في لحظة تستحضر أمجاد الماضي وتبشر بمستقبل ثقافي واعد، استعادت بيروت نبضها المسرحي مع إعادة افتتاح "سينما الكوليزيه" التاريخية في شارع الحمرا، بعد عقود من الإقفال، هذا الحدث الاستثنائي جاء متزامنًا مع عودة مهرجان لبنان المسرحي الدولي، في خطوة تعبّر عن عودة الروح إلى أحد أبرز شوارع العاصمة اللبنانية، والذي لطالما شكّل مساحة نابضة بالإبداع والمسرح والفكر الحر.
وأكد أحمد سنجاب، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" في مداخلة مع برنامج "صباح جديد"، أن عودة الكوليزيه للحياة لا تمثل فقط إعادة فتح مسرح مغلق، بل تحمل رمزية ثقافية كبيرة لشارع الحمرا، الذي عُرف لعقود بريادته الفنية والمسرحية.
وأضاف أن هذا الافتتاح يشير إلى بداية مرحلة ثقافية جديدة في لبنان، بعد سنوات من التحديات التي أثّرت على المشهد الثقافي، مشيرًا إلى أن استئناف النشاط في هذا المسرح التاريخي قد يكون مؤشرًا على موسم ثقافي مزدهر، يشبه ما شهده لبنان مؤخرًا من نجاحات لافتة، مثل معرض الكتاب.
وأوضح أن شارع الحمرا، الذي لطالما كان مركزًا للنشاط الثقافي والمسرحي في بيروت، يشهد الآن عودة قوية إلى الواجهة، مع إعادة افتتاح هذا المسرح الذي يُعد من أعرق المسارح في البلاد، بعد توقف دام عقودًا.
وأشار إلى أن المسرح شهد على مدار تاريخه العديد من العروض المسرحية المهمة، وكان منبرًا للفكر والفن والتعبير الحر، ما يضفي على إعادة افتتاحه طابعًا تاريخيًا وثقافيًا مميزًا.
يؤكد أن منطقة الحمرا في بيروت عُرفت لعقود بأنها القلب النابض للثقافة اللبنانية، حيث احتضنت مسارح وصالات عرض ومراكز ثقافية، ووفرت مساحة للتعبير والإبداع الفني، مشيرًا إلى أن عودة المسرح الوطني اللبناني إلى النشاط تُعيد لهذا الشارع هويته الثقافية الأصلية.
وتحوّلت الكوليزيه، التي شُيدت عام 1945 وكانت واحدة من أعرق دور العرض السينمائي في لبنان، إلى "المسرح الوطني اللبناني"، لتحتضن عروضًا مسرحية لبنانية وعربية وعالمية، ضمن فعاليات المهرجان الممتد إلى مدن عدة، منها بيروت، طرابلس، وصور. ويهدف المهرجان إلى توحيد اللبنانيين عبر الثقافة، متجاوزًا الحواجز الجغرافية والاختلافات السياسية، حيث تصل عروضه إلى الجنوب والبقاع والشمال.
ويُعد افتتاح المسرح في هذا التوقيت إشارة قوية إلى عودة لبنان إلى الساحة الثقافية بقوة، واستعادة دور بيروت كمركز إشعاع ثقافي وفني في المنطقة. ومن المنتظر أن يشهد "المسرح الوطني" عروضًا نوعية تسهم في تحريك المشهد المسرحي، وتعزز مكانة لبنان كمنصة مفتوحة للفن والحوار.