الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نظمها مخرج "لا أرض أخرى".. إسرائيل تمنع صحفيين دوليين من دخول الضفة الغربية

  • مشاركة :
post-title
المخرجان باسل عدرا ويوفال أبراهام

القاهرة الإخبارية - إنجي سمير

منع جنود الاحتلال الإسرائيلي صحفيين دوليين من دخول قرى في الضفة الغربية، ظهرت في الفيلم الوثائقي الحائز على جائزة الأوسكار "لا أرض أخرى"، وذلك خلال جولة صحفية نظمها المخرجان باسل عدرا ويوفال أبراهام.

كان المخرجان دعيا أكثر من 12 صحفيًا محليًا ودوليًا لزيارة قرية التواني، الواقعة ضمن مجموعة من القرى البدوية في منطقة تُعرف باسم "مسافر يطا" بالضفة الغربية، لمشاهدة أدلة على عنف المستوطنين وعمليات الهدم التي يقوم بها الاحتلال.

ويُظهر مقطع فيديو نُشر على منصة إكس من قِبل عدرا وأبراهام؛ جنديًا إسرائيليًا ملثمًا يطلب من الصحفيين إخلاء منطقة مغلقة بحاجز تفتيش خلال 10 دقائق، ويهددهم باتخاذ إجراءات قانونية في حال عدم امتثالهم، فيما يُسمع أبراهام وهو يقول: "أنتم تعلمون أنهم صحفيون، إنهم قادمون لرؤية الدمار في مسافر يطا، والطريقة التي تُدمرون بها المجتمع، وعنف المستوطنين خطير"، بينما يشير الجندي إلى أن منع الصحفيين من العبور إلى الضفة الغربية يهدف إلى الحفاظ على "النظام" في المنطقة.

وتدخل المخرج باسل عدرا قائلًا: "سنذهب إلى منزلي في الداخل لن تكون هناك سيارات، ما مشكلتكم؟ إنهم قادمون إلى منزلي في قريتي. لماذا لا تمنعون المستوطنين عندما يأتون لحرق المنازل والسيارات ومهاجمة الناس؟.. لماذا فقط للصحفيين الذين يحملون كاميرات وهواتف؟.. لماذا؟".

ورُفض اقتراح أحد الصحفيين بأن تتقدم المجموعة سيرًا على الأقدام بدلًا من السيارات، حيث كرر الجندي أن الحظر هو من أجل "النظام"، قائلًا: "في هذا المفترق، لا صحفيين ولا ضيوف ولا مئات الأشخاص للحفاظ على النظام في المنطقة.. أنتم هنا مصدر إزعاج عام"، وهو ما أثار حيرة الكثيرين من المجموعة.

وتقع قرية "التواني" ضمن مجموعة من القرى الصغيرة، الواقعة على الجانب الفلسطيني من الضفة الغربية من الخط الأخضر لعام 1949، وأصبح مستقبلها على المحك منذ أعلنت إسرائيل أن معظم أراضي القرية منطقة تدريب بالذخيرة الحية في ثمانينيات القرن الماضي، مع تعرض سكانهم لمزيد من الضغوط نتيجة بناء المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية على أعتابهم.

يتتبع فيلم "لا أرض أخرى"، الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، رحلة "عدرا" وهو يوثق الدمار الذي لحق بمسافر يطا ومجتمعها البدوي على مر السنين، ومحاولات الصحفي الإسرائيلي أبراهام لإبراز هذه الرواية.

عُرض العمل لأول مرة عالميًا في مهرجان برلين السينمائي الدولي 2023، حيث فاز بجائزة الجمهور وجائزة برلين للأفلام الوثائقية.

في أعقاب فوزه بجائزة الأوسكار، كان سكان قرى مسافر يطا يأملون أن تدعّم الجائزة قضيتهم، حيث كشف الفيلم الوثائقي عن التحديات التي يواجهونها للجمهور الدولي، وبدلًا من ذلك، شهدنا تصاعدًا في عنف المستوطنين، بينما صعّدت إسرائيل خططها لإخلاء القرى البدوية، حيث هدمت قرية "خلة الضبع" بالجرافات في 5 مايو المنقضي.

في مارس الماضي، وبعد أسابيع فقط من فوز الفيلم الوثائقي بجائزة الأوسكار، تعرّض حمدان بلال، المخرج المشارك في الفيلم إلى جانب عدرا وإبراهام وراشيل سور، لهجوم من قِبَل حشد من المستوطنين الإسرائيليين بالقرب من قريته، ثم اعتقله الجنود واحتجزوه طوال الليل في منشأة عسكرية.