الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الكونجرس يترقب.. تحقيقات "سيجنال" تحسم مصير هيجسيث

  • مشاركة :
post-title
وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يحقق مكتب المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية حاليًا فيما إذا كان وزير الدفاع بيت هيجسيث أو أحد مساعديه، ربما بناءً على توجيهاته، قد استخدم حساب الوزير على تطبيق المراسلة "سيجنال" غير المصنّف لكشف معلومات مفصّلة حول الهجمات الجوية على اليمن، وذلك وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست"، استنادًا إلى أشخاص مطّلعين على عمل الرقابة الداخلية في البنتاجون ومراجعة للمراسلات.

نطاق التحقيق

كشفت مصادر "واشنطن بوست" أن مكتب المفتش العام يراجع أيضًا ما إذا كان مساعدو هيجسيث قد تلقّوا توجيهات لحذف الرسائل التي أرسلوها عبر "سيجنال" في محاولة لإحباط قوانين حفظ السجلات الحكومية.

وأضافت المصادر، التي تحدّثت بشرط عدم الكشف عن هويتها نظرًا لحساسية القضية، أن مقابلات الشهود مستمرة منذ عدة أسابيع، حيث يبدو أن مكتب المفتش العام يحاول إنهاء المراجعة قريبًا.

رفضت كينجسلي ويلسون، المتحدثة باسم هيجسيث، التعليق يوم الجمعة، مشيرةً إلى المراجعة الجارية.

من جهتها، قالت مولي هالبيرن، المتحدثة باسم المفتش العام، إنه كمسألة سياسة، لا يعلّق المكتب على المراجعات الجارية لحماية سلامة عمله، وعندما تكتمل المراجعة، سيصدر المكتب الأجزاء غير المصنّفة منها للجمهور.

جذور الأزمة

تعود جذور الجدل حول اعتماد إدارة ترامب على "سيجنال" للتواصل الحساس إلى شهر مارس الماضي، عندما أفادت مجلة "أتلانتيك" أن رئيس تحريرها قد أُضيف بالخطأ إلى محادثة جماعية كان فيها هيجسيث ونائب الرئيس جيه دي فانس وكبار المسؤولين الآخرين يتداولون حول ما إذا كانوا سيقصفون مقاتلي الحوثيين في اليمن ومتى.

وكانت المحادثة منظمة من قبل مايكل والتز، الذي أقاله ترامب لاحقًا من منصب مستشار الأمن القومي.

أظهر نص المحادثة المنشور في "أتلانتيك" أن حسابًا يحمل اسم هيجسيث أرسل رسالة في الساعة 11:44 صباحًا بالتوقيت الشرقي في 15 مارس، يوم عملية اليمن، يُعلم فيها والتز وفانس وعددًا كبيرًا من مسؤولي الإدارة الآخرين بالجدول الزمني للضربات المقرر بدؤها بعد ساعتين تقريبًا.

كشف تفاصيل عسكرية حساسة

الأهم من ذلك، أن هيجسيث كشف أيضًا نوع الطائرات المشاركة – مقاتلات إف-18 وطائرات إم كيو-9 ريبر بدون طيار، إلى جانب نية القادة استخدام صواريخ توماهوك البحرية، وحقيقة أن هدفًا رفيع المستوى كان "في موقعه المعروف".

وأفادت "واشنطن بوست" أن معلومات مماثلة تم تبادلها عبر "سيجنال" مع زوجة هيجسيث، التي تولت دورًا غير رسمي في البنتاجون، وشقيقه الذي يعمل هناك كجهة اتصال من وزارة الأمن الداخلي.

أكد العديد من المسؤولين العسكريين الأمريكيين الحاليين والسابقين أن هذه التفاصيل كانت ستُصنّف بالتأكيد تقريبًا كمعلومات سرية في ذلك الوقت.

وشكا الديمقراطيون ومنتقدو هيجسيث الآخرون من أنه لو تم اعتراض هذه المعلومات من قبل خصم أجنبي ونقلها إلى المقاتلين، لكان الطيارون الأمريكيون المشاركون في العملية قد واجهوا خطرًا جسيمًا.

إنكار هيجسيث

رفض هيجسيث بشكل متكرر أن التفاصيل المشتركة في المحادثة الجماعية تتضمن معلومات مصنفة سرية، قائلًا للصحفيين إن دوره كان توفير "تحديثات عامة في الوقت الفعلي".

وأضاف: "ما كتبته أنا والآخرون لم يحدد وحدات أو مواقع أو طرق أو مسارات طيران أو مصادر أو أساليب أو معلومات مصنفة".

في المقابل، قيّم آخرون، بمن فيهم الأدميرال المتقاعد ويليام ماكرافين والجنرال المتقاعد ستانلي ماكريستال، وهما من المخططين الحربيين المخضرمين ذوي السجلات القتالية الواسعة، في مقابلات منفصلة، أن المعلومات التي تم تقاسمها كانت ستكون محاطة بحراسة مشددة قبل بدء العملية.

الاعتماد الشديد على "سيجنال"

كان هيجسيث معتمدًا على "سيجنال" لدرجة أنه سعى لتثبيت جهاز كمبيوتر منفصل غير مصنّف في مكتبه في البنتاجون، حيث لا يُسمح بالهواتف الشخصية، وهي تفاصيل أوردتها "واشنطن بوست" لأول مرة في أبريل الماضي.

وقال أشخاص مطّلعون على القضية إن هيجسيث بذلك "استنسخ" فعليًا تطبيق "سيجنال" الموجود على هاتفه الشخصي، وليس من الواضح ما إذا كان ذلك الكمبيوتر لا يزال في مكتب هيجسيث.

الاختبار الحاسم أمام الكونجرس

يستعد هيجسيث للشهادة أمام الكونجرس الأسبوع المقبل، في أول ظهور له في الكابيتول هيل منذ قضية "سيجنال جيت" وموجة الإقالات في مكتبه الأمامي، التي أثارت تساؤلات حول حكمه والخلل الوظيفي داخل دائرته الداخلية من المستشارين.

رفض هيجسيث بغضب أهمية حلقة "سيجنال"، وسعى لتقليل الاضطراب في البنتاجون، قائلًا إنه رغم فترة ولايته القصيرة في القيادة، فإن تدوير الموظفين أمر طبيعي، وأنه يعتقد أن لديه الفريق المناسب حوله الآن.

وتختتم الصحيفة بالإشارة إلى أن الرئيس ترامب وقف إلى جانب هيجسيث رغم أخطائه، لكن البيت الأبيض أبدى إحباطه من التدقيق غير المرغوب فيه، بينما تكهّن مسؤولون داخل البنتاجون علنًا حول ما إذا كان بإمكانه البقاء في المنصب، فيما ستكون الجلسات المتلفزة للأسبوع المقبل اختبارًا حاسمًا، حيث من المتوقع أن يشاهد ترامب ويقيّم أداء شخصية "فوكس نيوز" السابقة.