أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استعداده لإنهاء الحرب الأوكرانية، التي دخلت عامها الرابع على التوالي، لكن من خلال بعض الشروط.
ونقلت "رويترز" عن ثلاثة مصادر روسية قولها: "بوتين قال إن أحد شروطه لإنهاء الحرب في أوكرانيا هو تعهد مكتوب بأن يوقف حلف شمال الأطلسي توسعه شرقًا".
كما يريد الرئيس الروسي أيضًا، تعهدًا مكتوبًا من القوى الغربية الكبرى بوقف التوسع شرقًا لحلف شمال الأطلسي كشرط لإنهاء الحرب. وهذا يعني أن عضوية أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة في حلف شمال الأطلسي سوف تصبح غير واردة.
علاوة على ذلك يشترط بوتين أيضًا، أن تكون أوكرانيا محايدة، مشددًا على ضرورة ورفع العقوبات، وحل قضية الأصول الروسية المجمدة، وحماية الناطقين بالروسية في أوكرانيا.
وفي السياق، قال مصدر لـ"رويترز" إنه إذا لم يقبل الغرب هذه المطالب، فسوف يُظهر بوتين للأوكرانيين والأوروبيين من خلال الانتصارات العسكرية أن "السلام غدًا سيكون أكثر إيلامًا".
وأضاف المصدر أن بوتين سيتوغل أكثر في أوكرانيا إذا سنحت له فرصة تكتيكية، مشيرًا إلى أن الكرملين يعتقد أن روسيا قادرة على خوض الحرب لسنوات، بغض النظر عن العقوبات المفروضة.
وقال مصدر ثان إن بوتين أصبح الآن أقل ميلًا إلى التنازل عن الأراضي ويريد استعادة كامل المناطق الأربع التي أعلنها؛ دونيتسك، وخيرسون، ولوجانسك، زابوروجيا.
تأتي تلك التصريحات في وقت تتضاءل آمال السلام في أوكرانيا مع الهجوم الذي شنّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتهديده بفرض عقوبات ضد روسيا، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وفي خطابه الأكثر قسوة حتى الآن ضد بوتين، أعلن ترامب أن الرئيس الروسي "يلعب بالنار" - في إشارة إلى القصف الروسي المتصاعد لأوكرانيا خلال الأيام الأخيرة - على الرغم من جهود الرئيس الأمريكي للتوسط في اتفاق سلام بين كييف وموسكو.
وقدّم ترامب رسائل متضاربة بشأن بوتين، تتراوح بين الثناء على زعيم قال إنه يعتقد أنه يستطيع التعامل معه، والإحباط بسبب عدم قدرته على جلب روسيا إلى طاولة المفاوضات. وبلغ الإحباط ذروته، أمس الثلاثاء، حين ألمح ترامب إلى أنه كان يحمي بوتين من عواقب وخيمة تتعلق بالحرب الروسية في أوكرانيا.
وكتب ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال": "ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لولا وجودي، لكانت روسيا شهدت بالفعل الكثير من الأمور السيئة للغاية، بل سيئة للغاية. إنه يلعب بالنار!".
وجاء هذا المنشور في أعقاب اقتراح ترامب قبل يومين، بأنه قد يكون منفتحًا على فرض عقوبات على روسيا، وهو تحول كبير بعد أشهر كان فيها حذرًا للغاية بشأن الضغط على بوتين لدرجة أنه أعفى موسكو من التعريفات الجمركية، التي فرضها على معظم بقية العالم.