الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دبابات في شوارع واشنطن.. ترامب يحصل على عرضه العسكري بعد رفض دام سنوات

  • مشاركة :
post-title
آخر عرض عسكري أقيم في العاصمة الأمربكية احتفالًا بانتهاء حرب الخليج - 1991

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

بعد سنوات من المقاومة والمعارضة، ينجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخيرًا في تحقيق حلمه بإقامة عرض عسكري ضخم في العاصمة الأمريكية واشنطن، إذ إن هذا العرض، الذي سيقام في 14 يونيو المقبل، وهو اليوم الذي يصادف عيد ميلاد ترامب التاسع والسبعين، يُعتبر الأكبر من نوعه منذ عقود في الولايات المتحدة، ويأتي وسط جدل كبير حول تسييس المؤسسة العسكرية الأمريكية.

تفاصيل العرض العسكري

كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن تفاصيل مثيرة للعرض العسكري المرتقب، إذ ستشارك فيه قوات عسكرية ضخمة ومعدات حربية متطورة بأرقام استثنائية، ووفقًا لخطط الجيش الأمريكي، سيضم العرض 28 دبابة من طراز أبرامزM1A1 التي تعتبر من أثقل الدبابات في الخدمة بوزن 70 طنًا لكل منها، إلى جانب 28 ناقلة جند مدرعة من طراز سترايكر.

لا تتوقف الأرقام المذهلة عند هذا الحد، فالعرض سيشمل أكثر من 100 مركبة عسكرية أخرى، وقاذفة قنابل من طراز B-25 تعود لحقبة الحرب العالمية الثانية، و50 طائرة هليكوبتر، و6700 جندي.

كما ستشارك في العرض 34 حصانًا واثنان من البغال وكلب واحد، مما يضفي طابعًا تقليديًا على هذا الحدث العسكري الضخم.

تكلفة مالية باهظة

تقدر تكلفة هذا العرض العسكري الاستثنائي بين 25 إلى 45 مليون دولار، كما أوردت نيويورك تايمز، وقد ترتفع التكلفة أكثر نظرًا لالتزام الجيش بإصلاح أي أضرار قد تلحق بشوارع المدينة نتيجة مرور المعدات الثقيلة، بالإضافة إلى تكاليف التنظيف والأمن التي لم تُدرج بعد في التقديرات الأولية.

رغم أن هذا المبلغ يُعتبر جزءًا ضئيلاً من ميزانية البنتاجون المقترحة البالغة 1.01 تريليون دولار للعام المالي 2026، إلا أن التوقيت يثير جدلًا كبيرًا، خاصة وأن إدارة ترامب تسعى لتقليص التمويل المخصص للتعليم والصحة والمساعدات العامة.

مقاومة ثم قبول

تكشف الصحيفة الأمريكية عن تطور مثير في موقف المؤسسة العسكرية من رغبة ترامب في إقامة عرض عسكري، إذ في ولايته الأولى، واجه ترامب مقاومة شديدة من البنتاجون الذي رفض الفكرة تمامًا حرصًا على إبعاد القوات المسلحة عن السياسة.

وزير الدفاع السابق جيم ماتيس عارض الفكرة بشدة، حيث قال وفقًا لكتاب"Holding the Line" إنه يفضل "ابتلاع الحمض" على تنظيم مثل هذا العرض.

لكن الوضع اختلف تمامًا في ولاية ترامب الثانية، حيث لم تعد هناك موانع من البنتاجون، إذ إن وزير الدفاع الحالي بيت هيجسيث والقادة العسكريين الجدد أظهروا استعدادًا أكبر لتنفيذ رغبات الرئيس، مما يثير تساؤلات حول استقلالية المؤسسة العسكرية.

عيد الجيش وعيد ميلاد الرئيس

يأتي توقيت العرض العسكري في 14 يونيو ليصادف الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش القاري الأمريكي عام 1775، مما يمنح الحدث طابعًا تاريخيًا مهمًا، كما أن الجيش الأمريكي لا يطلق على الحدث "عرض عيد ميلاد ترامب" بل "عرض عيد ميلاد الجيش"، كما أوضحت نيويورك تايمز.

هذا التزامن مع عيد ميلاد ترامب التاسع والسبعين يضفي بُعدًا شخصيًا على الحدث، خاصة أن الخطط تتضمن إمكانية هبوط مظليين من فريق "الفرسان الذهبيين" لتسليم علم أمريكي للرئيس وسط الاحتفالات.

تأييد ومعارضة

تتباين الآراء حول هذا العرض العسكري بشكل كبير، كما نقلت نيويورك تايمز عن خبراء ومسؤولين، إذ تساءلت الدكتورة ريسا بروكس، الأستاذة المشاركة في العلوم السياسية بجامعة ماركيت: "هل الجيش الأمريكي يحتفل بترامب؟" محذرة من أن "وجود دبابات تتدحرج في شوارع العاصمة لا يبدو متسقًا مع تقاليد جيش محترف وعالي الكفاءة، بل يبدو كجيش مُسيَّس".

في المقابل، تدافع الدكتورة كوري شيك، المسؤولة السابقة في وزارة الدفاع خلال إدارة جورج دبليو بوش، عن الفكرة قائلة: "لا أرى مشكلة في عرض عسكري"، مؤكدة أن المزيد من الأمريكيين بحاجة لرؤية الجنود الذين يخدمون البلاد.