شهدت روسيا، اليوم الأربعاء، موجة مكثفة من الهجمات بالطائرات المسيّرة الأوكرانية، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط ما لا يقل عن 232 طائرة فوق مناطق مختلفة، بعضها اقترب من العاصمة موسكو، ما اضطر السلطات لإغلاق المطارات لفترة وجيزة لضمان سلامة الرحلات الجوية.
ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو مصابين، بينما ادعى الجيش الأوكراني إصابة مصنع لأشباه الموصلات في منطقة أوريول، يُزعم أنه يزوّد منتجي الطائرات المقاتلة والصواريخ الروسية.
وعلى الصعيد الميداني، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تتقدم في مواقع رئيسية على الجبهة، بينما أشار مدونون موالون لموسكو إلى اختراق روسي للخطوط الأوكرانية في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تستمر فيه المحادثات حول سبل إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أوكرانيا، حيث أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم، أن روسيا "لن تنخدع" بمن يقترحون التوصل أولاً إلى وقف لإطلاق النار ثم الانتقال إلى التسوية.
وشدّد على أن "روسيا مرت بهذه التجارب ولا تريد هذا بعد الآن". وأشار "لافروف" إلى أن الغرب "خدع روسيا بالفعل" في عام 2014 بحدوث انقلاب في أوكرانيا بعد اتفاق على التسوية.
وفي وقت سابق، نوّه "لافروف" إلى أن الدعوات الأوروبية لوقف إطلاق النار غير المشروط في أوكرانيا تهدف إلى استغلال هذا الوقت لإعادة تسليح كييف. كما أكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد لنظيره الأمريكي دونالد ترامب التزام روسيا بالتوصل إلى حل عادل للصراع في أوكرانيا.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد صرح بأن محادثته الهاتفية مع بوتين سارت بشكل جيد للغاية، مؤكدًا أن موسكو وكييف ستبدآن على الفور محادثات بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى أن الإدارة الأمريكية تتوقع استلام قائمة شروط من روسيا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا هذا الأسبوع.
وقد زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء منطقة كورسك بغرب البلاد للمرة الأولى منذ أن طردت القوات الروسية القوات الأوكرانية من المنطقة الشهر الماضي.
وكانت الحرب قد اندلعت في فبراير 2022 عندما أرسل بوتين عشرات الآلاف من الجنود إلى أوكرانيا، وتسيطر روسيا الآن على ما يقل قليلاً عن خُمس مساحة أوكرانيا.