في مشهد جمع بين الفن والسياسة، احتضن القصر الرئاسي في بغداد لوحة فنية مميزة للفنان العراقي أحمد حسين الزعيم، شكّلت الخلفية البصرية للقمة العربية التي عُقدت، أمس السبت، في أول استضافة للعراق لهذا الحدث منذ أكثر من عقد.
ساحل الحضارات
العمل الفني، الذي يحمل عنوان "ساحل الحضارات" أو كما يسميه الفنان "صهيل الحضارات" عُرض فوق منصة القادة العرب والدوليين، وهو يجسّد روح العراق التاريخية والحضارية، من خلال رموز سومرية، وآشورية، وأكادية وبابلية، تنصهر في صورة حديثة ترمز لعراق اليوم. ويقف في قلب اللوحة حصان أبيض يمثل وحدة هذه الحضارات وتلاقيها في كيان عراقي معاصر.
وأوضح "الزعيم"، وفق صحيفة "ذا ناشونال"، أن خلفية اللوحة مستوحاة من بوابة عشتار البابلية الشهيرة، واستخدم فيها الجلد والخشب بتقنية فنية تعتمد على حرق الجلد لإنتاج ألوان ترابية، مع خطوط هندسية حادة تمنح اللوحة إحساسًا بالحركة والحياة.
صور جديدة للوحة
أُنجز العمل في عام 2022، وتم اختياره لاحقًا ليُعلّق بشكل دائم في القصر الرئاسي، ومنذ ذلك الحين، وقف تحته العديد من الزعماء، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكان آخرهم قادة القمة العربية الأخيرة، بمن فيهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشيخ منصور بن زايد، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
يقول الفنان العراقي أحمد حسين الزعيم: "في كل مرة أرى صورًا جديدة للوحة مع قادة العالم، ينتابني شعور بالفخر. هذه اللوحة تُظهر أن العراق لا يزال مهدًا للحضارات وقادرًا على مخاطبة العالم بجماله وإرثه".
وبينما دار النقاش السياسي حول غزة وقضايا المنطقة، كان الفن يروي قصة أعمق تتمثل في "أن العراق، رغم كل ما مرّ به، لا يزال قلبًا نابضًا للثقافة والجمال، وحاضنًا لرسالة الفن التي تجمع من تفرّقهم السياسة".