الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خرائط الأقمار الصناعية تثبت.. إسرائيل أحالت "غزة" إلى ركام لتهجير الفلسطينيين

  • مشاركة :
post-title
خريطة غزة

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

"ليس هناك ما يمكن أن نفهمه بشكل خاطيء.. إسرائيل تريد احتلال غزة والوجود في القطاع بشكل دائم"، هكذا كتبت "ديرشبيجل" الألمانية، في تقرير يكشف بالأقمار الصناعية حجم الدمار الذي سببته آلة الحرب الإسرائيلية، الأمر الذي أصبح جليًا في استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط وشن هجوم بري كبير آخر يهدف إلى الاستيلاء على قطاع غزة.

الواقع يقول إن إسرائيل دمّرت غزة بشكل متزايد منذ بداية الحرب، وقلّصت مساحة القطاع تدريجيًا واحتلته بشكل ممنهج، حيث يسعى جيش الاحتلال إلى تهجير السكان الفلسطينيين إلى جنوب القطاع للمرة الثانية، في محاولة لإجبارهم على "المغادرة طواعية"، وهذه هي الخطة التي أقرها مجلس الوزراء الأمني ​​الإسرائيلي الأحد قبل الماضي.

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارًا وتكرارًا نيته تنفيذ "خطة ريفييرا غزة" التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو ما وصفته الأمم المتحدة باعتباره "تطهيرًا عرقيًا"، في ظل رغبة وزراء وأعضاء في البرلمان من اليمين المتطرف بناء مستوطنات إسرائيلية على الأراضي التي تم إخلاؤها.

صورة من القمر الصناعية تكشف تدمير جيش الاحتلال للمنازل والأراضي في الفترة من 5 أبريل إلى 21 أبريل لإنشاء ممر موراج

وفي أكتوبر الماضي، قالت وزيرة شؤون المرأة الإسرائيلية ماي جولان إن "انتزاع أراضي الفلسطينيين هو ما يؤلمهم أكثر من أي شيء آخر"، وفي منتصف شهر أبريل الماضي، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس أن "قطاع غزة سيصبح أصغر وأكثر عزلة".

عندما دخلت القوات الإسرائيلية رفح الفلسطينية في مايو 2024، بدأت بتدمير أحياء بأكملها بشكل منهجي، وقاموا ببناء طريق جديد وواسع هناك للدوريات.

ومنذ أن أنهت إسرائيل وقف إطلاق النار في منتصف مارس الماضي، واصل الجيش العمل على بناء ممر موراج؛ ويمتد على مسافة بضعة كيلومترات إلى الشمال، موازيًا إلى حد كبير لممر فيلادلفيا، ولإنشاء الممر، ربما تم تفجير آلاف المباني، أو قصفها من الجو، أو هدمها بمعدات ثقيلة، ولتحقيق هذه الغاية، يقال إن إسرائيل استخدمت للمرة الأولى جرافات D9 التي يتم التحكم فيها عن بُعد.

ممر موراج الجديد

تُظهر هاتان الصورتان الملتقطتان عبر الأقمار الصناعية الجزء نفسه من المنطقة التي بنت فيها إسرائيل ممر موراج، ويبلغ طول الممر 12 كيلومترًا في المجموع، ويمكن رؤية 2.5 كيلومتر منها في هذا القسم؛ يقع في الجزء الأوسط من الممر.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية طوابير من المركبات تدخل الممر وعمليات الهدم التي جرت بالفعل، ولا تزال البيوت والهياكل المواجهة للبحر سليمة. وبعد ثلاثة أسابيع، وتحديدًا في 21 أبريل الماضي، أصبح بالإمكان رؤية طريق ممهد يصل عرضه إلى 75 مترًا، محميًا بأعمال ترابية، تم تدمير جميع المباني والصوب الزراعية والمناطق الزراعية تقريبًا.

صورة من القمر الصناعية تكشف تدمير جيش الاحتلال للمنازل والأراضي في الفترة من 5 أبريل إلى 21 أبريل لإنشاء ممر موراج

في غضون ثلاثة أسابيع تغيّر هيكل المشهد بأكمله، لم يبق شيء تقريبًا قائمًا، يبدو ممر موراج وكأنه شريط من الدمار، وبحلول 21 أبريل، كان نصف الممر قد تم رصفه بالفعل، وبحلول نهاية أبريل، كان ثلثيه قد تم رصفه.

