الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مواجهة "تكسير العظام".. أمريكا تفقد هيمنتها العسكرية أمام الصين

  • مشاركة :
post-title
مقارنة بين الجيش الأمريكي والصيني

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

اقتحمت الصين سباق التسلح العالمي دون هوادة في منافسة شرسة مع الجيش الأمريكي على من يحتل المركز الأول عالميًا، في الوقت الذي تتباهى فيه بكين بامتلاكها ما يقرب من مليون جندي أكثر من الجيش الأمريكي، إلى جانب أكبر بحرية في العالم، بحسب "التلجراف" البريطانية.

وعلى مدار 25 عامًا الماضية، طورت بكين جيشها من جيش صغير كان عليه أن يولد إيراداته الخاصة من خلال زراعة المحاصيل إلى واحد من أكبر وأقوى الجيوش بالعالم.

ومثلت مواجهة الهند وباكستان، فرصة سانحة للصين لاستعراض قواها العسكرية، عندما أسقطت إحدى المقاتلات الباكستانية المصنوعة في الصين إحدى المقاتلات الهندية من طراز رافال الفرنسية، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها الغرب استخدام طائرات "JC-10" الصينية وصواريخ "PL-15" في قتال نشط.

وبدأ المسؤولون الغربيون التمعن في القدرات العسكرية الصينية وما إذا كانت الصين تمكنت أخيرًا من اللحاق بالغرب، وأمام التفوق الصيني الملحوظ، قال العميد دوغ ويكرت، قائد جناح 412 في القوات الجوية الأمريكية: "الصين في أقوى حالاتها على الإطلاق، بنت قوة عسكرية ضخمة، مصممة خصيصًا لمواجهة نقاط قوتنا".

ومن الناحية الفنية، لا يزال الجنرال الأمريكي، يرى أن الأرقام لا تعكس الصورة كاملة، قائلًا: "نما الجيش الصيني من حيث العدد والتطور، لكن لا تزال هناك بعض المجالات التي تتمتع واشنطن فيها بتفوق تكنولوجي".

مقارنة بين القدرات العسكرية الصينية والأمريكية

ويتفوق الجيش الصيني على الولايات المتحدة بقوات تزيد بنحو مليون جندي، وأكثر من ألف دبابة، وعزز قوته البحرية لتصبح الأكبر في العالم، بما يقارب 400 سفينة حربية، وأيضًا قوته الجوية بما يقارب 2000 طائرة مقاتلة.

ووسعت بكين قدراتها الاستخباراتية بشكل كبير إلى الحد الذي دفع نائب مدير وكالة المخابرات المركزية مايكل إليس، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلى الادعاء بأن الصين أصبحت تمثل تهديدًا وجوديًا للأمن الأمريكي بطريقة لم نواجهها من قبل.

في كل عام، تقام مجموعة واسعة من المعارض والعروض بمختلف أنحاء الصين، التي تعرض ترسانة أحد أكثر الجيوش غموضًا وسرية في العالم

منافسة في المقاتلات الجوية

ونوفمبر الماضي، استضافت الصين معرض تشوهاى الجوي السنوي، إذ عرضت طائرات الشبح المقاتلة "J-20"، التي تعتبر منافسًا مباشرًا لواحدة من أقوى المقاتلات الأمريكية، "F-35 Lightning II"، القادرة على حمل صواريخ جو-جو مثل "PL-15s"، التي تستخدمها باكستان ضد الهند، وتم عرض نظام الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية "HQ-19"، إضافة إلى حاملة الطائرات المسيّرة "SS-UAV Jiu Tan" الجديدة، القادرة على إطلاق أسراب من طائرات الهجوم المسيّرة Kamikaze في وقت واحد، التي ستطلق رحلتها الأولى، يونيو المقبل.

مقارنة بين المقاتلة الصينية J20 والمقاتلة الأمريكية F35

وأعلنت الصين عن رادار جديد من طراز "JY-27V"، الذي تزعم وسائل الإعلام الرسمية بأنه قادر على اكتشاف المقاتلات الشبح الأمريكية من الجيل الخامس، بما في ذلك طائرة F-35 Lightning II.

حاملات الطائرات 

وتشير التقارير أيضًا إلى أن البحرية الصينية تعمل على تطوير حاملة طائرات عملاقة جديدة، مماثلة لحاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد"، التي ستكون أكبر من أي سفينة موجودة في أسطولها.

