الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جبهات متعددة ونقص في الموارد.. البحرية الأمريكية تواجه تحديات صعبة

  • مشاركة :
post-title
البحرية الأمريكية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

بين الانتشار المكثّف في أوروبا والشرق الأوسط والمحيطين الهندي والهادئ، تجد البحرية الأمريكية نفسها أمام تحديات كبيرة وصعبة، خاصة مع نقص الموارد والتكاليف الباهظة، بجانب الصعود المخيف للصين بسرعة كبيرة.

وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية على طمأنة حلفائها، الذين تعدوا 50 حليفًا في وقت واحد، وذلك من خلال التأكيد دائمًا على التفوق العسكري، والقيام بالمناورات العسكرية، ونشر حاملات الطائرات في العديد من الأماكن.

طمأنة الحلفاء

من أبرز الأمثلة على ذلك، دولة الفلبين التي دائمًا ما تشتبك مع الصين في البحر الجنوبي، وتطلب ضمانات أمنية من واشنطن لحمايتها، ما دفع الأخيرة إلى نشر حاملة طائرات تجوب المنطقة.

أيضًا كوريا الجنوبية، واحدة من تلك الدول التي دائمًا ما تحتاج إلى حمايتها من تهديدات جارتها الشمالية، بخلاف دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تدعّمها واشنطن بنشر حاملات طائرات بالقرب منها.

المناورات العسكرية الأمريكية لمحاولة تأكيد التفوق العسكري
جوهر المشكلة

أما أوروبا فدعّمتها الولايات المتحدة الأمريكية بنشر مجموعة حاملة طائرات لردع روسيا عن توسيع نفوذها على حساب حلفاء الناتو، ومع كل تلك التهديدات العالمية تجد البحرية الأمريكية نفسها منهكة، وفقًا لصحيفة "اليابان تايمز"، في تلك المناطق المتعددة.

ويظهر جوهر المشكلة التي تواجه البحرية الأمريكية، في محاولة الاستمرار الاستراتيجي طويل الأمد في مناطق الصراع العالمي، الذي يحتاج معه ميزانية كبيرة وموارد ضخمة، ما كشف عن تفاوت متزايد بين ما وصف بالطموح الاستراتيجي والقدرات البحرية.

تأخيرات كبيرة

ففي الوقت الذي توسّع فيه الصين أسطولها وقواتها النووية بوتيرة متسارعة، في تحدٍ للهيمنة الأمريكية في المجال البحري الرئيسي، تجد أمريكا نفسها أمام صراع مع الزمن، لتحديث غواصاتها القديمة.

كما يتعين عليها أن تواكب التهديدات الصاروخية فائقة التقنية، ومحاولة الحفاظ على الرادع النووي الفعّال، وكل ذلك يأتي في ظل تأخيرات كبيرة في التنفيذ وارتفاع تكاليف الإنتاج ونقص العمالة.

أحدث حاملة طائرات صينية
تفوق صيني

وخلال السنوات الماضية، بحسب صحيفة nzz السويسرية، عجزت واشنطن عن توسيع البحرية الأمريكية، فقبل 3 سنوات فقط، تفوقت البحرية الصينية على الأمريكية من حيث عدد السفن.

في عام 1969، كان لدى البحرية أكثر من 950 سفينة حربية، وبعد حرب فيتنام، انخفض هذا العدد إلى نحو 500 قبل أن يرتفع مرة أخرى إلى 594 سفينة في عهد الرئيس ريجان في أواخر الثمانينيات، ومنذ ذلك الحين، انكمش بشكل حاد مرة أخرى إلى مستوى منخفض بلغ 271 وحدة في عهد أوباما.

وبحسب جهاز الاستخبارات البحرية الأمريكية، فإن الصين لديها قدرة بناء سفن سنوية تبلغ 23 مليون طن مقارنة بـ100 ألف طن فقط للولايات المتحدة، وهو ما يعادل تفوقًا بنحو 200 مرة.

ومن المتوقع أن يبلغ عدد الوحدات المنتجة في الصين 440 وحدة خلال سبع سنوات، في حين لن يتجاوز عدد الوحدات المنتجة في الولايات المتحدة 290 وحدة.

الصراعات في المستقبل لن تبقى معزولة جغرافيا
الأعداء الأربعة

وأمام ذلك، أبدى القادة العسكريون الأمريكيون قلقهم المتزايد، وفقًا لموقع oil price، محذرين من أن الصراعات في المستقبل لن تبقى معزولة جغرافيًا بفضل العلاقات القوية بين أعدائهم الأربعة "روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية".

ويرجع هذا القلق من عدم استعداد القاعدة الصناعية الدفاعية في أمريكا لصراع طويل الأمد وعالي الكثافة، ما يجعل اعتمادهم على الحلفاء والشركاء أمرًا بالغ الأهمية، حيث لن تستطيع بمفردها مواجهة المخاطر والتكاليف لتنفيذ أهدافها الاستراتيجية.

أجندة ترامب

ومع وصول ترامب إلى السلطة، حمل في أجندته الدفاعية، تعزيز القوات البحرية الأمريكية وإعادة بناء ركيزة أساسية لها، وأصدر أمرًا في أبريل الماضي يهدف إلى إنعاش صناعة بناء السفن وإعادة ترسيخ الهيمنة البحرية الأمريكية.

وفي الأخير، يجدر الإشارة إلى ما توصلت إليه دراسة حديثة، بأنه في حال اندلاع حرب مع الصين، ستواجه البحرية الأمريكية نقصًا كبيرًا فوريًا في 100 ناقلة نفط في المحيط الهادئ وحده، ستحتاجهم لتزويد قواتها، لكنها لن تجد مَن يزودها بهم.