حذّرت الأمم المتّحدة، اليوم الأربعاء، من أنّ احتمالات أن يتخطّى معدّل الاحترار المناخي في العالم بالمقارنة مع ما كان عليه قبل الثورة الصناعية، 1.5 درجة مئوية، خلال الفترة الممتدة بين 2025 و2029، باتت الآن تبلغ 70%.
وقال مكتب الأرصاد الجوية البريطاني في تقرير مناخي سنوي أعدّه لحساب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، وأوردته "فرانس برس": "إنّ معدّل الاحترار سيظلّ عند مستويات تاريخية من الارتفاع بعدما كانت حرارة سطح الكوكب عامي 2023 و2024 الأعلى على الإطلاق".
احتمال تسجيل درجات حرارة قياسية
وبحسب التقرير؛ هناك احتمال بنسبة 80% أن تسجل إحدى السنوات الخمس المقبلة أعلى درجة حرارة على الإطلاق، ما يزيد من مخاطر الظواهر الجوية المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات وحرائق الغابات.
ولأول مرة، يُشير التقرير إلى وجود احتمال بنسبة 1% لتجاوز درجة الحرارة العالمية السنوية عتبة 2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية قبل عام 2030، وهو ما كان يُعتبر سابقًا غير محتمل.
تأثيرات إقليمية متفاوتة
من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في القطب الشمالي بمعدل 3.5 أضعاف المتوسط العالمي، بينما قد تواجه مناطق مثل الأمازون مزيدًا من الجفاف، وقد تشهد مناطق جنوب آسيا وشمال أوروبا زيادة في هطول الأمطار.
على الرغم من هذه التوقعات المقلقة، يؤكد خبراء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية ليس حتميًا، وأنه لا يزال بالإمكان تجنب أسوأ السيناريوهات، من خلال اتخاذ إجراءات فورية لخفض انبعاثات الوقود الأحفوري.
يُعد هذا التقرير تذكيرًا قويًا بضرورة الالتزام بالاتفاقيات الدولية مثل اتفاق باريس للمناخ، والعمل الجماعي للحد من تغير المناخ وتأثيراته السلبية على الكوكب.