الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خبيرة شؤون روسية: منتدى بطرسبرج قد يشهد تعاونا جديدًا بين روسيا وأمريكا

  • مشاركة :
post-title
منتدى بطرسبرج الاقتصادي

القاهرة الإخبارية - أحمد منصور

قالت الدكتورة نورهان الشيخ، الخبيرة بالشأن الروسي، إن أهداف منتدى سانت بطرسبرج الاقتصادي الدولي، تطورت على مدار ثلاثة عقود بشكل واضح، إذ كان الهدف الأساس منه في البداية هو التعريف بروسيا وفرص الاستثمار هناك عقب الحقبة السوفيتية والاشتراكية ومدى انفتاح الاقتصاد الروسي حتى أصبح ليبراليًا في مجالات الاستثمار، إلى جانب إدماج روسيا في حركة الاقتصاد العالمي، الذي توّج بانضمامها بمنظمة التجارة العالمية في 2012.

وأكد الدكتورة نورهان الشيخ لـ"القاهرة الإخبارية"، أن أهداف العام السابق والحالي لها خصوصية كبير في إطار التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية في آن واحد، والهدف الأساسي لروسيا من المنتدى هو إعادة طرح روسيا على الخريطة الاقتصادية والاستثمارية في ظل العقوبات ومحاولات فرض العزلة عليها من الغرب، فروسيا تحاول الانفتاح في فضاءات أوسع بكثير في آسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة الشرق الوسط.

وأشارت الدكتورة نورهان الشيخ، إلى أن العام الحالي له إطار مختلف مع التعريفات الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتغيرات في الآليات التي حكمت الاقتصاد العالمي لفترة طويلة تزداد أهمية المنتدى ودوره في ظل هذه الأجواء، لبناء شركات جديدة خلال الفترة المقبلة.

المشاركة الأمريكية لم تغب عن المنتدى سواء هذا العام أو الأعوام السابقة، لكنها كانت غير رسمية ولم تكن في ظل الفعالية المطلوبة في ظل العقوبات المفروضة على روسيا وخروجها من نظام سوفيت، كان من الصعب على رجال الأعمال إقامة علاقات تجارية والاستثمار في روسيا بشكل كامل، في حين أن الاستثمارات الأمريكية التي كانت في روسيا خدمية وهى التي تم سحبها في ظل الأوضاع التي تشهدها روسيا في الأعوام الماضية، ما تسبب في خسائر اقتصادية كبير في روسيا، لافتة إلى أنه ربما تكون المشاركة الأمريكية هذا العام أكثر فعالية في ظل توجه الرئيس ترامب وانفتاحه على روسيا، وهو ما يستشعر به رجال الأعمال في الوقت الحالي.

كانت قناة "القاهرة الإخبارية" أفادت بأن الموقع الرسمي لمنتدى سانت بطرسبرج الاقتصادي الدولي، المقرر انعقاده من 18 إلى 21 يونيو المقبل، أعلن جدول أعماله.

ونقلًا عن قناة "القاهرة الإخبارية"، يُركز جدول أعمال المنتدى على إيجاد نقاط مرجعية مشتركة في ظل حالة الاضطراب العالمي، وإعادة النظر في نماذج التعاون، ووضع أسس التنمية المستدامة تحت شعار رئيسي بعنوان "القيم المشتركة أساس النمو في عالم متعدد الأقطاب"، كما سيركّز المنتدى، العام الجاري، على تعزيز السيادة الاقتصادية، وتطوير الأنظمة المالية الوطنية والتصدي لضغوط العقوبات.

وقال أنطون كوبياكوف، مستشار رئيس الاتحاد الروسي، الأمين التنفيذي للجنة تنظيم المنتدى، إن العالم يشهد تحولات كبرى، إذ لا تقتصر التغيرات على الخريطة الجيوسياسية فحسب، بل تمتد لتشمل المشهد الجيو-اقتصادي، حتى هيكل العلاقات الاقتصادية والروابط الاجتماعية داخل الدول نفسها آخذ في التبدل، فيما تُعاد صياغة التحالفات والاتحادات الحكومية الدولية.

وأشار مستشار رئيس الاتحاد الروسي، إلى أن المنتدى لم يعد مجرد منصة لمناقشة هذه التغيرات، بل أصبح مساحة تُطرح فيها حلول لمواجهة الظروف الخارجية المتغيرة والتحولات السريعة، ومن المهم ألا نكتفي بتسجيل هذه التحولات، بل يجب مواجهتها.

ولفت إلى أن برنامج الأعمال يتضمن 150 جلسة تناقش عددًا كبيرًا من الموضوعات، بدءًا من الاتجاهات الاقتصادية العالمية والتحول الرقمي، وصولًا إلى التنمية المستدامة، والريادة التكنولوجية، وتعزيز الروابط الإنسانية، وينقسم البرنامج إلى خمسة محاور رئيسية بشأن الاقتصاد العالمي كمنصة جديدة للنمو العالمي، ويُركّز على تعزيز العالم المتعدد الأقطاب، وتوسيع العلاقات التجارية، وإصلاح المؤسسات الاقتصادية العالمية واستعراض تنويع الاقتصاد الروسي، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير الأدوات المالية الوطنية مثل الروبل الرقمي كما سيتم تسليط الضوء على القضايا البيئية، والتنمية المستدامة، والطاقة الخضراء، والمبادرات المناخية في إطار التحديات العالمية.

ومن المقرر أن يستضيف المنتدى 19 حوارًا اقتصاديًا حول آفاق العلاقات الاقتصادية الروسية مع إفريقيا، البحرين، البرازيل، فيتنام، الاتحاد الأوروبي، الهند، إيران، الصين، وجنوب إفريقيا، وتركّز هذه الحوارات على تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية، وإنشاء مسارات لوجستية جديدة، وتطوير أنظمة دفع بديلة، كما سيتم تنظيم منتدى الشباب الاقتصادي الدولي "يوم المستقبل"، بدعم من الشبكة العالمية "أصدقاء من أجل القيادة"، المعتمدة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة ويجمع القادة الشباب، ورواد أعمال، وخبراء من أكثر من 100 دولة.