أنا تلميذة في مدرسة كوكب الشرق وأعشق وردة وأحضر مشروع ميوزيكال جديدًا
بحثت عن هوية فنية مستقلة بتقديم أغنيات خاصة بعيدًا عن التراث
في تجربة مسرحية استثنائية تمزج بين عبق التراث وروح التكنولوجيا الحديثة، استعادت الفنانة مروة ناجي سيرة كوكب الشرق أم كلثوم في عرض غنائي بصري يُقدَّم بتقنية "الهولوجرام"، أعاد صاحبة "الأطلال" إلى مسرح قصر النيل الذي شهد آخر حفلاتها منذ أكثر من خمسين عامًا، وبهذا المشروع الطموح، لم تكتفِ ناجي بتجسيد صوت أم كلثوم، بل أعادت رسم رحلتها الفنية والإنسانية من الطفولة وحتى قمة المجد.
مسؤولية كبيرة
عبّرت مروة ناجي عن فخرها العميق وامتنانها للوقوف على المسرح ذاته الذي شهد تألق أم كلثوم، قائلة لـ "القاهرة الإخبارية": "سعيدة الحظ أنني أقف على خشبة مسرح أم كلثوم، وبعد 50 عامًا، تلميذتها تغني أغنياتها. إنها مسؤولية كبيرة وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الناس، من بداية الفكرة حتى اختيار الأغاني وشكل الحفل".
وأوضحت أن العرض يُقدَّم في شكل بصري درامي، يجمع بين الأداء الغنائي والاستعراض التمثيلي والتقنيات المتقدمة، حيث تُجسَّد أم كلثوم بصوتها وصورتها باستخدام "الهولوجرام"، مرورًا بمحطات حياتها منذ الطفولة حتى الشباب، وأضافت أن الغناء كان الجزء الأسهل بالنسبة لها، بينما واجهت التحدي الحقيقي في الأداء التمثيلي، وضبط التفاعل مع عناصر العرض البصري، إلى جانب إعادة تصميم أزياء تعكس بدقة مراحل مختلفة من حياة سيدة الغناء العربي.
مقارنة ظالمة
ورغم ارتباط اسمها المستمر بكوكب الشرق، أعربت مروة ناجي عن قلقها من المقارنة، مؤكدة أنها تضعها تحت ضغط كبير، وقالت: "أخشى أن تتم مقارنتي بها.. المقارنة ظالمة جدًا، أتوتر في اللحظات الأولى على المسرح، لكنني سريعًا ما أندمج مع الأجواء".
هوية مستقلة
وعن مدى تأثير هذا الارتباط على مسيرتها الشخصية، أوضحت ناجي أن غناء تراث أم كلثوم لم يكن عائقًا، بل كان خطوة مهمة على طريق نضجها الفني، مشيرة إلى أنها بدأت بالفعل في تقديم أغنيات خاصة بها خلال العامين الأخيرين.
"منذ عامين شعرت بأنني تائهة في البحث عن شخصية فنية مستقلة لي بالغناء، تساءلت كثيرًا: هل يتقبلني الجمهور وأنا أقدم أغنيات جديدة؟ لكن منذ عام ونصف بدأت الناس تستوعب أن لدي أغنيات خاصة، وطرحت مؤخرًا أغنية بعنوان (إنت وبختك)، كما أعمل على أغنيات جديدة إلى جانب حفلات التراث".
وكشفت مروة ناجي عن تأثرها الكبير بالفنانة الراحلة وردة الجزائرية، مؤكدة أنها تسعى دومًا لتقديم أغنياتها، إلى جانب تراث أم كلثوم. ولفتت إلى حفل استثنائي قدّمته في كندا احتفالًا بمئوية أم كلثوم أمام جمهور ناطق بالفرنسية والإنجليزية، وقالت:"اشتريت وصممت ملابس أم كلثوم على نفقتي الخاصة، وقمت بترجمة مقاطع من مقابلاتها للفرنسية والإنجليزية حتى يتعرف الجمهور الأجنبي على قصتها، وقدمت تطور ملامحها الغنائية من الثلاثينيات حتى السبعينيات، وردود فعل الجمهور كانت مذهلة".
أوقاتي بتحلو
من أبرز مفاجآت العرض أغنية "أوقاتي بتحلو"، التي كانت مقررة لأم كلثوم قبل أن تؤديها لاحقًا وردة، وقد كشفت ناجي أن الفريق صمم فستانًا خاصًا للأغنية لم ترتده أم كلثوم فعليًا، بل تم تخيّله بما يناسب روح الأغنية، ووصفت التجربة بأنها "جديدة ومختلفة".
مشروع جديد
وأكدت ناجي في ختام حديثها أن المشروع لا يقتصر على تقديم حفل موسيقي فقط، بل يمتد ليكون عرض "ميوزيكال" متكامل يجمع بين الاستعراض الحي، وتقنية "الهولوجرام"، والعروض المصورة، بالإضافة إلى معرض للمقتنيات. واعتبرت أن احتضان مصر لهذا العمل يمثل خطوة مهمة لإحياء التراث العربي الأصيل برؤية معاصرة، مشيرة إلى أنها بصدد التحضير لمشروع مسرحي موزيكال جديد، وقالت: "قدمت من قبل عروضًا على المسرح القومي ومسرح البالون، لكن تكلفة الهولوجرام مرتفعة، والمشروع الآن في طريقه للتوسع بدعم من فريق عمل متكامل".