أصدر قاضٍ فيدرالي أمريكي أمرًا قضائيًا مؤقتًا لوقف قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب بمنع جامعة هارفارد من قبول الطلاب الأجانب، وذلك بعد ساعات قليلة من رفع الجامعة دعوى قضائية ضد هذا القرار المفاجئ الذي وصفته بأنه "انتقام دستوري غير مشروع".
قرار قضائي عاجل يجمد سياسة ترامب
أصدرت القاضية الفيدرالية أليسون بوروز في بوسطن أمر منع مؤقتًا اليوم الجمعة، وفقًا لما ذكرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، ما أدى إلى تجميد السياسة التي فُرضت بشكل مفاجئ على الجامعة الواقعة في كامبريدج بولاية ماساتشوستس، أمس الخميس.
وقالت المحكمة في قرارها إن تنفيذ قرار ترامب سيسبب "ضررًا فوريًا وغير قابل للإصلاح" لجامعة هارفارد، ما يؤكد خطورة التداعيات المحتملة على المؤسسة التعليمية التي يبلغ عمرها 389 عامًا.
هارفارد تواجه واشنطن
رفعت جامعة هارفارد دعوى قضائية أمام المحكمة الفيدرالية في بوسطن، واصفة قرار الحكومة بأنه "انتهاك صارخ" للتعديل الأول للدستور الأمريكي، وانتقام لتحدي الجامعة السابق للمطالب السياسية للبيت الأبيض.
وأوضحت الجامعة في بيانها، كما نقلت "ذا جارديان": "بجرة قلم، سعت الحكومة لمحو ربع طلاب هارفارد، الطلاب الدوليين الذين يساهمون بشكل كبير في الجامعة ورسالتها"، مشيرة إلى أن القرار سيؤثر على أكثر من 7000 حامل تأشيرة.
وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن جامعة هارفارد تضم نحو 6800 طالب أجنبي في حرمها الجامعي، معظمهم من طلاب الدراسات العليا القادمين من أكثر من 100 دولة حول العالم.
وقالت الجامعة في دعواها القضائية: "بدون طلابها الدوليين، هارفارد ليست هارفارد".
كما كشفت صحيفة "هارفارد كريمسون" الطلابية أن وزارة الأمن الداخلي منحت الجامعة 72 ساعة لتسليم جميع الوثائق المتعلقة بسجلات الانضباط للطلاب الدوليين، وأنشطة الاحتجاج خلال السنوات الخمس الماضية.
تصعيد متوازٍ ضد جامعة كولومبيا
في إطار حملة أوسع ضد الجامعات الأمريكية، وجهت إدارة ترامب اتهامات لجامعة كولومبيا بانتهاك قوانين الحقوق المدنية، إذ اتهم مكتب الحقوق المدنية في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الجامعة بـ"التجاهل المتعمد لمضايقة الطلاب اليهود من قبل طلاب آخرين منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن".
وقال أنتوني أرشيفال، المدير بالوكالة لمكتب الحقوق المدنية، وفقًا لـ"ذا جارديان": "توثق النتائج بعناية البيئة العدائية التي اضطر الطلاب اليهود في جامعة كولومبيا لتحملها لأكثر من 19 شهرًا".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن أوامر إدارة ترامب للتحقيق مع المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا أثارت قلقًا داخل وزارة العدل، بينما رفض قاضٍ فيدرالي إذن تفتيش للتحقيق وأمر الإدارة بتضمين نسخة من المناقشات المختومة حول طلب الإذن.
ردود فعل دولية واسعة النطاق
أثار قرار إدارة ترامب ردود فعل دولية قوية، وعبرت الحكومة الصينية، وفقًا للصحيفة البريطانية، عن قلقها من أن منع الطلاب الأجانب من الالتحاق بالجامعة سيضر بالمكانة الدولية للولايات المتحدة، كما وجهت جامعة هونج كونج للعلوم والتكنولوجيا دعوة مفتوحة لطلاب هارفارد الدوليين المتضررين.
في ألمانيا، وصفت وزيرة البحث دوروثي باير القرار بأنه "قاتل"، بينما اعتبر وزير الصحة الألماني السابق وخريج هارفارد كارل لاوترباخ الإجراء بمثابة "انتحار سياسي بحثي"، ما يعكس حجم القلق الدولي من تداعيات هذا القرار على التعاون الأكاديمي العالمي.
مواجهة كلامية بين هارفارد والبيت الأبيض
ردت المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيجيل جاكسون على الدعوى القضائية بوصفها بـ"التافهة"، قائلة: "لو كانت هارفارد تهتم بهذا القدر بإنهاء آفة المحرضين المناهضين لأمريكا والمعادين للسامية والمؤيدين للإرهاب في حرمها الجامعي، لما وجدت نفسها في هذا الوضع من الأساس".
وأضافت أن "على هارفارد أن تقضي وقتها ومواردها في خلق بيئة حرم جامعي آمنة بدلاً من رفع دعاوى قضائية تافهة".
من جهته، رد رئيس جامعة هارفارد آلان جاربر، في رسالة مفتوحة للطلاب والأكاديميين والموظفين، منتقدًا ما وصفه بالإجراء "غير القانوني" و"غير المبرر" من قبل الإدارة، قائلًا إن "الإلغاء يتواصل مع سلسلة من الإجراءات الحكومية للانتقام من هارفارد لرفضنا التخلي عن استقلاليتنا الأكاديمية والخضوع لادعاء الحكومة الفيدرالية غير القانوني بالسيطرة على مناهجنا وأعضاء هيئة التدريس وطلابنا".