الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المكتب البيضاوي حلبة مصارعة.. معارك ترامب مع القادة أمام الكاميرات

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

سلّطت مجلة "لا ريبوبليكا" الإيطالية الضوء على التحوّل الجذري في طبيعة اللقاءات الدبلوماسية بالمكتب البيضاوي، إذ بات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستخدم أهم مكاتب أمريكا كحلبة لإحراج القادة العالميين أمام الكاميرات؛ ما دفع الحكومات حول العالم لوضع استراتيجيات دفاعية جديدة قبل أي لقاء مع الرئيس الأمريكي.

من زيلينسكي إلى رامافوزا

شهد المكتب البيضاوي مواجهات محرجة بدأت مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي تعرّض لهجوم مفاجئ من ترامب ونائبه جيه دي فانس أمام الصحفيين، فيما تكرّر المشهد مع الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، لكن الأخير بدا أكثر استعدادًا للمواجهة.

اتهم ترامب جنوب إفريقيا بارتكاب "إبادة جماعية" ضد المزارعين البيض، فرد رامافوزا بهدوء دعا فيه للحوار، ثم وجّه طعنة ساخرة قائلاً: "للأسف، لا أملك طائرات لأهديها لك"، في إشارة واضحة إلى الطائرة الملكية التي تلقاها ترامب كهدية من قطر.

مسرح مكتظ وأسلوب عدواني

توضح المجلة الإيطالية أن المكتب البيضاوي الحالي يختلف عن فترة ولاية ترامب الأولى، حيث أصبح أكثر ازدحامًا بحضور نائب الرئيس "فانس" الدائم ووزير الخارجية ماركو روبيو في معظم اللقاءات.

وقد حوّل ترامب صفته كـ"مدمّر" إلى علامة تجارية ساعدته في كسب تأييد الأمريكيين، مستفيدًا من دعم الصحفيين والمؤثرين اليمينيين الذين يعاملونه كرمز ديني.

ضحايا متنوّعون

لم يسلم قادة آخرون من أسلوب ترامب العدواني، إذ واجه رئيس الوزراء الكندي مايك كارني، سخرية علنية عندما أكّد ترامب رغبته في رؤية كندا تصبح "الولاية الأمريكية الـ51"، قائلاً: "لا تقل أبدًا أبدًا"، فرد كارني بحزم: "أبدًا هو أبدًا".

كما تعرّض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاتهامات كاذبة من ترامب بأن أوروبا تريد استرداد المساعدات المقدّمة لأوكرانيا، وهو ما اضطر ماكرون لنفيه فورًا أمام الحضور.

استراتيجيات دفاعية

تشير شبكة "سي إن إن" الأمريكية إلى أن هذا النمط الجديد أثار قلقًا بالغًا في الأوساط الدبلوماسية العالمية، إذ بدأت وزارات الخارجية في مختلف البلدان مناقشة كيفية التعامل مع هذا التحدي الجديد.

اتبعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني استراتيجية مختلفة، حيث قاطعت مترجمها وتحدثت مباشرة بالإنجليزية لضمان فهم ترامب لموقفها حول الإنفاق الدفاعي؛ مما يعكس مدى الحذر الذي بات القادة يتعاملون به مع اللقاءات الأمريكية.

تحدٍّ دبلوماسي مقبل

في تطوّر مثير للاهتمام، دعا البيت الأبيض البابا ليون الرابع عشر، أول بابا أمريكي في التاريخ، لزيارة رسمية دون تحديد موعد أو تأكيد قبول الدعوة.

وتشير "لا ريبوبليكا" إلى أن الدبلوماسية الأمريكية تبقى تحت مجهر المراقبة العالمية، بينما يواصل ترامب تطبيق أسلوبه الجديد الذي يمزج بين العروض الإعلامية والضغط السياسي، مما يجبر القادة العالميين على إعادة النظر في تكتيكاتهم الدبلوماسية قبل دخول المكتب البيضاوي.