كانت "القبة الذهبية" الأمريكية، واحدة من خيارين، قدمها الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، إلى كندا، الأول أن تدفع 61 مليار دولار لتغطيتها بنظام الدفاع الصاروخي الأمريكي، والثاني أن تصبح الولاية رقم 51 وتحصل على إمكانية الوصول إليه مجانا.
وسلط حديث ترامب الضوء على نظام الدفاع الصاروخي المعروف، بـ"القبة الذهبية"، الذي تتباهى به الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن طرفًا آخر قد يحمل مفاجأة غير سارة إلى الرئيس الأمريكي، بحسب مجلة "نيوز ويك" الأمريكية.
مقاتلات متخفية
وطوّر علماء صينيون مادة جديدة قد تُؤدي إلى تطوير صواريخ وطائرات مقاتلة أكثر تخفيًا، قد تُضعف هذه التكنولوجيا فعالية أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية، بما في ذلك "القبة الذهبية" التي روج لها الرئيس دونالد ترامب كثيرًا.
وتشعر الولايات المتحدة بالقلق إزاء تنامي مخزونات الصواريخ العابرة للقارات (ICBM) لدى الصين وروسيا، اللتين تمتلكان أسلحة نووية، بما في ذلك الصواريخ الأسرع من الصوت التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ومن المتوقع أن تزداد قدرة هذه الترسانات في السنوات القادمة.
حرب النجوم
وأمر ترامب ببدء العمل على "القبة الذهبية"، وهي درع صاروخي قائم على الأقمار الصناعية، الأمر الذي أبدى قلقًا في الصين إزاء هذا المشروع، الذي يستلهم مبادرة الدفاع الاستراتيجي، أو "حرب النجوم"، التي اقترحها الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان في ثمانينيات القرن الماضي خلال الحرب الباردة.
تُصدر الطائرات والصواريخ إشعاعات حرارية قوية، ناتجة عن مكونات شديدة السخونة مثل فوهات العادم، مما يزيد من خطر اكتشافها، كما يمكن أن تُسبب هذه الدرجات من الحرارة تدهورًا في بنية المواد القياسية، بل وتدميرها.
تهديد أمال ترامب
قدّم فريق بحثي صيني بقيادة البروفيسور لي تشيانج من جامعة تشجيانج، في دراسة نُشرت في مارس، حلاً مُحتملًا لهذه المشكلة، لتفادي تقنيات الكشف بالموجات الدقيقة والأشعة تحت الحمراء المُستخدمة على نطاق واسع في المراقبة العسكرية الحديثة، حتى عند تعرضها لدرجات حرارة عالية للغاية.
لاختبار قدرتها على التخفي، قارن الفريق المادة بجسم أسود قياسي، أو سطح يمتص أنواعًا مختلفة من الإشعاع، وفقًا لما ذكرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
حتى عند تسخينها إلى 700 درجة مئوية (1292 درجة فهرنهايت)، أصدرت المادة درجة حرارة إشعاع أقل بكثير - 422 درجة مئوية، من درجة حرارة الجسم الأسود البالغة 690 درجة.
يكمن الاختراق في البنية الطبقية للمادة، والتي تتضمن "سطحًا ميتا" متخصصًا - طبقة مصممة بدقة للتحكم في كيفية تفاعل الرادار وموجات الأشعة تحت الحمراء معها.
سباق تسلح فضائي
صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج، في مؤتمر صحفي عُقد في 21 مايو: "سيزيد مشروع "القبة الذهبية" من خطر تحويل الفضاء إلى منطقة حرب، وإحداث سباق تسلح فضائي، وزعزعة استقرار النظام الدولي للأمن والحد من التسلح".
وتعمل الصين وروسيا على تطوير مجموعة من أنظمة الإطلاق الجديدة لاستغلال الثغرات في دفاعات الصواريخ الباليستية الأمريكية الحالية، لكن الصواريخ الباليستية التقليدية - التي تُوجَّه أثناء الطيران الآلي وغير الموجهة أثناء الطيران الحر - ستظل التهديد الرئيسي للأراضي الأمريكية".
صرح ترامب بأن القبة الذهبية ستكون جاهزة للعمل بكامل طاقتها بحلول نهاية ولايته الثانية في عام 2029، ومع ذلك، أعرب محللون دفاعيون عن شكوكهم في إمكانية إكمال النظام ضمن هذا الإطار الزمني أو في حدود ميزانيته المتوقعة البالغة 175 مليار دولار.