أعلن مكتب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن عن إصابته fسرطان البروستاتا انتشر إلى العظام، وجاء التشخيص بعد معاناة بايدن (82 عامًا) من أعراض بولية متزايدة واكتشاف مشكلة صحية في البروستاتا خلال فحص طبي روتيني.
تفاصيل الحالة الصحية
وفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، فإن الفحوصات الطبية كشفت إصابة "بايدن" بسرطان البروستاتا بدرجة 9 على مقياس جليسون (Gleason Score) من أصل 10، ما يضعه في فئة الأورام عالية العدوانية.
ويُستخدم مقياس جليسون (Gleason Score) لتقييم درجة شدة سرطان البروستاتا على مقياس من 1 إلى 10، حيث تشير الدرجة 9 التي حصل عليها بايدن، إلى تصنيف المرض كـ"عالي الدرجة" وفقًا لمؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة.
ونقلت صحيفة "ذا تليجراف" عن مكتب بايدن قوله: "على الرغم من أن هذا يمثل شكلًا أكثر عدوانية من المرض، فإن السرطان يبدو حساسًا للهرمونات، ما يسمح بإدارة فعّالة للحالة".
وأشارت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إلى أن تشخيص بايدن جاء بعد ظهور "عقدة في البروستاتا بعد معاناته من أعراض بولية متزايدة"، مؤكدة أن "الرئيس وعائلته يراجعون خيارات العلاج مع أطبائه".
خيارات العلاج
يمثل انتشار السرطان إلى العظام تحديًا إضافيًا في العلاج، إذ ذكرت "ذا جارديان" أن "السرطان المنتشر أصعب بكثير في العلاج من السرطان الموضعي؛ لأنه يمكن أن يكون من الصعب على الأدوية الوصول إلى جميع الأورام والقضاء على المرض تمامًا".
هناك بصيص أمل في حالة بايدن، إذ إن التقارير الطبية التي نقلتها "ذا تليجراف"، توضح أنه عندما تحتاج سرطانات البروستاتا إلى الهرمونات للنمو (كما في حالة بايدن) يمكن أن تستجيب للعلاج الذي يحرم الأورام من الهرمونات.
وعلّق النائب الجمهوري جريج مورفي، الذي عمل كطبيب مسالك بولية لأكثر من 30 عامًا، على حالة بايدن قائلًا: "لقد قطع العلاج الطبي لهذا المرض شوطًا طويلًا خلال مسيرتي المهنية. صلواتي معه ومع عائلته"، كما نقل موقع "ذا هيل".
رحلة بايدن مع السرطان
ليست هذه المواجهة الأولى لبايدن مع السرطان، إذ أشارت "ذا جارديان" إلى أنه قبل توليه الرئاسة، خضع لعدة عمليات جراحية لإزالة سرطانات جلدية "غير ميلانومية"، كما تمت إزالة آفة سرطانية من صدره في فبراير 2023.
وكشفت "ذا تليجراف" أن لبايدن ارتباطًا شخصيًا عميقًا بمرض السرطان حتى قبل تشخيصه الحالي، إذ فقد ابنه الأكبر "بو" بسبب سرطان الدماغ.
وفي عام 2022، جعل بايدن مبادرة "مكافحة السرطان" (Cancer Moonshot) إحدى أولويات إدارته، بهدف خفض معدل وفيات السرطان إلى النصف خلال السنوات الـ25 المقبلة.
توقيت حساس
يأتي تشخيص بايدن في توقيت حساس، إذ تشير "ذا جارديان" إلى تزامنه مع صدور كتاب "الخطيئة الأصلية" للصحفيين جيك تابر وأليكس طومسون، الذي يثير تساؤلات حول تستر محتمل في البيت الأبيض على تدهور صحة الرئيس السابق وقدراته الإدراكية أثناء فترة رئاسته.
وذكر صحيفة "ذا هيل" أن "الأسابيع الأخيرة شهدت انتقاد الديمقراطيين لبايدن ومستشاريه المقربين لعدم الإفصاح عن تراجع قدراته الإدراكية خلال فترة رئاسته"، مضيفًا أن عدة ديمقراطيين ذهبوا أبعد من ذي قبل بالقول إنه "كان ينبغي عليه الانسحاب في وقت أبكر".
موجة تضامن
رغم الخلافات السياسية، أطلق تشخيص بايدن موجة تضامن غير مسبوقة من مختلف الأطياف السياسية، إذ نقلت "ذا جارديان" عن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب تعبيره عن تضامنه مع منافسه السياسي، كاتبًا: "ميلانيا وأنا حزينان لسماع التشخيص الطبي الأخير لجو بايدن، نقدم أطيب تمنياتنا لجيل وعائلتها، ونتمنى لجو الشفاء السريع والناجح".
كما أعربت كامالا هاريس، نائبة بايدن السابقة، عن حزنها لسماع نبأ تشخيصه، مضيفةً: "جو مقاتل، وأعلم أنه سيواجه هذا التحدي بنفس القوة والمرونة والتفاؤل التي لطالما ميزت حياته وقيادته"، كما ذكرت "ذا هيل".
ونقلت "ذا تليجراف" عن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قوله إنه يتمنى لبايدن "علاجًا سريعًا وناجحًا"، معربًا عن أسفه لسماع الخبر.
وقال الرئيس السابق باراك أوباما وفقًا لـ"الجارديان": "لا أحد فعل أكثر من جو لإيجاد علاجات رائدة للسرطان بكل أشكاله، وأنا متأكد من أنه سيحارب هذا التحدي بقوة وكرامة كعادته".