الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رؤى عربية من قمة بغداد عبر "القاهرة الإخبارية": جهود وقف الحرب وإعمار غزة تتصدر المشهد

  • مشاركة :
post-title
وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي خلال لقاء خاص مع القاهرة الإخبارية

القاهرة الإخبارية - طه العومي

في إطار تغطيتها الشاملة للقمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، أجرت قناة "القاهرة الإخبارية" سلسلة من اللقاءات المهمة مع شخصيات سياسية رفيعة المستوى، وذلك للوقوف على آخر المستجدات المتعلقة بالقضايا المطروحة على جدول أعمال القمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

حيث أجرت "القاهرة الإخبارية" مجموعة من اللقاءات مع "رئيس الوزراء الفلسطيني، ووزير الخارجية المصري، ومستشار رئيس الوزراء العراقي، ومندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة"، الذين قدموا رؤاهم وتحليلاتهم حول الجهود العربية المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة، ومسارات إعادة الإعمار، والمستقبل السياسي للقضية الفلسطينية.

وزير الخارجية المصري

في هذا الشأن، قال وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، إنَّ اجتماع وزراء الخارجية العرب التمهيدي في بغداد شهد توافقًا حول القضايا المطروحة على القمة.

وفي حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، اليوم الجمعة، أضاف أنه جرى التوافق خلال الاجتماع الوزاري على طرح مشروع قرار للتضامن مع السودان، كما جرى التوافق على طرح مشروع قرار خاص بسوريا والدعوة لعملية سياسية شاملة.

وبشأن الأوضاع داخل قطاع غزة، أوضح أنه قدم عرضًا شاملًا حول جهود القاهرة والدوحة من أجل التوصل لوقف إطلاق النار داخل القطاع، وطالب بسرعة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة في ضوء المجاعة القائمة الآن بالقطاع.

وأشار وزير الخارجية المصري، إلى أنه بمجرد وقف إطلاق النار في غزة سيتم الدعوة لمؤتمر دولي في العاصمة المصرية القاهرة لإعادة إعمار القطاع.

وذكر أنَّ غياب الإرادة السياسية عن تل أبيب لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار هو عقبة رئيسية، وأنهم يعولون على المجتمع الدولي لتكثيف الضغط على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق حول غزة، مشددًا على أن وساطة مصر لم تتوقف والمشكلة أن هناك طرفًا ينتهك القانون الدولي بشكلٍ سافر.

رئيس وزراء فلسطين

أكد رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى، أن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية في وجدان العرب، وأن وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يمثل الأولوية القصوى للقادة العرب المشاركين في القمة العربية الـ34 في بغداد.

وأوضح "مصطفى"، خلال لقاء خاص لـ"القاهرة الإخبارية"، أن الهدف الأساسي الآن هو وقف الحرب الجارية على غزة، وإفساح المجال أمام دخول المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون بشدة، في ظل الظروف الكارثية التي يعيشونها.

وأشار إلى أن الحكومة الفلسطينية أعدت برامج ومشروعات تفصيلية لإعادة إعمار غزة، وأنها بالتنسيق مع جمهورية مصر العربية، تستعد لعقد مؤتمر دولي لحشد الموارد اللازمة لذلك فور انتهاء الحرب.

وأكد أن الخطة العربية لإعمار غزة، التي تم اعتمادها في القمة العربية الطارئة الأخيرة في القاهرة، أصبحت جاهزة للتنفيذ بمجرد وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية.

أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني عن قلقه بشأن عدم وجود مؤشرات واضحة على قرار إسرائيلي جاد بوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن هذا الأمر يعطل باقي المسارات.

وشدد على أن غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، وأن المرحلة القادمة ستشهد خطوات سياسية لتوحيد غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية تحت سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح شرعي واحد، وأن أي ترتيبات انتقالية ستكون ضمن توافق فلسطيني مصري وبدعم عربي؛ لضمان استقرار غزة بعد الحرب.

