لحماس"، بينما قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن البحرية وجّهت السفينة لتغيير مسارها عند اقترابها من "منطقة محظورة"، وبعد نحو ساعة أُعلن عن اقتياد السفينة إلى السواحل الإسرائيلية.
وأضافت الخارجية الإسرائيلية أن "الكمية الضئيلة من المساعدات التي كانت على متن اليخت ولم يستهلكها المشاهير سيتم نقلها إلى غزة عبر قنوات إنسانية حقيقية".