قدمت الولايات المتحدة الامريكية، اقتراحًا محدثًا لإيران بشأن الاتفاق النووي، يسمح بزيادة تخصيب اليورانيوم، عن طريق إنشاء نشاء تحالف إقليمي لإنتاج الطاقة النووية، يضم العديد من الدول، شريطة وقف طهران لجميع أنشطة التخصيب.
وتسعى واشنطن بهذا الاقتراح إلى كسر جمود المفاوضات الجارية، عقب تقرير سري للأمم المتحدة كشف عن مبادرة إيرانية أدت إلى مضاعفة مخزون طهران من اليورانيوم الذي يصل إلى درجة صنع القنبلة النووية.
تحالف نووي
يدعو الاقتراح الأمريكي إيران إلى وقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم، وإنشاء تحالف إقليمي لإنتاج الطاقة النووية، يضم إيران والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية ودولًا عربية أخرى، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
ووصف مسؤولون مطلعون على المحادثات الدبلوماسية الاقتراح بأنه "سلسلة من النقاط الموجزة، وليست مسودة اتفاق كاملة".
وجاء الاقتراح الأمريكي الأولي في الوقت الذي وصف فيه تقرير سري للأمم المتحدة مبادرة إيرانية أدت إلى مضاعفة مخزون طهران من اليورانيوم الذي يصل إلى درجة صنع القنبلة النووية.
سعي للاتفاق
صرحت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، بأن مبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قدّم لإيران "اقتراحًا مفصلاً ومقبولاً"، أمس السبت؛ للتوصل إلى اتفاق نووي.
ووفقًا لموقع "أكسيوس" الأمريكي، يمثل هذا العرض المرة الأولى منذ بدء المفاوضات في أوائل أبريل التي يقدم فيها كبير المفاوضين الأميركيين ستيف ويتكوف اقتراحًا على الورق.
كذلك، يُمثّل الاقتراح الأمريكي المكتوب محاولةً لحل القضية التي أعاقت المحادثات وهي مطالبة إيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.
وكانت إحدى الأفكار التي طرحتها سلطنة عُمان وتبنتها الولايات المتحدة تدعو إلى إنشاء اتحاد إقليمي يُخصِّب اليورانيوم للأغراض النووية المدنية تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة، وفقًا لمسؤول أمريكي ومصدر مطلع على القضية.
منشآت نووية خارج إيران
وعن التساؤلات حول موقع منشآت تخصيب اليورانيوم التابعة للاتحاد الإقليمي المزمع إنشاؤه، قال المصدر المطلع "إن الولايات المتحدة تريد أن تكون هذه المنشآت خارج إيران".
وأضاف: "هناك فكرة أخرى تتمثل في أن تعترف الولايات المتحدة بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، في حين تعلق إيران تخصيبه بشكل كامل".
جاء الاقتراح المُحدّث نتيجة الجولة الخامسة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في روما قبل أسبوع، وفقًا لمصادر الصحيفة الأمريكية.
وقدّم وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي اقتراح ويتكوف إلى نظيره الإيراني عباس عراقجي، خلال زيارة إلى طهران أمس السبت.
اتفاق مبدئي
يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يهدفون أولاً إلى التوصل إلى "اتفاق أساسي" يحدد مبادئ الاتفاق النووي، وفي حال التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، ستضع فرق فنية من الجانبين اتفاقًا مفصلاً.
وأصرَّت "ليفيت" على أنه "من مصلحة إيران قبول الاقتراح"، فيما أكد عراقجي أن إيران سترد على الاقتراح "بما يتماشى مع المبادئ والمصالح الوطنية وحقوق الشعب الإيراني".
وطلبت إيران الحصول على موقف الولايات المتحدة كتابيًا بعد أن قدم ويتكوف اقتراحًا شفهيًا خلال الجولة الرابعة من المحادثات وشرحه بالتفصيل خلال الجولة الخامسة.
تشكيك حول إبرام اتفاق
وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يشكك العديد من الخبراء في أن المرشد الإيراني علي خامنئي سوف يوافق على صفقة من شأنها أن تؤدي في الأساس إلى إغلاق منشآت الإنتاج النووي المتقدمة التي أنفق الإيرانيون مليارات الدولارات لبنائها.
وأمس السبت، أفاد تقرير للوكالة الدولية للطاقة أن إيران جمعت أكثر من 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. مشيرًا إلى أنه إذا خُصِّب إلى نسبة 90%، فإن هذه الكمية تكفي لصنع 10 قنابل نووية.
وأوضح تقرير ثانٍ للوكالة الدولية للطاقة الذرية نُشر أمس السبت، أن إيران لم تُقدم إجابات مُرضية على تحقيقات الوكالة بشأن عدة مواقع نووية غير مُعلنة في البلاد.
لطالما أكدت إيران أنها لن توقع أي اتفاق لا يسمح بالتخصيب، بينما تعهد المسؤولون الأمريكيون علنًا بحرمان إيران من هذا الخيار، وللتوصل إلى اتفاق لا بد من التنازل.