تعد زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الهند، ذات دلالات سياسية واقتصادية، فهي المرة الأولى التي يتم فيها دعوة رئيس مصري ليكون ضيفًا رئيسيًا في احتفالات يوم الجمهورية.
عقد الرئيس المصري اجتماعات ومحادثات على مستوى الوفود مع ناريندرا مودي، رئيس الوزراء، حول القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك، وإس.جيشانكار، وزير الشؤون الخارجية، ومن المقرر أن يلتقي السيسي كبار رجال الأعمال في الهند، بحسب صحيفة إنديان إكسبرس الهندية.
حفاوة بالغة
وقالت الصحيفة إن دعوة السيسي كضيف رئيسي ليوم الجمهورية يعد أمرًا رمزيًا، فقد خططت نيودلهي لاستقبال ضيفها الرئيسي في يوم الجمهورية بحفاوة بالغة، إذ يتم اختيار الضيف الرئيسي كل عام بناءً على عدد من الأسباب الاستراتيجية والدبلوماسية، والمصالح التجارية، كما يعتمد ذلك على الطبيعة السياسية والجغرافية لرئيس الدولة المدعوة.
العلاقات التجارية الثنائية
تعد مصر أحد أهم شركاء الهند التجاريين في القارة الإفريقية، إذ دخلت اتفاقية التجارة الثنائية بين الهند ومصر حيز التنفيذ، منذ مارس 1978، وتستند إلى بند الدولة الأولى بالرعاية، كما زادت التجارة الثنائية بين البلدين أكثر من خمس مرات في السنوات العشر الماضية، ففي 2018-2019، وصل حجم التجارة الثنائية 4.55 مليار دولار، وعلى الرغم من تفشي فيروس كورونا، انخفض حجم التجارة بشكل طفيف إلى 4.5 مليار دولار في الفترة ما بين عامي 2019 و2020، وإلى 4.15 مليار دولار في 2020-2021، ثم توسعت التجارة الثنائية بسرعة خلال عام 2021 و2022، وقفزت إلى 7.26 مليار، بزيادة 75% عن السنة المالية السابقة.
مجالات التعاون
قال المسؤولون إن البلدين سيبحثان التعاون في مجموعة من القطاعات، وستكون الزراعة أحد المجالات الرئيسية للتعاون، إذ تتطلع مصر إلى تنويع مصادر شراء القمح، وتعد الهند من بين جهات توريد القمح، وفي مايو من العام الماضي، سمحت الهند التي كانت قد فرضت حظرًا على بيع القمح، بتصدير 61 ألف طن إلى مصر، نظرًا لتأثر الأسواق بالأزمة الأوكرانية.
استثمارات هندية في مصر
تأتي زيارة الرئيس المصري في ظل تطلع الهند إلى زيادة الاستثمارات في مصر، لا سيما في مشروعات البنية التحتية الكبرى بمنطقة قناة السويس، وفي المناطق الاقتصادية الخاصة بالإسكندرية والقاهرة، كما تحرص مصر على زيادة السياحة من الهند، وتسهيل حركة السفر بين البلدين بحيث يسهل تدفق العملات الأجنبية إلى الاقتصاد المصري، وسينظر البلدان أيضًا في قطاع التعليم، إذ تستطيع مؤسسات التعليم العالي الهندية إنشاء حرم جامعي في مصر، وهناك اقتراح، قيد الإعداد، بإنشاء معهد لتكنولوجيا المعلومات في مصر.
مساعدات مصرية للهند خلال تفشي كورونا
أعرب الرئيس المصري عن تعاطفه وتضامنه مع الهند، خلال الموجة الثانية من فيروس كورونا، بحسب الصحيفة الهندية، التي تابعت أنه في 30 أبريل 2021، أرسلت مصر ثلاث طائرات مزودة بإمدادات طبية إلى الهند، 9 مايو 2021، بالإضافة إلى ذلك، وقعت سفارة الهند أيضًا اتفاقية لشراء 300 ألف جرعة من عقار رمديسفير من مصر، التي تم توفيرها قبل الموعد المحدد بوقت طويل.