أكد السفير مهند العكلوك، مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن القمة العربية الرابعة والثلاثين تنعقد في ظل استمرار ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية والتطهير العرقي" بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأوضح العكلوك، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، أن عدد الشهداء والجرحى والمفقودين الفلسطينيين بلغ 185 ألفًا، مشددًا على أن وقف "الإبادة الجماعية" واستخدام إسرائيل لسياسة التجويع كسلاح حرب سيكون من أبرز الملفات المطروحة على القادة العرب.
وأشار إلى أن القمم العربية والإسلامية السابقة طالبت مرارًا بكسر الحصار على غزة وإدخال المساعدات، مؤكدًا أن تنفيذ هذه القرارات أصبح "ضرورة قصوى" بعد 20 شهرًا من الحصار وانهيار المنظومة الصحية.
ثلاث مسارات رئيسية
وكشف السفير الفلسطيني أن الملف القانوني المطروح على القمة يتضمن ثلاثة مسارات رئيسية: دعوى الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، ومذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، والقضاء الوطني في الدول ذات الاختصاص الدولي، مع دعوة للمجتمع المدني لرفع قضايا فردية ضد المسؤولين الإسرائيليين.
وأكد أن القمة ستناقش سبل دعم هذه المسارات، بما في ذلك مطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ مذكرات التوقيف.
وحذر "العكلوك" من أن مشروع "التهجير القسري" للفلسطينيين لا يزال قائمًا، وكشف عن إنشاء إسرائيل هيئة عسكرية خاصة لهذا الغرض، كما أكد أن القمة سترفض هذا المشروع وتجدد دعمها للخطة الفلسطينية المصرية العربية الإسلامية كإطار لحل سياسي شامل.
مؤتمر دولي بنيويورك
وأعلن أن القمة ستناقش المشاركة في مؤتمر دولي في نيويورك الشهر المقبل، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، يهدف إلى تنفيذ حل الدولتين وتمكين دولة فلسطين سياسيًا واقتصاديًا وقانونيًا.
وتطرق العكلوك إلى "الاستهداف الممنهج" لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، مشيرًا إلى تدمير أكثر من 300 مبنى تابع للوكالة واستشهاد المئات من عمال الإغاثة، محذرًا من محاولات "إلغاء أونروا" وتصفية قضية اللاجئين.
وأضاف أن القمة ستبحث زيادة الإنفاق العربي على الوكالة.
وفي ختام تصريحاته، حذر السفير الفلسطيني من أن الضفة الغربية تواجه خطر "الضم الكامل"، مؤكدًا أن إسرائيل تسعى لبسط "السيادة الباطلة" على غالبية أراضيها ضمن مخطط لتهويد القدس وتكثيف اقتحامات الأقصى.
وأشار إلى تهجير 55 ألف فلسطيني من المخيمات والتدمير الممنهج لمناطق اللاجئين ومصادرة الأراضي والممتلكات.
تتجه الأنظار إلى العاصمة العراقية بغداد، التي ستحتضن الدورة الرابعة والثلاثين للقمة العربية غدًا السبت، في ظل أجواء من الأزمات والمتغيرات الكبيرة على الساحتين العربية والإقليمية.
ومن المنتظر، أنَّ يبدأ عدد من رؤساء الوفود العربية بالوصول إلى بغداد، اليوم، للمشاركة في القمة العربية، وستكون القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي والأزمات في الشأن العربي أبرز الملفات التي سيناقشها الرؤساء والملوك والأمراء العرب، فضلًا عن مبادرات عراقية تشتمل على تأسيس مراكز عربية في مجال مكافحة الإرهاب والمخدرات والجريمة الوطنية وغرفة للتنسيق الأمني وصندوق للتعاون لإعادة الإعمار وآثار الأزمات.
وأبلغ الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد الوفد الإعلامي الرسمي لجامعة الدول العربية أنَّ احتضان بغداد لمؤتمر القمة يأتي انطلاقًا من دورها المحوري وسعيها الدائم إلى ترسيخ العمل المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الأشقاء وبما يحفظ مصالح شعوبنا، ويلبي تطلعاتها في التنمية والازدهار والسلام.
كما ذكر أن قمة بغداد ستناقش القضايا المصيرية المتعلقة بشعوب المنطقة والخروج بقرارات تسهم في تحقيق السلام والاستقرار.