الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أعنف الضربات.. سماء موسكو وكييف تلتهب بـ 477 طائرة وصاروخا

  • مشاركة :
post-title
عمال الطوارئ يخمدون الحرائق في أنقاض منزل في منطقة كييف

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

خيّم على سماء أوكرانيا ليلٌ ما يشبه بجحيم مفتوح، لا يهدأ فيه أزيز الطائرات المسيّرة، فخلال ساعات فقط، نفّذت روسيا أكبر هجوم جوي منذ بداية عمليتها العسكرية في فبراير 2022، وبدت البلاد كما لو أنها دخلت مرحلة جديدة من التصعيد، مع تجاهل تام لنداءات وقف إطلاق النار في حرب لا تنام.

وفي الوقت الذي كانت العاصمة تحتفل بما يُعرف بـ"يوم كييف"، كانت طائرات روسية تحوّل تلك الاحتفالات إلى مشاهد من الموت والدمار.

أعنف ضربة جوية

في تطور دراماتيكي خطير، أعلنت السلطات الأوكرانية أن روسيا شنّت هجومًا جويًا غير مسبوق على معظم أراضي البلاد، ليل أمس السبت، مستخدمة عددًا قياسيًا من الصواريخ والطائرات بدون طيار، وبحسب ما أفادت به صحيفة "ذي كييف إندبندنت" الأوكرانية، فإن القوات الروسية أطلقت نحو 367 مقذوفًا متنوعًا شمل صواريخ مجنّحة ومسيّرات هجومية، في ما وصفته كييف بأنه "ليلة رعب"، هي الأعنف حتى الآن.

وأسفر الهجوم الروسي عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصًا، بينهم ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و12 و17 عامًا، بينما أصيب العشرات في مختلف المناطق، وفي منطقة جيتومير، قُتلت عائلة كاملة تقريبًا.

سماء كييف تمطر نارًا

وصف شهود عيان، من بينهم مراسلة لـ"بي بي سي"، المشهد الليلي في كييف بأنه "مرعب"، حيث امتلأت السماء بضجيج الطائرات المسيّرة والانفجارات المتتالية، واضطر مئات السكان إلى التوجه لمحطات المترو العميقة للاحتماء، بينما كانت أنظمة الدفاع الجوي تحاول التصدي لوابل الصواريخ والمسيّرات.

وحسب "سي إن إن" الأمريكية، فإنه رغم عنف الضربة الروسية، تمكنت الدفاعات الجوية الأوكرانية من اعتراض 266 طائرة مسيّرة، إضافة إلى 45 صاروخًا مجنحًا، وفقًا لتصريحات صادرة عن القوات الجوية.

ومع ذلك، لم تستطع أوكرانيا تجنّب سقوط خسائر بشرية ومادية جسيمة، إذ طالت الضربات 13 منطقة، وأُبلغ عن إصابة أكثر من 70 شخصًا، ودمار في 80 مبنى سكنيًا، فضلًا عن اندلاع 27 حريقًا في مواقع متعددة.

ووصف وزير الداخلية الأوكراني، إيجور كليمنكو، الهجوم بأنه "ضربة وحشية ومنظمة تستهدف المدنيين أولًا وقبل كل شيء".

زيلينسكي يدعو لوقف الحرب

في بيان غاضب نُشر صباح اليوم الأحد، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "بدون ضغط قوي على القيادة الروسية، لا يمكن وقف هذه الوحشية"، وأضاف موجّهًا رسالة واضحة للولايات المتحدة "صمت أمريكا لن يؤدي إلا إلى تشجيع بوتين".

تأتي هذه التصريحات بعد تقارير أفادت بوجود محادثة هاتفية مطولة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال أخيرًا إن بوتين مستعد لإنهاء الحرب، وهو ما أثار حفيظة القيادة الأوكرانية التي ترى في ذلك محاولة لتقويض دعم واشنطن لكييف.

هجمات في الداخل الروسي

في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها تصدت أيضًا لهجوم أوكراني باستخدام 110 طائرات مسيّرة استهدفت أكثر من 12 منطقة داخل روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، وقال سيرجي سوبيانين، عمدة موسكو، إن القوات الروسية أسقطت 12 طائرة بدون طيار كانت تتجه نحو العاصمة.

وفي منطقة تولا، جنوب موسكو، سقط حطام طائرة بدون طيار في فناء أحد المباني السكنية، ما أدى إلى تحطم النوافذ، دون تسجيل أي إصابات، بحسب ما صرّح به حاكم المنطقة.

ورغم هذا التصعيد العسكري، شهدت نهاية الأسبوع تطورًا إنسانيًا بارزًا، إذ أعلنت كل من روسيا وأوكرانيا عن تنفيذ أكبر عملية تبادل أسرى منذ بداية الحرب، حيث عاد 1000 أسير من كل طرف إلى ديارهم على مدى ثلاثة أيام.

وفي أمس الأول الجمعة، سلّمت موسكو وكييف 390 جنديًا ومدنيًا، تلاها تبادل آخر أمس السبت ضم 307 أسرى أوكرانيين، قبل أن يتم الإفراج عن 303 آخرين اليوم الأحد.

وتأتي هذه العملية عقب أول محادثات مباشرة بين الجانبين منذ ثلاث سنوات، التي جرت على الأراضي التركية، في إشارة محتملة إلى وجود قنوات تواصل دبلوماسي جديدة، وإن لم تتبلور بعد في اتفاق واضح لوقف القتال.

مستقبل غامض بلا وقف نار

والأسبوع الماضي جرت محادثة هاتفية بين ترامب وبوتين استمرت ساعتين، تضمنت اقتراحًا أمريكيًا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا لمدة 30 يومًا، تمهيدًا لبدء مفاوضات سلام.

وفيما أعلن ترامب أن المحادثة كانت "جيدة للغاية"، وأن الجانبين سيتجهان "فورًا" نحو المفاوضات، اكتفى بوتين بالقول إن موسكو ستعمل على "صياغة مذكرة حول سلام مستقبلي محتمل"، دون أن يوافق على الوقف المؤقت للقتال.

ويختصر زيلينسكي المشهد في جملة قالها في خطابه الأخير: "قد يسترخي العالم لعطلة نهاية أسبوع، لكن الحرب مستمرة، رغم عطلات نهاية الأسبوع وأيام الأسبوع، لا يمكن تجاهل هذا الأمر".