وتسعى إسرائيل الآن إلى إنشاء ما يسمى بـ"المراكز الإنسانية" جنوب ممر موراج ، ومن هناك، سيتم تزويد الفلسطينيين بالغذاء عن طريق شركات خاصة، تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.

 وترى أغلب منظمات الإغاثة الدولية العاملة حاليًا في قطاع غزة أن هذه الخطة غير قابلة للتنفيذ، وبعضها يرفض المشاركة خشية أن تتحول المساعدات الإنسانية إلى أداة للتهجير، وقبل شهرين فرضت إسرائيل حصارًا شاملاً على البضائع الداخلة إلى قطاع غزة.

وتُظهر صورة الأقمار الصناعية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لتنفيذ مشروع بناء بالقرب من الساحل، وستتم تسوية مساحة أكبر، ومن الممكن أن يتم بناء قاعدة عسكرية أو مستودع لإمدادات الإغاثة هنا.

صورة من الأقمار الصناعية تكشف الانتهاء من ممر موراج وتدمير الأراضي الفلسطينية

رفح الفلسطينية.. مدينة الأشباح

قبل عام من الآن، تم تدمير العديد من المنازل في رفح الفلسطينية بشكل عشوائي، من خلال ضربات معزولة، كما يمكن رؤيته في صورة الأقمار الصناعية الملتقطة في 16 أبريل2024، وتم نصب مئات الخيام في المنطقة، على طول الطريق الرئيسي وأيضًا حول المدارس.

وتُظهر صورة حديثة التقطت في 21 أبريل2025 أن المدينة تعرضت منذ ذلك الحين لتدمير منهجي على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولم يتبق من المباني في هذا القسم الذي يبلغ طوله 2.5 كيلومتر سوى القليل، باستثناء المباني المدرسية التي لا تزال حالتها غير واضحة، وقد اختفت الخيام، وتبدو المنطقة مهجورة، لا يمكن رؤية سوى عدد قليل من المركبات العسكرية.

تدمير أراضي رفح الفلسطينية في الفترة من 31 مارس 2025 إلى 25 أبرل 2025

وبحسب ما رصدته الأقمار الصناعية، فإن بعض المجمعات العمرانية الأكبر، مثل المدارس، لم تتعرض للتدمير، ويمكن لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن يستوعب الفلسطينيين هناك وفي المنطقة المحيطة.

وأعلن وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش أخيرًا، في "مؤتمر للمستوطنين" أنه يجب طرد جميع الفلسطينيين البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة إلى المنطقة الواقعة جنوب ممر موراج، وسوف يتم "تدمير قطاع غزة بالكامل"، وسوف تصبح المنطقة الواقعة شمال ممر موراج بأكملها "فارغة".

الأقمار الصناعية تكشف تدمير الأراضي الفلسطينية في رفح

في حين تم تدمير المناطق الإدارية شمالي القطاع ومدينة غزة بنسبة 70 و75% على التوالي في وقت مبكر بعد بدء الحرب، فإن رفح الفسطينية هي المنطقة الوحيدة التي زاد فيها الدمار بشكل كبير منذ ربيع عام 2024 ، واستمر في التزايد حتى وقت قريب.

ويرى الخبير العسكري مايكل ميلشتاين من جامعة تل أبيب أن استمرار إسرائيل في الاستيلاء على الأراضي في غزة هو علامة على العجز السياسي والعسكري، وعلى عكس ما ادعى السياسيون الإسرائيليون، لا يمكن الضغط على حماس لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين بهذه الطريقة. 

ويقول الرئيس السابق للقسم الفلسطيني في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: "لا توجد استراتيجية عسكرية مدروسة جيدًا وراء هذا، ولكن قبل كل شيء، هناك رغبة دينية في إعادة إقامة المستوطنات اليهودية في غزة"، بحسب مجلة "دير شبيجل".

الأقمار الصناعية تكشف تدمير الأراضي الفلسطينية في رفح
الأقمار الصناعية تكشف تدمير الأراضي الفلسطينية في رفح