توجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى مقر حزب الليكود الذي يتزعمه، عقب الإدلاء بشهادته في محكمة تل أبيب المركزية، ظهر الثلاثاء الماضي، ما ينذر باقتراب الانتخابات، وفق ما كشفته صحيفة" هآرتس" العبرية.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو نادرًا ما يزور مقر حزب الليكود، حيث يقضي وقته في عقد اجتماعات مع قيادات الحزب ونشطاء اللجنة المركزية ورؤساء فروع الليكود. واعتبرت الصحيفة أن وصول نتنياهو إلى مقر الليكود ينذر باقتراب الانتخابات.
لكن هذه المرة، وفق الصحيفة، كان لدى نتنياهو سبب آخر لزيارة مقر الليكود، وهو مناقشة التهديدات التي يواجهها هو وعائلته، بعد اعتقال عشرات المتظاهرين لحصارهم المبنى بعد مرور أكثر من 600 يوم على حرب غزة.
وأوضحت الصحيفة أن التهديد الحقيقي الذي يقلق نتنياهو، هو الخوف على انفراط عقد ائتلافه الحكومي اليميني المتطرف، بعد قرار حاخام طائفة "جير الحسيدية" بخروج حزب أجودات إسرائيل من الحكومة، الذي أيده الحاخامان موشيه هيرش ودوف لاندو من ديجل هاتورا، ومجلس حكماء التوراة التابع لحزب شاس.
وقالت الصحيفة إنه من الصعب تجاهل حقيقة مفادها أنه بعد 20 شهرًا من اندلاع الحرب، أصبحت حكومة نتنياهو على وشك الانهيار، مشيرة إلى أن هذا التحالف الدموي يترنح الآن فقط لأن زعيمه السياسي فشل في ضمان إعفاء 80 ألف شاب من الحريديم الخاضعين للتجنيد الإجباري.
ورجّحت الصحيفة أن تجرى انتخابات في أواخر عام 2025، أو أوائل عام 2026، لأن نتنياهو باع روحه للقطاع السياسي الأكثر جشعًا وانعزالًا وتطرفًا في البلاد، وهو المجتمع الحريدي، الذي يفضّل الموت على التجنيد، ويعلنون ذلك بكل سرور في وقت يُقتل ويصاب فيه جنود من بقية المجتمع الإسرائيلي يوميًا تقريبًا.
قالت "هآرتس" إنه مع على مدار 610 أيام من الحرب على غزة، يرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي رجالًا ونساء إلى حرب عبثية، وأمر أخيرًا بتعبئة 450 ألف جندي احتياطي للمرة الخامسة أو السادسة، بينما يعمل خلف الكواليس لتمرير القانون "الأكثر لا أخلاقية" في تاريخ إسرائيل، وهو قانون إعفاء "الحريديم" من التجنيد.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو كان بمقدوره الذهاب إلى انتخابات مبكرة بطريقتين. لم يكن أي منهما ليمكنه بالضرورة من قيادة الحكومة المقبلة، لكن أيًا منهما كان سيزيل بعض العار المحيط به. الأول هو صفقة رهائن شاملة وإنهاء الحرب، والثاني هو تصحيح تاريخي لعلاقات الدولة مع الحريديم.
وتابعت أن نتنياهو كان بإمكانه استغلال الأزمة لصالحه، مؤكدًا بحماس أنه لا مفر من تحرك حقيقي نحو المساواة في أعباء الخدمة العسكرية. وكان من المرجح أن يستعيد عددًا لا بأس به من مقاعد الكنيست، بما في ذلك مقاعد نفتالي بينيت. ثم، عند عودته إلى السلطة، كان بإمكانه التراجع والموافقة على إقرار حلم الحريديم بقانون أساسي.
من بين جميع جرائم نتنياهو، وأولها الهجوم المفاجئ على الديمقراطية الإسرائيلية الذي شنّ في 4 يناير 2023، الذي فرّق البلاد وشجّع حماس على شن هجمات، يعد قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية من بين أبرز ثلاث جرائم. ليس القانون نفسه فحسب، بل إغداق مليارات الشواكل على شركاء الائتلاف الذين يشكلون تهديدًا له، كل ذلك في الوقت الذي فقد فيه عشرات الآلاف من جنود الاحتياط وظائفهم ومنازلهم. واليوم، يقف شخص واحد فقط بينه وبين هدفه، وهو يولي إدلشتاين، رئيس لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست، الذي يصر على قانون ليس مجرد مراوغة من نتنياهو.
وقالت "هآرتس" إن نتنياهو كذب 3 مرات في يوم واحد، يوم الثلاثاء الماضي، في الصباح، كذب على المحكمة في محاكمته الجنائية، وبعد الظهر، حاول الكذب على شركائه من المتشددين، وفي وقت لاحق، كذب على رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، الذي حتى الآن لم يستسلم له.
وخلصت الصحيفة إلى أن نتنياهو يبذل قصارى جهده للحفاظ على ائتلافه الحكومي، والآن، وهو في مأزق (أو في مواجهة صناديق الاقتراع) يعيش أخطر حالاته ويأسه وجنونه، وقد يهاجم إيران حتى.