تحولت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي وصفه فيها بالجنون، وهدده بالعقوبات، إلى مادة للسخرية عبر وسائل الإعلام الروسية الرسمية، بحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وهاجم ترامب، نظيره الروسي، بعد فشل الاتفاق حول وقف إطلاق النار في أوكرانيا، إلى جانب الهجوم الكبير التي شنته موسكو على أوكرانيا بالمسيرات قبل أيام، الأمر الذي دفعه إلى التلويح بفرض عقوبات جديدة، في محاولة لإجبار الرئيس الروسي على الجلوس على طائلة المفاوضات.
أطلقت روسيا 355 طائرة بدون طيار ضد أوكرانيا، صباح الاثنين الماضي فقط، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص، وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن هذا كان أكبر هجوم يتم تنفيذه حتى الآن باستخدام طائرات بدون طيار وحدها.
أثارت هجمات الرئيس دونالد ترامب على فلاديمير بوتين عبر وسائل التواصل الاجتماعي سخريةً وتحذيرًا من وسائل الإعلام الروسية الرسمية.
لجأ ترامب إلى موقع "تروث سوشيال"، قبل أيام، لإدانة الرئيس الروسي في أعقاب الهجوم الصاروخي والطائرات المسيرة الروسية على أوكرانيا نهاية الأسبوع الماضي، والذي أعقبه بمنشور قال فيه إن الزعيم الروسي "يلعب بالنار، وأن لولاه لكانت روسيا قد شهدت بالفعل كثيرًا من الأمور السيئة للغاية، دون توضيح المزيد.
وبحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية، فإن السلطات الروسية أعطت وسائل الإعلام الروسية الضوء الأخضر لمهاجمة ترامب، بعد إعلانه نفاد صبره من مماطلة بوتين بشأن محادثات السلام.
وبدورها قالت قناة روسيا اليوم، وهي وسيلة إعلامية حكومية، إن ترامب يغير رأيه كثيرًا، بينما حذر مذيع تلفزيوني روسي رسمي، الرئيس الأمريكي من أن يضع في اعتباره أن موسكو قادرة على تدمير العالم مرات ومرات.
صرح فلاديمير سولوفيوف، مذيع قناة روسيا 1، أول أمس الثلاثاء، "أن ترامب يعيش داخل فقاعة معلومات ولا يطرح حتى الأسئلة الأساسية".
وقال سولوفيوف إن موسكو تستعد لصراع مع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وعندما يُلمح ترامب إلى إمكانية حدوث أمر سيء لروسيا، دعوني أذكركم، بإمكاننا تدمير العالم مرات عديدة"، مضيفًا أنه لن يكون هناك أي تهاون من موسكو".
واكتفى الكرملين، بالتصريح بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أظهر علامات "الإجهاد العاطفي" بعد أن وصف فلاديمير بوتين بأنه "مجنون تماما" في أعقاب أكبر هجوم جوي شنته موسكو على أوكرانيا.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن هذه التعليقات مرتبطة بضغط عاطفي على كل من شارك في هذه التصريحات".
بدروه صرح نائب الأدميرال الأمريكي المتقاعد روبرت موريت، لمجلة نيوزويك بأنه لا يوجد دليل يُذكر على اهتمام موسكو بإنهاء هجومها العسكري على أوكرانيا، أو استعدادها للتراجع عن مطالبها.
وتشمل مطالب موسكو السيطرة الكاملة على خمس مناطق أوكرانية، وعدم وجود ضمانات أمنية جوهرية أو عضوية مستقبلية لكييف في حلف الناتو، وإقالة فولوديمير زيلينسكي من رئاسة أوكرانيا.
إلى جانب ذلك صرحت إلينا بيكيتوفا، الباحثة في مركز تحليل السياسات الأوروبية (CEPA) ومقره واشنطن العاصمة، أنها لا تعتقد أن الولايات المتحدة ستتراجع ببساطة، وأن هناك ضغوطًا استراتيجية تُمارس على كلا الطرفين، مع استخدام أساليب الترغيب والترهيب باستمرار.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن ترامب يدرس فرض عقوبات على روسيا هذا الأسبوع، على الرغم من عدم اتخاذ قرار نهائي بعد، غير أنه أظهر ترددًا بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا، لكنه في الوقت نفسه وجه إنذارا نهائيا إلى رئيس الكرملين فلاديمير بوتين.
وقال ترامب ردًا على سؤال خلال ظهوره الصحفي في البيت الأبيض: "سوف نكتشف ما إذا كان يخدعنا أم لا وإذا كان الأمر كذلك، فسوف نتصرف بشكل مختلف قليلًا".