في خطوة طموحة لدعم الاقتصاد المصري وفتح آفاق جديدة أمام الصناعات التراثية ذات القيمة العالية، ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، اجتماعًا مساء اليوم الخميس، بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة جهود توطين صناعة الحرير الطبيعي في البلاد، بحضور وزراء ومحافظين ومسؤولي هيئات مختلفة، في إطار خطة متكاملة للنهوض بإنتاج الحرير.
خطة قومية
وأكد المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم الحكومة المصرية، أن هناك خطة حكومية متكاملة لتوطين صناعة الحرير في مصر، تم إعدادها من قبل وزارة التنمية المحلية بالتنسيق مع وزارات الزراعة والصناعة، وجهاز تنمية المشروعات، وعدد من المحافظات، فضلًا عن المؤسسات البحثية وممثلي المجتمع المدني.
وأشار "الحمصاني"، في بيان، إلى أن الحرير الطبيعي الناتج عن دودة القز يُعد من أجود أنواع الحرير بالعالم، إذ يُشكل نحو 65% من إجمالي إنتاج الحرير المستخدم في الصناعات التجارية، ما يعزز من فرص نجاح المشروع محليًا وعالميًا.
وكلف رئيس الوزراء المصري، وزارتي الزراعة والتنمية المحلية بوضع تصور واضح لاحتياجات السوق المحلية من خام الحرير، خاصة لصناعة السجاد، مع تأكيد تقديم الدولة للدعم اللازم لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحفيز النمو في هذا القطاع الواعد.
الوادي الجديد في الصدارة
وبدوره، استعرض اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، الموقف التنفيذي لمبادرة إنتاج الحرير حتى مايو 2025، مشيرًا إلى تجهيز 32 معملًا، وزراعة نحو 344 فدانًا و14 صوبة زراعية، وتنفيذ 25 مشروعًا ضمن المبادرة.
وأشار المحافظ إلى البرامج التدريبية التي تم تنظيمها بالتعاون مع وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، لتأهيل شباب الخريجين وصغار المزارعين، وزراعة أكثر من 31 ألف شجرة توت، لافتًا إلى أن هناك نماذج ناجحة قائمة بالفعل في المحافظة تُنتج الحرير الطبيعي.
مشروعات تجريبية في قنا
ضمن النماذج التجريبية الواعدة، خُصص 220 فدانًا بالغابات الشجرية في محافظة قنا "صعيد مصر"، لتنفيذ مشروع إنتاجي تنموي بدأ بالفعل على مساحة 77 فدانًا. والمشروع بالتعاون مع مؤسسة "نداء"، ومن المتوقع أن يوفر 8108 فرصة عمل.