الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من الكرملين لـ"شبكة العنكبوت".. ضربات أوكرانيا تكسر هيبة القيصر الروسي

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام - عبد الله علي عسكر

منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، تتأرجح كفتا الميزان العسكري بين طرفي الصراع، بضربات مباغتة ساعية إلى إحداث أثر على الأرض بكسب مساحة من الأرض أو حتى نفسي ودعائي، يمهد لها الطريق إلى نصر صعب المنال.

ودفعت كييف ثمنًا باهظًا من أراضيها، التي لم تستطع أن تستعيدها حتى مع الدعم الغربي، لكن موسكو في الوقت نفسه لم تكن لها اليد العليا على طول الخط، فقد واجهت استهداف الكرملين بالمُسيرات وتمرد قائد فاجنر، وإغراق سفن البحرية في ميناء إلى جانب تعرضها لهجمات واسعة النطاق في العمق الروسي.

"شبكة العنكبوت"

تمكن الجيش الأوكراني من تحقيق انتصار نوعي في واحدة من أهم العمليات خلال الحرب الدائرة مع روسيا منذ 3 أعوام، حيث استطاع توجيه ضربة كبيرة لأهم القدرات التي تمتلكها أكبر الجيوش، والتي يطلق عليها اسم "القاذفات الاستراتيجية".

وأعلنت أوكرانيا مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف 4 مطارات روسية عبر 117 طائرة درون متطورة في عملية أسمتها "شبكة العنكبوت"، تم استهداف وتدمير 41 قاذفة استراتيجية روسية، واقتربت الخسائر من 7 مليارات دولار.

استهداف الكرملين

في مايو 2023، أعلنت السلطات الروسية عن إحباط هجوم بطائرتين مسيّرتين استهدفتا قبة مبنى الكرملين، مقر إقامة الرئيس بوتين الرسمي. ورغم نفي أوكرانيا أي ضلوع مباشر في العملية، فإن الحادثة اعتُبرت تطورًا نوعيًا في قدرة كييف على إيصال الحرب إلى قلب العاصمة الروسية، وتوجيه رسالة رمزية مفادها أن "موسكو ليست بمنأى عن النيران".

الهجوم أثار موجة من القلق في الأوساط الأمنية الروسية، وسرّع من نشر أنظمة الدفاع الجوي داخل موسكو وعلى أسطح المباني الحكومية، وسط تساؤلات عميقة عن اختراق أمني بهذا الحجم.

ضربات الطائرات المُسيرة

إلى جانب هذه النكبات الكبرى، شهد العمق الروسي عشرات الهجمات بالطائرات المسيّرة استهدفت مستودعات وقواعد جوية ومنشآت نفطية وصناعية، في تصعيد مستمر من قبل كييف لفرض كلفة متزايدة على موسكو.

الهجمات شملت مناطق تمتد من بيلجورود إلى كورسك وصولًا إلى موسكو، وأظهرت أن الدفاعات الروسية عاجزة في كثير من الأحيان عن التصدي لهجمات دقيقة ومنخفضة الكلفة، ما جعل الأمن الداخلي الروسي على المحك بصورة يومية.

محاولة اغتيال بوتين

وفي 26 مايو الماضي تعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمحاولة اغتيال أثناء أولى زياراته لمنطقة كورسك، حين ألمح قائد بالجيش الروسي، إلى أن السلطات في أوكرانيا حاولت اغتيال بوتين خلال زيارته لكورسك عبر هجوم بمسيّرات. وكشف قائد فرقة الدفاع الجوي الروسي يوري داشكين، في مقابلة تلفزيونية، أن المروحية التي كانت تقل الرئيس الروسي منذ أيام علقت في "مركز" هجوم أوكراني ضخم بطائرات مسيرة أثناء زيارته الأولى لكورسك منذ استعادة روسيا السيطرة عليها.

خسائر البحرية في البحر الأسود

وأغرقت أوكرانيا السفينة الروسية "موسكفا" في 14 أبريل 2022 وهي سفينة القائد لأسطول البحر الأسود أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا 2022، كما فقد روسيا بين 30% و40% من أسطولها.

تفجير جسر القرم

ومنذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، أصبح جسر كيرتش، الممتد على طول 12 ميلاً، مشروعًا رمزيًا للرئيس الروسي بوتين، إذ يربط القرم بروسيا الأم، وبتكلفة بلغت 3.7 مليار دولار، مثّل الجسر شريانًا حيويًا لنقل الإمدادات العسكرية والمدنية.

في يوليو 2023، أعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية تنفيذ عملية تفجير للجسر باستخدام طائرة بحرية مسيرة تجريبية، ما أسفر عن أضرار كبيرة في الطرق المؤدية إليه ومقتل مدنيين اثنين، بحسب السلطات الروسية.

اغتيالات غامضة

على جبهة موازية، سُجلت خلال العام الماضي سلسلة من الاغتيالات الغامضة التي استهدفت شخصيات عسكرية روسية بارزة داخل البلاد، ورغم أن أوكرانيا لم تتبنَّ هذه العمليات رسميًا، إلا أن الشبهات تدور حولها بشدة.

في مايو الماضي، قُتل زاور ألكسندروفيتش جورتسييف، نائب رئيس بلدية ومحارب قديم، في انفجار بجنوب روسيا، وكان جورتسييف ضالعًا في الهجمات على مدينة ماريوبول، وقد أشارت التقارير إلى دوره في تطوير دقة الصواريخ الروسية، وفقًا لبرنامج "زمن الأبطال".

في أبريل، أعلنت السلطات الروسية اعتقال "عميل في الخدمات الأوكرانية الخاصة" بتهمة تنفيذ تفجير سيارة أدى إلى مقتل الجنرال ياروسلاف موسكاليك، أحد أبرز قيادات هيئة الأركان الروسية.

أما في فبراير، فقد لقي أرمين سركيسيان، مؤسس ميليشيا موالية لروسيا، مصرعه إثر تفجير وسط موسكو، بحسب وكالة "تاس" الروسية. وكان يُوصف في أوكرانيا بأنه "عقل إجرامي مدبر".