الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأكثر تأثيرا.. "الناتو" يحاول اللحاق بركب الطائرات بدون طيار

  • مشاركة :
post-title
جندي أوكراني يتحكم بمسيّرة تستهدف منطقة خاركوف

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في الوقت الذي أسست فيه هجمات الطائرات المسيّرة التي ملأت سماء أوكرانيا وروسيا في الأسابيع القليلة الماضية عصر جديد من الحروب، أظهرت أيضا للدول الغربية مدى عدم استعدادها لها؛ بعد أن لفتت عملية "شبكة العنكبوت" الأوكرانية" نظر مسؤولي الدفاع في بعض دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الإسراع لتقييم ما إذا كانوا هم أيضًا عرضة للخطر.

ويبحث قادة "الناتو" العسكريون سيناريوهات ما إذا تمكن خصم يستخدم طائرات مسيّرة من إعاقة قوة عسكرية كبرى بشدة، سواء كانت روسيا أو الصين أو حتى الولايات المتحدة.

وينقل تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن جيمس باتون روجرز، خبير حرب المسيّرات في جامعة "كورنيل" إن هذا أكثر من مجرد حادثة معزولة، بل هو لمحة عن طبيعة الصراع المستقبلي "حيث لن تقتصر الحرب على خطوط جبهة مرسومة بدقة".

وأضاف أن السؤال المُلِحّ أمام حلف الأطلسي بعد "الهجوم المُهيب الذي شنته أوكرانيا"، هو تحديد نقاط ضعف قواعده الجوية وقاذفاته وبنيته التحتية الحيوية.

جنود أوكرانيون من اللواء الآلي المنفصل رقم 42 يحاولون إسقاط مسيّرات روسية في منطقة خاركوف
تراجع غربي

قبل القصف الأوكراني، كثّفت روسيا سيلًا شبه يومي من الطائرات المسيّرة بعيدة المدى لمهاجمة أهداف عسكرية ومدنية في جميع أنحاء أوكرانيا، مُظهرةً بذلك قدرتها على إطلاق آلاف المسيّرات بنفس سرعة بنائها، وفقًا للخبراء.

في المقابل، عانت شركات تصنيع الأسلحة في الولايات المتحدة وأوروبا لأكثر من ثلاث سنوات من أجل زيادة إنتاج الأسلحة. هذا ما جعل "نيويورك تايمز" تشير إلى أن حلف شمال الأطلسي "يعلم أن لديه الكثير ليتعلمه".

في وقت سابق من هذا العام، افتتح حلف الأطلسي مركز تدريب مشتركًا مع القوات الأوكرانية في بولندا لتبادل الدروس المستفادة من العملية العسكرية الروسية. حيث يُعد الجيش الأوكراني الأكبر -بعد الجيش الروسي- والأكثر خبرة في المعارك في أوروبا، حتى وإن كان يُكافح للحفاظ على أراضيه في منطقته الحدودية.

في الوقت نفسه، لا يزال جزء كبير من التحالف العسكري يركز على حروب الماضي، وغير قادر على مواكبة التدفق المستمر من الهجمات الإلكترونية وغيرها من الأنشطة الهجينة التي تهدد البنية الأساسية للطاقة والمؤسسات المالية وقواعد البيانات الحكومية التي تقع بعيدًا عن خطوط المواجهة التقليدية.

وكتبت سيمون ليدين، المسؤولة السياسية البارزة في البنتاجون خلال ولاية الرئيس ترامب الأولى، على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الهجوم الواسع النطاق بالمسيّرات في أوكرانيا: "تحمي الصين طائراتها بأكثر من 3000 ملجأ محصن، في حين كشفت الولايات المتحدة عن المدرجات".

وأضافت: "إن سربًا يتم توقيته جيدًا (إطلاقه في التوقيت المناسب) قد يصيبنا بالعمى قبل أن نتمكن من الطيران".

