وضع فوز كارول ناوروكي، اليميني المتشدد والمتشكك في الاتحاد الأوروبي، بفارق ضئيل في الانتخابات البولندية، رئيس الوزراء أمام احتمالية فشل إدارته، بحسب صحيفة "تليجراف" البريطانية.
سيطلب رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، تصويتًا على سحب الثقة من حكومته الوسطية بعد فوز مرشح المعارضة القومية، كارول ناوروكي، بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية التي جرت أول أمس الأحد.
شكّل فوز ناوروكي ضربة موجعة لتوسك، الذي كان يأمل أن يُسهم رافال ترزاسكوفسكي، مرشحه المفضل، في أجندته الإصلاحية الليبرالية ومحاولاته الرامية إلى ترسيخ دور قيادي لبولندا في الاتحاد الأوروبي.
ومن المتوقع أن يُعيد ناوروكي إحياء التوترات مع بروكسل بشأن قضايا سيادة القانون مثل استقلال القضاء، ما دفع رئيس الوزراء البولندي قائلاً: "أريد أن يرى الجميع، بمن فيهم خصومنا في الداخل والخارج، أننا مستعدون لهذا الوضع، وأننا ندرك خطورة اللحظة، لكننا لن نتراجع".
أطاح توسك بحزب القانون والعدالة اليميني المتشدد والمشكك في الاتحاد الأوروبي في الانتخابات العامة التي جرت في أكتوبر 2023، وشرع في إصلاح العلاقات مع بروكسل، التي جمّدت تمويل الاتحاد الأوروبي لبولندا.
يواجه الآن احتمالية وجود إدارة ضعيفة، مُعرقلة بسبب حق النقض الرئاسي قبل الانتخابات المقبلة، التي يجب إجراؤها بحلول نوفمبر 2027، ويهدف التصويت إلى إظهار أن ائتلافه الواسع وغير المرن لا يزال موحدًا على الرغم من الخسارة الرئاسية، التي أدت إلى توقعات بسقوط الحكومة والدعوة إلى انتخابات جديدة.
لكنها أيضًا مخاطرة قد تأتي بنتائج عكسية، إذ قد لا تكون جميع الأحزاب في تحالف توسك الليبرالي على استعداد لإعادة الالتزام بالحكومة في ظلّ عدم شعبيتها، وقد ألمح سيمون هولونيا، رئيس مجلس النواب البولندي، والشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم، إلى أنه ونوابه الـ 32 قد يمتنعون عن التصويت "المسرحي"، المتوقع إجراؤه هذا الأسبوع.
وقال توسك إنه يتوقع علاقة صعبة مع الرئيس الجديد، المُسلّح بحق النقض (الفيتو) الذي يُمكن أن يُعيق برنامجه الإصلاحي، لكن لديه خطة طوارئ.
وقال: "تم إعداد خطة طوارئ بافتراض وجود تعايش صعب، ومن الصعب التكهن مُسبقًا بموقف الرئيس الجديد. إذا أبدى استعدادًا للتعاون، فستكون مفاجأة إيجابية سنرد عليها بانفتاح تام".
وأضاف: "ستتطلب هذه الخطة وحدةً وشجاعةً من الائتلاف بأكمله، وسيكون الاختبار الأول هو تصويت الثقة، وهو ما سأطلبه من مجلس النواب في المستقبل القريب".
في غضون ذلك، تعهد حلف الناتو بأن يصبح "أقوى من خلال العمل مع الرئيس البولندي المنتخب، على الرغم من المخاوف من أن فوزه بفارق ضئيل في الانتخابات قد يُضعف الدعم البولندي لأوكرانيا.
فاز "ناوروكي" على منافسه ترزاسكوفسكي، وحصل على 50.89٪ من الأصوات، وعلى غرار ترامب، اتهم ناوروكي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعدم الامتنان الكافي للمساعدة البولندية، وهناك مخاوف من أن نفوذه قد يحول بولندا من حليف قوي.
وكانت بولندا، المجاورة لكلٍ من أوكرانيا وروسيا، كانت من أقوى داعمي كييف منذ الهجوم الروسي عام 2023، وفي مارس 2025، كانت بولندا تستضيف 997.130٠ لاجئًا أوكرانيًا، لتحتل المرتبة الثانية بعد ألمانيا في الاتحاد الأوروبي، لكن الرأي العام يزداد تشددًا.