وتستطيع حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس جيرالد آر فورد" إطلاق الطائرات النفاثة من أربعة أماكن على سطح حاملة الطائرات، في حين لا تستطيع حاملة الطائرات الصينية "فوجيان" - ثالث حاملة طائرات وأكثرها تقدمًا حتى الآن - إطلاق الطائرات إلا من ثلاثة أماكن على سطح حاملة الطائرات.

التفوق النووي

لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للولايات المتحدة التقدم السريع الذي أحرزته بكين في قدراتها النووية، ومن عام 2023 إلى 2024، أضافت كوريا الشمالية 100 رأس حربي إضافي إلى ترسانتها، ليرتفع العدد من 500 إلى 600، ومن المتوقع أن يزيد عدد الرؤوس الحربية التي تمتلكها البلاد على 1000 بحلول عام 2030.

وبحسب الخبراء، فإن ما لا يقل عن 400 من هذه الصواريخ هي صواريخ باليستية عابرة للقارات يمكنها الوصول إلى الولايات المتحدة من البر الرئيسي الصيني، بما في ذلك صاروخ "DF-41"، الذي يمكنه السفر لمسافة تتراوح بين 12 ألفًا إلى 15 ألف كيلومتر.

وفي حين لا تزال الولايات المتحدة، التي تمتلك 3700 رأس حربي في ترسانتها، غير أن الحكومة الأمريكية أعربت عن قلقها إزاء السرعة الكبيرة التي تتطور بها بكين.

مقارنة بين حاملات الطائرات بين أمريكا والصين
الصواريخ الأسرع من الصوت

وفي خطاب ألقاه أمام مجلس الشيوخ، أبريل الماضي، أشار السيناتور الأمريكي روجر ويكر، إلى أن التوسع النووي الصيني أصبح الآن بسرعة تفوق سرعتنا بكثير.

وأوضح تيموثي هيث، الباحث البارز في شؤون الدفاع، خبير الشؤون الصينية في مؤسسة راند الأمريكية، أن "التقدم النووي الذي أحرزته بكين على الأرجح جزء من موقفها الرادع، وعدم رغبتهم في الدخول في صراع تقليدي مع الولايات المتحدة، فامتلاك مخزون نووي وسيلة لتحذير الولايات المتحدة من بدء صراع".

وبعيدًا عن مخزونها النووي، هناك مجالات تتنافس فيها التطورات الصينية مع الولايات المتحدة، قد تكون الصواريخ الأسرع من الصوت أحد المجالات التي يتفوق فيها الجيش الصيني على الولايات المتحدة من حيث التكنولوجيا.

 تفوق في الحرب السيبرانية

ودقّت واشنطن ناقوس الخطر بشأن قدرات الصين في مجال الحرب السيبرانية، ففي خطاب ألقاه مؤخرًا في جامعة بكاليفورنيا، قال الجنرال ويكرت، إن الصين تمكنت من اختراق شبكة الكهرباء الأمريكية وزرع برمجيات خبيثة في أنظمة سكادا (التحكم الإشرافي وجمع البيانات)، التي تراقب البنية التحتية الحيوية مثل توزيع الكهرباء والمياه والغاز.

وأضاف الجنرال ويكرت لصحيفة "التلجراف": "تمكنت الصين من الوصول إلى تلك الأنظمة ورسم خرائطها، وهذا أمر مثير للقلق بالتأكيد. يُعتبر هذا عملًا حربيًا".

الرئيس الصيني شي جين بينج
الجاهزية.. السر الأمريكي

ومن جهة أخرى؛ تبقى نقطة تفوق الجيش الأمريكي أنه مجرب ومختبر في ساحة المعركة، إذ خاض العديد من الصراعات في مختلف أنحاء العالم من العراق إلى أفغانستان، في حين لم يخض جيش التحرير الشعبي الصيني أي حرب منذ عقود.

وتواجه القوات المسلحة الصينية أيضًا صعوبة في تحقيق التكامل، وفي حين أن الجيش الأمريكي قوة مشتركة بالكامل، ما يعني أن مختلف أفرعه - من القوات الجوية إلى البحرية، عكس الجيش الصيني.

وأشار كيتش لياو، المدير المساعد لمركز الصين العالمي في المجلس الأطلسي، إلى أن مستويات جاهزية الجيش الصيني، التي تقيس الاستعداد للقتال النشط، أقل أيضًا من مستويات الجاهزية في الولايات المتحدة.

وبلغت جاهزية القوات الجوية الأمريكية، خلال العام الماضي، ما يزيد قليلًا على 60 %، وهو مستوى ضعيف نسبيًا، وفقًا لكيتش لياو، لكن من المعتقد أن درجة الصين، التي لم يتم إعلانها، أقل من ذلك.