الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مصر تفتح أبواب التاريخ بالمجان في اليوم العالمي للمتاحف

  • مشاركة :
post-title
المتحف المصري الكبير

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

ماذا لو عرفت أنك تستطيع السفر عبر آلاف السنين، دون تذكرة سفر أو حقيبة، بل بخطوة واحدة داخل بوابة حجرية؟.. هذا ليس خيالًا بل حقيقة موجودة على أرض مصر التي تحتضن تاريخ البشرية بسلسلة ممتدة من المتاحف التي تعكس عظمتها ومكانتها بين الدول العربية والعالم.

في 18 مايو، الذي يتزامن فيه اليوم العالمي للمتاحف، لم يعد الماضي مجرد صفحات في الكتب، بل تحول إلى واقع حيّ يتنفس داخل جدران المتاحف المصرية، حيث تزخر مصر باحتضان عدد كبير من المتاحف التي تبرز تاريخها الثري والمتنوع ما بين متاحف أثرية وإسلامية وقبطية وفنية، تعد ذاكرة الأمة العربية، ودليلًا على الإرث الكبير الذي يحمله المصريون بين ضلوعهم، إذ يرسمون بفخر تاريخًا مشرقًا من الأصالة ويحملون مجدًا لا يضاهيه أحد.

واحتفالًا بهذه المناسبة، فتحت وزارة الثقافة المصرية كنوزها للعالم، لتجعل من التاريخ رحلة متاحة للجميع، مجانًا، في يوم لا يشبه غيره، هذه المبادرة لاقت ترحيبًا واسعًا، بعد أن قررت الوزارة فتح أبواب عدد كبير من المتاحف القومية والفنية مجانًا أمام الجمهور، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوعي بالتراث وتشجيع المواطنين على التفاعل مع تاريخهم العريق، في اليوم الذي يحتفل فيه العالم بدور المتاحف كمراكز لحفظ الهوية الثقافية والإنسانية، ومن بين هذه المتاحف الفنية التي فتحت أبوابها للزوار مجانًا متحف مصطفى كامل، ومتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، ومتحف النصر للفن الحديث في بورسعيد، ومتحف الفن المصري الحديث، ومتحف الأبنودي للسيرة الهلالية، ومتحف أحمد شوقي، ومتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، ومتحفا أم كلثوم ونجيب محفوظ.

المتحف المصري بالتحرير

في قلب القاهرة، يقف المتحف المصري شامخًا كحارس للزمن. أكثر من 120 ألف قطعة أثرية، من بينها كنوز توت عنخ آمون والمومياوات الملكية، تصطف في صمت لتروي حكايات الفراعنة الذين سطروا حضارة أدهشت العالم، زيارة هذا المتحف ليست مجرد نزهة ثقافية، بل تجربة وجودية تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان وماضيه.

المتحف المصري الكبير

على بُعد خطوات من الأهرامات، يتهيأ المتحف المصري الكبير ليكون أعظم متحف أثري في العالم، صُمم ليحكي قصة الحضارة المصرية بلغة بصرية حديثة تجمع بين التكنولوجيا والعراقة، وقد اختير أخيرًا ضمن أفضل 10 متاحف عالميًا، لما يقدمه من تجربة تفاعلية تمزج بين عظمة الماضي وإبداع الحاضر.

متحف الفن الإسلامي

في ميدان باب الخلق، يأخذك متحف الفن الإسلامي في رحلة إلى عصور من الإبداع العربي والإسلامي، من خلال قطع فنية تحكي عن العمارة، والخط، والموسيقى، وكأنها ترانيم حجرية تهمس لك بجمال حضارة لا تزال تنبض بالحياة.

المتحف القبطي

بين جدران المتحف القبطي، تتقاطع الأسطورة مع الإيمان، حيث يُعرض التاريخ القبطي كامتداد إنساني وثقافي للمجتمع المصري. الأيقونات، والأقمشة، والمخطوطات تحكي عن قرون من التعايش والجمال الروحاني الفريد.

المتحف القومي للحضارة

في قلب مدينة الفسطاط حيث تحتضن المتحف القومي للحضارة المصرية، الذي يعد الأول من نوعه في مصر والعالم العربي، فهو يُعد مجمعًا حضاريًا عالميًا متكاملًا يُتيح لزائريه فرصة للإبحار في رحلة عبر التاريخ للتعرف على الحضارات المصرية المتعاقبة، وهو يضم مجموعة متنوعة من القطع الأثرية تلقي الضوء على التراث المادي واللامادي لمصر، ما يساعد الزائرين على فهم الحضارة المصرية عبر عصورها المختلفة بداية من عصور ما قبل التاريخ مرورًا بالعصر المصري القديم، واليوناني، والروماني، والقبطي، والإسلامي، والعصر الحديث والمعاصر، كما يضم المتحف قاعة للمومياوات وقاعة للنسيج المصري.

هذه النماذج مثال بسيط على عشرات المتاحف التي تحتفظ بها مصر على مستوى أنحاء الجمهورية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، لتقدم للعالم نموذجًا فريدًا في حفظ التاريخ الإنساني بمتاحفها المتنوعة والثرية التي تزخر بها، ويبلغ عددها نحو 83 متحفًا موزعة على مستوى الجمهورية ما بين القاهرة التي تحتضن نحو 22 متحفًا، ومحافظة الإسكندرية التي يبلغ عدد المتاحف بها نحو 17 متحفًا، بينما تحتضن محافظة الجيزة نحو 13 متحفًا.