الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استدعاء السفيرة ووقف محادثات التجارة.. بريطانيا تحاصر إسرائيل دبلوماسيا

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - أحمد منصور

في تحرك غير مسبوق، رفعت بريطانيا منسوب ردها السياسي على تصعيد العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، مستدعية السفيرة الإسرائيلية في لندن، ومعلنة نيتها تعليق محادثات اتفاقية التجارة الحرة مع تل أبيب، وهى خطوة تعكس تحولًا واضحًا في الموقف الأوروبي، في ظل تزايد الضغوط الإنسانية والسياسية ضد الحرب التي أودت بآلاف المدنيين، أغلبهم من الأطفال والنساء.

استدعاء وتحذير

أعلنت الحكومة البريطانية عن استدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن، في خطوة احتجاجية رسمية على ما وصفته بـ"توسيع العمليات العسكرية الوحشية" في قطاع غزة.

كما أكدت الحكومة البريطانية أنه من غير الممكن المضي قدمًا في أي اتفاق تجارة حرة مع حكومة تنتهج هذا النوع من السياسات، في إشارة واضحة إلى حكومة بنيامين نتنياهو.

وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أن لندن لن تتردد في اتخاذ مزيد من الإجراءات إذا استمر العدوان، قائلًا: "هناك 9 آلاف شاحنة مساعدات محتجزة على الحدود، ويجب رفع الحصار فورًا"، مضيفًا منع دخول المساعدات الإنسانية انتهاك فادح للقانون الدولي.

وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي
عقوبات وتعليق صادرات الأسلحة

لم تكتف بريطانيا بالتحذيرات، بل فرضت عقوبات على إسرائيل، وأعلنت رسميًا حظر تصدير أي أسلحة يمكن استخدامها في العمليات داخل غزة.

وقال وزير الخارجية البريطاني: "لن نكون متواطئين في أي انتهاك للقانون الإنساني الدولي، وسنفعل كل ما في وسعنا لإنهاء هذه الحرب".

كما كشفت وزيرة الخارجية في حكومة الظل، أن هناك دعمًا برلمانيًا متزايدًا لحظر شامل على تصدير السلاح إلى إسرائيل، وسط تزايد الضغوط الداخلية والخارجية لإعادة تقييم العلاقات الثنائية مع تل أبيب.

نتنياهو: "أنتم تكافئون حماس"

وردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إدانة قادة فرنسا وبريطانيا وكندا للحملة العسكرية التي تشنّها الدولة العبرية في قطاع غزة، معتبرًا موقفهم بمثابة منح حركة حماس الفلسطينية "جائزة كبرى" على ما قامت به يوم 7 أكتوبر.

وجاء في بيان لنتنياهو على منصة "إكس": "بالطلب من إسرائيل وضع حد لحرب دفاعية نخوضها من أجل بقائنا قبل القضاء على حماس عند حدودنا وبالمطالبة بدولة فلسطينية، يقدم قادة لندن وأوتاوا وباريس جائزة كبرى لهجوم حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر مع التشجيع على مزيد من هذه الفظائع".

وقال نتنياهو، إن تلويح بريطانيا وفرنسا وكندا بفرض عقوبات على إسرائيل لإرغامها على إنهاء الحرب على غزة "أمر غير مقبول"، موضحًا: "نوافق على رؤية واشنطن لإنهاء الحرب في غزة.. وعلى الأوروبيين تبني مواقف مماثلة".

وذكر: "نستطيع إنهاء الحرب على غزة غدًا إذا أفرجت حماس عن المحتجزين وألقت سلاحها".

رئيس حكومة دولة الاحتلال
أوقفوا الحرب فورًا

وفي تطور لافت أمام العالم، أصدرت بريطانيا وفرنسا وكندا بيانًا مشتركًا نادرًا، دعوا فيه إسرائيل إلى وقف عملياتها العسكرية في غزة على الفور، والسماح الفوري بدخول المساعدات بالتعاون مع الأمم المتحدة، وشدد البيان على أن "العدوان الحالي غير متناسب" وأن "النقل القسري للسكان يشكل جريمة دولية".

وفيما يتعلق بالضفة الغربية، دعت الدول إسرائيل إلى وقف توسيع المستوطنات، التي تعتبرها غير قانونية وتساهم في تقويض حل الدولتين. وأكدوا أنهم "لن يترددوا في اتخاذ خطوات أخرى".

وجاء هذا البيان على خلفية الجهود الدولية لتحقيق وقف إطلاق النار، والدعم الصريح من لندن وباريس وأوتاوا للمبادرة المصرية القطرية الأمريكية.

شهداء غزة
ضغوط دولية

بالتوازي، وقّعت 25 دولة غربية –منها ألمانيا، كندا، فرنسا، اليابان، أستراليا، السويد، إيطاليا– بيانًا دعت فيه إسرائيل للسماح الفوري باستئناف نقل المساعدات إلى غزة، مشيرًا إلى أن "منع دخول الغذاء والدواء لأكثر من شهرين أدى إلى مجاعة شبه جماعية".

وأعربت الدول عن معارضتها للنموذج الجديد الذي اقترحته الحكومة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الإنسانية "لن تكون قادرة على التعاون معها طالما أنها لا تحترم المبادئ الإنسانية - الحياد، وعدم التسييس، والعمل المستقل".

حل الدولتين في مهب الريح

أكدت لندن وباريس وكندا في بيانات متفرقة أن المستوطنات غير القانونية تقوض أي أمل بحل الدولتين، مشددين: "لن نقف مكتوفي الأيدي"، معلنين نيتهم الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن جهود سلام شاملة، والمشاركة في مؤتمر دولي مرتقب في نيويورك لصياغة إجماع عالمي حول الحل السياسي.

بين استدعاء السفراء، وحظر الأسلحة، وتلويح بالعقوبات، يبدو أن صبر أوروبا بدأ ينفد، وأن دولة الاحتلال الإسرائيلي تواجه ضغطًا دبلوماسيًا غير مسبوق، فهل يشكل هذا نقطة تحول نحو وقف النزيف داخل قطاع غزة، أم أن تل أبيب ستواصل طريق العناد فيما فشلت فيه من أجل تحقيق أهدافها السياسية؟