الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صفعة للناتو.. أمريكا تخطط لإعادة تموضع عسكري في أوروبا

  • مشاركة :
post-title
علما حلف الناتو والولايات المتحدة

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أعلن ماثيو ويتاكر، سفير الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أن واشنطن ستناقش "في وقت لاحق من العام الجاري" مقترحات لسحب عشرات الآلاف من القوات الأمريكية من القارة الأوروبية، في خطوة قد تمثل تحولًا جذريًا في السياسة الدفاعية الأمريكية، وتؤثر بشكل مباشر على التوازن الأمني في المنطقة.

خطط الانسحاب والدوافع الأمريكية

أوضحت صحيفة "ذا تليجراف" أن السفير الأمريكي قال: "لم يتم تحديد شيء بعد"، مشيرًا إلى أن الحلفاء مستعدون لإجراء هذه المناقشات التي ستجري ضمن إطار حلف الناتو، مضيفًا: "سيكون ذلك بالتأكيد بعد القمة، في وقت لاحق من العام، سنبدأ هذه المحادثات، جميع حلفائنا مستعدون للقيام بذلك"، في إشارة إلى قمة الناتو المقرر عقدها في لاهاي في يونيو القادم.

وتعود دوافع هذه الخطوة إلى انتقادات الرئيس دونالد ترامب المتكررة لدول الناتو؛ بسبب فشلها في تحقيق هدف الإنفاق الدفاعي البالغ 2% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي، معتبرًا أن هذا التفاوت يضع عبئًا غير عادل على الولايات المتحدة.

وكشفت الصحيفة البريطانية أن الرئيس الأمريكي كان يدرس في مارس الماضي سحب نحو 35 ألف جندي أمريكي من ألمانيا، من أصل حوالي 160 ألف جندي أمريكي يخدمون خارج الولايات المتحدة.

استراتيجية إعادة التموضع

تشير التقارير الدبلوماسية إلى أن إدارة ترامب تفكر في إعادة تموضع بعض القوات في أوروبا؛ لتكون أقرب إلى دول الناتو التي زادت إنفاقها الدفاعي لتلبية الأهداف المحددة من قبل الحلف.

ويُعتقد أن هذا الانسحاب يمثل جزءًا من خطط الإدارة الأمريكية لإعادة رسم مشاركة الناتو بطريقة تفضل الدول الأعضاء ذات الإنفاق الدفاعي الأعلى؛ مما يعكس نهجًا سياسيًا جديدًا يربط الدعم العسكري الأمريكي بالالتزام المالي للدول الأعضاء.

في هذا السياق، أبلغ وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث حلفاء الناتو في فبراير الماضي أن "الحقائق الاستراتيجية الصارمة تمنع الولايات المتحدة الأمريكية من التركيز بشكل أساسي على أمن أوروبا".

وذكرت مجلة "ذا أتلانتيك" أن هيجسيث ونائب الرئيس جيه دي فانس انتقدا الحلفاء الأوروبيين في مجموعة دردشة، حيث عبّر هيجسيث عن "كرهه للاعتماد المجاني الأوروبي" على الدفاع الأمريكي.

ألمانيا في مركز خطط الانسحاب

توضح "ذا تليجراف" أن ألمانيا تمثل إحدى أهم الدول المتأثرة بخطط الانسحاب الأمريكي المحتمل، حيث تمتلك الولايات المتحدة فيها عددًا من المرافق العسكرية الرئيسية، بما في ذلك قاعدة رامشتاين الجوية، مقر القيادة الأوروبية الأمريكية.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تُطرح فيها مسألة الانسحاب من ألمانيا، إذ إن ترامب كان قد أمر خلال فترة رئاسته الأولى بسحب ما يقرب من 12 ألف جندي من هناك.

لكن تلك الخطوة تم إيقافها لاحقًا من قبل الرئيس السابق جو بايدن، وسط انتقادات واسعة من الكونجرس، وتأتي المناقشات الجديدة حول سحب القوات الأمريكية لتثير مجددًا المخاوف نفسها التي أثيرت خلال الولاية الأولى للرئيس ترامب؛ مما يعكس استمرارية في توجهات السياسة الخارجية الأمريكية، رغم التغيرات التي طرأت بين الإدارتين.