مستشار رئيس الوزراء العراقي

قال حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، إن القمة العربية التي ستنعقد غدًا في بغداد، تُعد محطة مهمة وعلامة فارقة في مسار إحياء الحوار العربي-العربي، مشيرًا إلى أن قادة الدول العربية يبذلون جهودًا كبيرة لإعادة بناء هذا الحوار في ظل حالة من الأزمات والتحديات التي مرت بها المنطقة العربية، والتي أثرت على الأمن القومي العربي ووجود الدول الوطنية.

وأوضح علاوي، خلال لقاء خاص لـ"القاهرة الإخبارية" عن إمكانية وجود توافق عربي في الملفات الحساسة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمة السورية، فأكد وجود توجهات جديدة لدى القيادات العربية في العراق ومصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر، فضلاً عن لبنان، حيث تشهد سوريا تحسنًا وتطورًا إيجابيًا يُمكّن من التطلع إلى حلول جذرية لهذه الأزمات.

مندوب فلسطين بجامعة الدول العربية

وأيضًا، أكد السفير مهند العكلوك، مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن القمة العربية الرابعة والثلاثين تنعقد في ظل استمرار ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية والتطهير العرقي" بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية.

وأوضح العكلوك، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، أن وقف "الإبادة الجماعية" واستخدام إسرائيل لسياسة التجويع كسلاح حرب سيكون من أبرز الملفات المطروحة على القادة العرب.

وأشار إلى أن القمم العربية والإسلامية السابقة طالبت مرارًا بكسر الحصار على غزة وإدخال المساعدات، مؤكدًا أن تنفيذ هذه القرارات أصبح "ضرورة قصوى" بعد 20 شهرًا من الحصار وانهيار المنظومة الصحية.

وكشف السفير الفلسطيني أن الملف القانوني المطروح على القمة يتضمن ثلاثة مسارات رئيسية: دعوى الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، ومذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، والقضاء الوطني في الدول ذات الاختصاص الدولي، مع دعوة للمجتمع المدني لرفع قضايا فردية ضد المسؤولين الإسرائيليين.

وأكد أن القمة ستناقش سبل دعم هذه المسارات، بما في ذلك مطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ مذكرات التوقيف.

وحذر "العكلوك" من أن مشروع "التهجير القسري" للفلسطينيين لا يزال قائمًا، وكشف عن إنشاء إسرائيل هيئة عسكرية خاصة لهذا الغرض، كما أكد أن القمة سترفض هذا المشروع وتجدد دعمها للخطة الفلسطينية المصرية العربية الإسلامية كإطار لحل سياسي شامل.

تتجه الأنظار إلى العاصمة العراقية بغداد، التي ستحتضن الدورة الرابعة والثلاثين للقمة العربية غدًا السبت في ظل أجواء من الأزمات والمتغيرات الكبيرة على الساحتين العربية والإقليمية.

ومن المنتظر، أنَّ يبدأ عدد من رؤساء الوفود العربية بالوصول إلى بغداد، اليوم الجمعة، للمشاركة في القمة العربية، وستكون القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي والأزمات في الشأن العربي أبرز الملفات التي سيناقشها الرؤساء والملوك والأمراء العرب، فضلًا عن مبادرات عراقية تشتمل على تأسيس مراكز عربية في مجال مكافحة الإرهاب والمخدرات والجريمة الوطنية وغرفة للتنسيق الأمني وصندوق للتعاون لإعادة الإعمار وآثار الأزمات.

وأبلغ الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد الوفد الإعلامي الرسمي لجامعة الدول العربية أنَّ احتضان بغداد لمؤتمر القمة يأتي انطلاقًا من دورها المحوري وسعيها الدائم إلى ترسيخ العمل المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الأشقاء وبما يحفظ مصالح شعوبنا، ويلبي تطلعاتها في التنمية والازدهار والسلام.

كما ذكر أن قمة بغداد ستناقش القضايا المصيرية المتعلقة بشعوب المنطقة والخروج بقرارات تسهم في تحقيق السلام والاستقرار.