الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مع توسيع العمليات البرية.. محادثات غزة تسير على وقع العدوان الإسرائيلي

  • مشاركة :
post-title
غارات مكثفة على غزة تمهيداً لتوسيع العمليات البرية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي توسيع عملياته البرية في قطاع غزة المحاصر بالتزامن مع محادثات وقف إطلاق النار المتواصلة في الدوحة، في خطوة تهدف للضغط على حركة "حماس".

وفي تصريح نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الاثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قواته "ستسيطر على جميع مناطق غزة وتخوض قتالًا كثيفًا في القطاع".

وفي تناقض لافت، أعلنت حكومة الاحتلال سماحها بدخول كميات محدودة من الغذاء إلى القطاع بعد 11 أسبوعًا من الحصار التام، وسط تحذيرات دولية من مجاعة وشيكة تهدد حياة ما تبقى من سكان القطاع المنكوب.

توسيع العمليات البرية

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن جيش الاحتلال إعلانه أمس الأحد، بدء "عمليات برية واسعة" في جميع أنحاء قطاع غزة، شمالًا وجنوبًا، كجزء من خطته للتوغل أكثر في القطاع والسيطرة على مزيد من الأراضي.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم، على لسان نتنياهو، نيته "السيطرة على جميع مناطق غزة"، مشددًا على أن قواته "تخوض قتالًا كثيفًا في القطاع".

وأفادت "نيويورك تايمز" بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنّت في الأيام الأخيرة غارات مكثفة على غزة تمهيدًا لتوسيع العمليات البرية، حيث زعم جيش الاحتلال أن موجة الضربات استهدفت ما وصفه بأكثر من 670 "هدفًا" تابعًا لحماس.

وفي الواقع، أسفرت هذه الغارات عن استشهاد العديد من المدنيين، بمن فيهم الأطفال، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية وشهادات سكان غزة.

وكشف المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال، العميد إيفي ديفرين، أن الخطة العسكرية تقوم على تقسيم غزة إلى مناطق منفصلة، مشيرًا إلى أن الجيش يتعمد الغموض بشأن تحركاته.

وحتى مساء الأحد، لم تصل قوات الاحتلال إلى مراكز المدن الكبرى مثل مدينة غزة وخان يونس كما حدث في ذروة الهجوم البري الأول في خريف 2023 وأوائل 2024، على الرغم من مشاركة خمس فرق عسكرية في الهجوم، وفق ما نقلته "نيويورك تايمز".

مناورة إنسانية

في تحول مفاجئ بسياستها، أعلنت حكومة نتنياهو أنها ستسمح بدخول "كمية أساسية من الغذاء" إلى قطاع غزة، بعد 11 أسبوعًا من وقف دخول جميع السلع والمساعدات الإنسانية؛ في محاولة لإجبار حركة حماس على قبول تمديد مؤقت لاتفاق سابق لوقف إطلاق النار.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تصريحات لنتنياهو، قال فيها إنه "يجب ألا نصل إلى المجاعة في غزة حتى لا نفقد الدعم"، في إشارة واضحة إلى الدوافع السياسية وليس الإنسانية وراء قرار السماح بدخول المساعدات.

وفي تصريح آخر أكثر تشددًا، نقلت الصحيفة نفسها عن بتسلئيل سموتريتش وزير المالية الإسرائيلي قوله إن "الحد الأدنى فقط من الغذاء والأدوية سيدخل إلى قطاع غزة".

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب كان واضحًا بشأن ضرورة تجنب المجاعة الوشيكة في غزة، كما أن بعض المسؤولين العسكريين الإسرائيليين خلصوا بالفعل إلى أن الفلسطينيين يواجهون مجاعة واسعة النطاق ما لم يتم استئناف إيصال المساعدات قريبًا.

وفسّر مكتب نتنياهو التغيير المفاجئ في السياسة الإسرائيلية بأنه "حاجة عملياتية لتمكين توسيع العملية العسكرية"، وفق بيان نقلته الصحيفة، دون تحديد موعد لبدء المساعدات أو كيفية توزيعها، فيما يأتي هذا القرار بينما لم توضع بعد موضع التنفيذ خطة أمريكية جديدة لتوزيع المساعدات بطريقة تتجاوز حماس.

طفل يعاين الأضرار التي ألمت بمنزله جراء العدوان الإسرائيلي
معاناة المدنيين

تواصل الحرب في غزة حصد أرواح المدنيين الفلسطينيين، حيث تجاوز عدد الشهداء 53,000 فلسطيني منذ بداية العدوان، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وأعلنت الوزارة يوم الأحد أن عدد الشهداء منذ فجر ذلك اليوم بلغ أكثر من 90 شهيدًا.

ونقلت "نيويورك تايمز" شهادة سوزان أبو دقة، التي تعيش في عبسان قرب مدينة خان يونس الجنوبية، حيث قالت إن السكان يعيشون وسط قصف شبه مستمر خلال الأيام الماضية، ما يتسبب باهتزاز منزلها جراء انفجارات مرعبة.

وأضافت "أبو دقة" أنها تخشى أن يجبرها الاجتياح البري المتجدد على الفرار من منزلها، حيث لا تزال عائلتها تملك بعض الكهرباء من الألواح الشمسية ومخزونًا متواضعًا من الأرز والدقيق، إلى مخيمات الخيام الخانقة قرب الساحل.

وختمت شهادتها بالقول: "لقد استُشهد الكثيرون دون جدوى. الناس يريدون إنهاء الحرب بكل الوسائل".

مفاوضات الدوحة

يواصل الوسطاء جهودهم للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وسط مؤشرات متضاربة حول فرص نجاح هذه الجهود.

وأبرزت الصحيفة الأمريكية إشارة نتنياهو للمرة الأولى، أمس، إلى أن فريقه التفاوضي في قطر مخوّل بمناقشة شروط صفقة واسعة يمكن أن تنهي الحرب في غزة.

وفي السابق، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن المفاوضات ستقتصر على مناقشة صفقة أولية تطلق فيها حماس سراح نحو 10 من المحتجزين الإسرائيليين ويدخل الطرفان في وقف لإطلاق النار يستمر نحو ستة أسابيع.

نتنياهو كرر شروطه الصارمة لإنهاء الحرب، وهي إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين (21 على الأقل لا يزالون على قيد الحياة، إلى جانب رفات أكثر من 30 آخرين وفقًا للحكومة الإسرائيلية)، وطرد قادة ومقاتلي حماس من غزة، ونزع السلاح من القطاع، وهي شروط رفضتها الحركة الفلسطينية بشكل قاطع.

في المقابل، نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول في حماس قوله إن "إسرائيل سحبت إصرارها على أن تستند محادثات الهدنة إلى الاقتراح السابق لصفقة أولية وأن كل شيء أصبح الآن قابلًا للتفاوض".

تأثير الضغوط

لفتت الصحيفة إلى أن كلًا من نتنياهو وحماس يواجهان ضغوطًا من إدارة ترامب للتوصل إلى اتفاق، وأن الضغط العسكري الإسرائيلي على حماس قد يكون مؤثرًا في العودة إلى طاولة المفاوضات.

ونقلت الصحيفة عن كوبي مايكل، محلل في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، قوله: "لقد تم خلق ديناميكية عسكرية مهمة"، مضيفًا أن استهداف العديد من عناصر حماس أعاد الحركة إلى طاولة المفاوضات.