أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى نيودلهي تاريخية، ولاقت ترحيبًا حارًا في الهند، مشيرًا إلى أنه يتطلع إلى المناقشات الثنائية بينهما غدًا.
وكتب "مودي"، عبر حسابه الرسمي على "تويتر" ترحيبًا بالرئيس المصري: "إن زيارتك التاريخية إلى الهند كضيف رئيسي في احتفالاتنا بيوم الجمهورية، هي مسألة سعادة عارمة لجميع الهنود، ونتطلع إلى مناقشاتنا غدًا".
العلاقات التاريخية بين مصر والهند
قال الدكتور خالد العزي، أستاذ العلاقات الدولية من بيروت لـ "القاهرة الإخبارية"، إن الهند دولة صاعدة على المستوى الديموغرافي والصناعي، وتلعب دورًا رياديًا في العالم.
وأضاف "العزي"، أن الهند تنتهج سياسة خاصة بها، وهي من الدول المرشحة لأن تكون عضوًا دائمًا في حال زيادة منظمة الأمم المتحدة عدد الأعضاء الدائمين.
وأوضح أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى الهند تحمل في مضمونها العلاقة التاريخية بين مصر والهند، وتبرز الدور المصري الريادي في الإقليم والعالم أجمع.
وتابع أن الزيارة لا تهدف فقط إلى جذب الاستثمارات الهندية لمصر، وإنما تأسيس قاعدة اقتصادية تبادلية، يُسمح من خلالها بالتنافس الدولي، وبالتالي عدم الاعتماد على دولة واحدة.
العلاقات الاقتصادية
فيما قال الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار في الشأن ذاته، إن العلاقات المصرية الهندية ممتدة على مدار سنوات طويلة، ولها محاور متعددة على المستوى السياسي والاستراتيجي والأمني.
وأضاف أنه على مدار سنوات طويلة، دعمت الهند مصر في كافة القضايا المصيرية، وهو نفس التوجه المصري في مساندة الهند.
وأوضح أن كلًا من مصر والهند دولتان حياديتان، وتتحركان في النمو بشكل جيد، وبالتالي لابد من تضافر الجهود بين الدولتين؛ لمواجهة التحديات التي تواجه المجتمع الدولي ككل.
وتابع أن العلاقات الاقتصادية بين الدولتين لها محاور متعددة فيما يتعلق بحجم التبادل التجاري، وحركة التدفق الاستثماري بين الجانبين، وأيضا الجانب السياحي، حيث إن مصر لديها طموح كبير في جذب السياحة الهندية.
وأشار إلى أن مصر ترغب في علاقات اقتصادية أكثر قوة مع الهند، خاصة في ظل إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، لافتًا إلى أن مصر تسعى إلى تقوية العلاقات مع كل دول العالم في إطار مؤسسي مبني على دور مصر الإقليمي والدولي.
وقال الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن العلاقات الدبلوماسية المصرية الهندية، لها تاريخ طويل يتخطى الـ 75 عامًا.
وأضاف أن مصر تعمل على الاستفادة من الخبرات الهندية في التنمية، والتقدم الذي حققته الهند في العديد من القطاعات، مثل التكنولوجيا وصناعة السيارات وقطاع الهندسة الطبية.
وأوضح "فرحات" أن السوق الهندية تعد من أهم الأسواق العالمية، حيث تشهد تغيرًا في أنماط وحجم الاستهلاك، وهو ما ستستفيد منه مصر مستقبلا، وعلى الجانب الآخر فهناك مصالح هندية لدى مصر، خاصة الانفتاح على السوق الإفريقية عبر بوابة مصر.
وتابع أن مواقف الهند ومصر في الأمم المتحدة تتسم بالتوازن، وانتهاج سياسة مستقلة في العلاقة مع كل القوى الدولية، لافتًا إلى وجود تعاون اقتصادي وتقارب عسكري بين الدولتين.
