على صفحات "واشنطن بوست" أوضح المحلل السياسي فريد زكريا، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتدخل ليفسد الأمور، ومن ثم يبدأ في إصلاحها بطريقته الخاصة، وكتب: "اهتمام ترامب المُستجد بالاتفاق النووي مع إيران يُثير السخرية، بل ربما الغرابة. فهو من سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الأصلي".
وبعد يوم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، أفادت تقارير محلية إيرانية بأن ممثلين من طهران "استجابوا بشكل إيجابي" لمقترح أمريكي لإنشاء تحالف إقليمي (كونسورتيوم) لإدارة النشاط النووي.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "طهران تايمز" عن مصدر مطّلع قوله إن الاقتراح لم يقدم من قِبل إيران بل عُرض عليها، موضحًا أن "إيران لا تمانع في مشاركة معرفتها ومواردها مع دول المنطقة"، لكنه شدّد على أن "الرد كان إيجابيًا، غير أننا أوضحنا بجلاء أننا لن نتخلى عن التخصيب المحلي حتى في حال قيام هذا التحالف، ولن نقبل بالحصول على يورانيوم مخصّب من دولة أخرى كبديل".
ووفقًا للتقارير الصادرة من طهران، فإن فكرة "الكونسورتيوم" لا تزال في مراحلها الأولية ولم تُبحث بشكل مفصل، كما لم يتم التوجه إلى أي دول محددة لدعوتها للانضمام إلى هذا التحالف المحتمل.
كانت صحيفة "الجارديان" البريطانية كشفت هذا الأسبوع أن الوسطاء الدوليين طلبوا من نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، خلال المفاوضات، الموافقة على وقف تخصيب اليورانيوم لمدة ثلاث سنوات، في مسعى "لبناء الثقة" مع إيران. وتنص المقترحات على أن تزوّد روسيا إيران خلال هذه الفترة بيورانيوم مخصّب لتشغيل برنامج نووي "مدني"، على أن يُسمح لطهران بعد انقضاء المدة بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.67%، وهي النسبة المستخدمة في المفاعلات النووية السلمية، وتبقى بعيدة عن مستويات التخصيب المطلوبة لصناعة أسلحة نووية.
غير أن طهران نفت صحة هذه التقارير. ونقلت "طهران تايمز" عن مصدر قريب من فريق التفاوض الإيراني قوله إن "وقف التخصيب، حتى بشكل مؤقت، لم يكن مطروحًا من البداية"، مضيفًا أن المفاوضين الإيرانيين أكدوا منذ اللحظة الأولى أن هذا الأمر "خط أحمر" لا يمكن التنازل عنه، وأن هذا الموقف لم يتغير منذ توقيع الاتفاق النووي الأصلي عام 2015.
وفي السياق، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أول أمس الجمعة، في ختام جولته في الشرق الأوسط، أن بلاده قدمت مقترحًا رسميًا لإيران بشأن اتفاق نووي جديد، مطالبًا طهران بالتحرك بسرعة، ومهددًا ضمنيًا باستهداف منشآتها النووية.
وعلى متن طائرة الرئاسة الأمريكية، قال ترامب للصحفيين: "لدينا عرض على الطاولة. والأهم من ذلك، أنهم يدركون أنه يجب عليهم أن يتحركوا بسرعة وإلا فستكون هناك عواقب وخيمة". وكان ترامب صرّح قبل ذلك بيوم بأن إيران وافقت "بصورة شبه كاملة" على شروطه.