كشفت مقابلة نادرة أجراها موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي مع مايكل إليس، نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، عن توجه جديد للوكالة يضع الصين على رأس أولوياتها الاستراتيجية، مع تركيز خاص على المنافسة التكنولوجية بين القوتين العظميين.
أولوية قصوى
قال "إليس"، خلال المقابلة: "الصين تمثل التهديد الوجودي للأمن الأمريكي بطريقة لم نواجهها من قبل"، مشددًا على أن الأولوية القصوى للقيادة الجديدة للوكالة تتمثل في مساعدة الشركات الأمريكية للإبقاء على "ميزة تكنولوجية حاسمة" في المجالات الاستراتيجية، مثل الذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا البطاريات.
وأشار نائب مدير مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، إلى أنه بالتعاون مع المدير جون راتكليف، يعتزمان إعادة هيكلة الوكالة وتغيير أولوياتها لمواجهة هذا التحدي الصيني، مع الإبقاء على روسيا وإيران وكوريا الشمالية كأولويات مهمة ولكن بدرجة أقل.
إعادة تشكيل
شدد "إليس"، في تصريحاته لموقع "أكسيوس"، على ضرورة تطوير القوى العاملة والتكتيكات التي توظفها الوكالة لتتناسب مع متطلبات العصر الحالي وأولويات الرئيس دونالد ترامب.
وصرح قائلًا: "نحتاج إلى المزيد من الأشخاص ذوي الخلفيات التقنية، والمزيد من خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات".
ورأى "إليس" أن تقنيات الاستخبارات البشرية التقليدية التي استخدمت في حقبة الحرب الباردة لم تعد كافية في ظل التطورات التكنولوجية الهائلة في مجال المراقبة التي يمتلكها الخصوم، معتبرًا أن تخفيضات الموظفين المرتقبة تمثل "فرصة في بعض النواحي" لـ "إعادة تشكيل" القوى العاملة في الوكالة.
آليات القطاع الخاص
في خطوة غير مسبوقة، كشف إليس عن توجيهه دعوة لرجل الأعمال إيلون ماسك لزيارة مقر الوكالة، مشيرًا إلى إمكانية تحقيق "الكثير من الكفاءات" من خلال التعلم من قادة القطاع الخاص.
وفي تحول لافت في أولويات الوكالة، أوضح إليس أن CIA ستولي اهتمامًا أكبر لعصابات المخدرات، وسترفع من مكانة قسم مكافحة المخدرات الذي كان يعد في السابق قسمًا هامشيًا داخل المنظومة الاستخباراتية الأمريكية.
تجنب التسييس
دافع إليس عن استقلالية الوكالة في مواجهة الانتقادات، مؤكدًا أنه "لا يمكن أن يكون هناك تسييس أو استغلال سياسي لمجتمع الاستخبارات"، في إشارة واضحة إلى ادعاءات ترامب المتكررة بشأن "الدولة العميقة".
وختم نائب مدير CIA تصريحاته لموقع أكسيوس بالتأكيد على أن "الوقت حان للتخلص حقًا من التشتيت والتحيزات التي ربما كانت موجودة في الماضي"، في موقف يتماشى مع انتقادات مسؤولين كبار آخرين في الإدارة الأمريكية للأيديولوجية "المستيقظة" في المؤسسات الحكومية.