في الأيام الأخيرة، تصاعد الغضب العالمي من مشارق الأرض ومغاربها، ضد الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة منذ ما يربو إلى عامين، وظهر ذلك جليًا في دول أمريكا اللاتينية التي اتخذت خطوات تصعيدية ضد جرائم الاحتلال.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها غير المسبوق على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، الذي أسفر عن استشهاد 54,470 فلسطينيًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 124,693 آخرين، في حصيلة غير نهائية، وذلك خلال عشرات المجازر الوحشية.
وعلى أثر ذلك، تواجه إسرائيل أزمة دبلوماسية خطيرة لأول مرة منذ تاريخ إنشائها، ففي الوقت الذي تحاول فيه الدول الأوروبية زيادة ضغوطها على تل أبيب لإنهاء الحرب، كانت هناك دول أخرى، وفقًا للقناة الـ12 الإسرائيلية، تدهورت معها العلاقات بصورة حادة.
تشيلي
كانت دولة تشيلي، من أبرز دول أمريكا اللاتينية، التي واجهت عنف إسرائيل بإجراءات غير مسبوقة، فمنذ بداية الحرب تدهورت العلاقات الإسرائيلية التشيلية، واستدعت الأخيرة سفيرها من تل أبيب للتشاور، كما سحبت ملحقيها العسكريين، بجانب مشاركتها في الدعوى العالمية ضد الاحتلال في محكمة لاهاي.
وفي الأيام الأخيرة، هاجم الرئيس التشيلي جابرييل بوريتش الحكومة الإسرائيلية، وأعلن حظر الأسلحة وحظر التجارة مع الشركات الإسرائيلية عبر ما يسمى الخط الأخضر، واتهم الاحتلال بتنفيذ تطهير عرقي.
البرازيل
البرازيل بدورها كانت من أولى دول أمريكا اللاتينية التي تدخلت لوقف المهازل التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية، وفي بدايات 2024 حدثت أزمة حادة بين الدولتين بعد تصريح الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا، الذي شبّه فيه أفعال إسرائيل في قطاع غزة بأفعال هلتر النازية.
وشدد "دي سيلفا" على أن ما يحدث على الأراضي الفلسطينية ليس حربًا، وإنما إبادة جماعية، وقام على أثر ذلك بسحب السفير البرازيلي الذي لم يعد إلى تل أبيب منذ ذلك الوقت.
بوليفيا
أيضًا دولة بوليفيا، كانت من أولى الدول التي قامت بقطع علاقتها مع دولة إسرائيل، بعد وقت قصير جدًا من نشوب الحرب الدامية في قطاع غزة، كما انضمت بصورة قاطعة للدعوى المرفوعة ضد إسرائيل في لاهاي.
كولومبيا
بعد 8 أشهر من الحرب،وفقًا لـ"أكسيوس"، وبالتحديد في مايو 2024، قررت كولومبيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، معلنة عدم دعمها للإبادة الجماعية التي يتم ارتكابها في قطاع غزة، وقبلها بفترة كانت قد استدعت سفيرها من تل أبيب، ثم حظرت تصدير الفحم إلى إسرائيل، وانضمت هي الأخرى للقضية الجنائية.
وصف جوستافو بيترو الرئيس الكولومبي، حصار إسرائيل لقطاع غزة بأنه إبادة جماعية أكثر من مرة، كما وصف نتنياهو بالرئيس المجرم، وقال نصًا "إذا ماتت فلسطين، فإن الإنسانية تموت، ولن نسمح لها بالموت".
المكسيك ونيكاراجوا
انضمت المكسيك إلى الدعوى القضائية ضد إسرائيل التي رفعتها جنوب إفريقيا في لاهاي، التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وأبدت رفضها تمامًا لمقتل آلاف المدنيين وتدمير البنية التحتية بشكل ممنهج في القطاع.
كوبا
لم تكن إدانة كوبا الفورية للعدوان الإسرائيلي على فلسطين مفاجئة، نظرًا لموقفها التاريخي بالوقوف إلى جانب حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ومع النضال من أجل التحرير، حيث دافعت عن إعادة إرساء حدود ما قبل عام 1967.
وأصدر كبار القادة الكوبيين إدانات عديدة لإسرائيل، بحسب منظمة "بيبول ديسباش"، ودعوا حتى إلى تعبئة جماهيرية في هافانا للتأكيد على دعم الشعب الكوبي لفلسطين، وبالنسبة للرئيس الكوبي ميجيل دياز، فإنه أكد مرارًا أن فلسطين دولة شقيقة، ودعمها ينبع من الإيمان الراسخ بقضية شعبها.
قطعت نيكاراجوا علاقاتها الدبلوماسية الرسمية مع إسرائيل منذ بداية الحرب تقريبًا، بسبب ما وصفته بالإعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وجاء في بيان قطع العلاقات أن حكومة إسرائيل فاشية وترتكب إبادة جماعية.
هندوراس وبليز
ولم يختلف الحال بالنسبة لدولة هندوراس، التي سحبت سفيرها من إسرائيلي بسبب انتهاكات القانون الإنساني الدولي في قطاع غزة، كما قطعت دولة بليز علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب وعلّقت جميع أنشطة القنصلية الإسرائيلية في بليز حتى تنتهى الحرب.
كانت وكالة "بلومبرج" كشفت عن وجود تحول جذري في الرأي العام والمواقف الرسمية الأوروبية، وقامت دول مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بفرض قيود تجارية ومحاولة حظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وذلك بخلاف تراجع الدعم الشعبي في تلك الدول بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.