وقال الجنرال جريجوري جيلوت، رئيس قيادة الدفاع الجوي الفضائي لأمريكا الشمالية، للمشرعين في فبراير، إن الجيش الأمريكي أبلغ عن 350 مشاهدة لطائرات بدون طيار عبر نحو 100 منشأة عسكرية العام الماضي.

كما أوضحت مراجعة حكومية جديدة للقدرات الدفاعية البريطانية، صدرت هذا الأسبوع، أن أعضاء التحالف الغربي اوى يدركون نقاط ضعفهم.

وظهر أنه إذا أُجبرت بريطانيا وحلفاؤها على القتال خلال السنوات القليلة المقبلة، فقد يجدون أنفسهم في مواجهة خصوم بأسلحة وتقنيات أحدث.

ودعت المراجعة إلى استثمار مكثف في الطائرات المسيّرة الجوية والبرية، بما في ذلك تخزين الطائرات المسيّرة الهجومية أحادية الاتجاه "الكاميكازي" التي تُحدث خسائر فادحة بالاصطدام بأهدافها والانفجار؛ مشيرة إلى أن "من يحصل على التكنولوجيا الجديدة في أيدي قواته المسلحة بشكل أسرع سوف يفوز".

إطلاق نار من دفاعات جوية خلال هجوم مسيّرات روسية على كييف
أساطيل المسيّرات

منذ بدء الحرب، أنفقت كل من روسيا وأوكرانيا مليارات الدولارات لبناء أساطيل الطائرات بدون طيار الخاصة بهما.

قبل عامين، أنتجت أوكرانيا حوالي 800 ألف طائرة بدون طيار؛ ومن المتوقع أن تنتج هذا العام أكثر من 5 ملايين طائرة، وفقًا لكاترينا بوندار، المستشارة السابقة للحكومة الأوكرانية، والتي تعمل حاليًا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن.

ومن بين هذه الطائرات أسلحة تُعرف باسم "طائرات الصواريخ بدون طيار" نظرًا لقدرتها المزعومة على التحليق لمسافة تصل إلى 1800 ميل.

في نهاية الأسبوع الماضي، وقبل الهجوم المفاجئ على روسيا، صرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لحلفائه بأنه يأمل في توسيع نطاق برنامج الطائرات المسيّرة التابع لجيشه بدعم مالي إضافي.

وقال: "تُظهر عملياتنا الأثر الذي يُمكن أن يُحدثه الاستثمار، وخاصةً في مجال الطائرات المسيّرة".

بالفعل، وافقت بريطانيا، متعهدة يوم الأربعاء، بمساعدة أوكرانيا في شراء 100 ألف طائرة بدون طيار هذا العام، وهو ما يزيد عشرة أضعاف عن المخطط له في البداية.

أمّا روسيا، التي من المتوقع أن تنفق أكثر من 7% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع هذا العام، أغرقت سماء أوكرانيا وأغرقت دفاعاتها الجوية بأكثر من ألف طائرة مسيّرة أسبوعيًا منذ مارس، وفقًا للخبراء. معظمها طائرات مسيّرة من سلسلة "جيران" وهي النسخة الروسية المحلية من طائرة "شاهد" الهجومية بعيدة المدى المصممة إيرانيًا، وبعضها يكلف صنعه أقل من 20 ألف دولار.

ورغم أن طائرات "جيران" بدون طيار أرخص بكثير من صاروخ "ستورم شادو" طويل المدى، الذي تبلغ تكلفته مليون دولار، فإنها لا تزال تكلف روسيا على الأرجح عدة ملايين من الدولارات يوميا؛ وفق تقرير "نيويورك تايمز".

ونقلت الصحيفة عن صامويل بينديت، الخبير في المسيّرات الروسية في مركز التحليل البحري: "إذا كان بوسعهم إطلاق مئات من هذه الطائرات يوميا، فهذا يعني أن عليهم تصنيع مئات منها يوميا أيضا".

وقال: "لا أحد في أوروبا مستعد حقًا للتعامل بشكل مناسب مع هذا النوع من التهديدات".