قال تقرير لوكالة "رويترز" إن مهندسين اكتشفوا "مفاتيح قتل/ kill switches" مدمجة في أجزاء مصنعة في الصين في مزارع الطاقة الشمسية الأمريكية، ما أثار مخاوف من أن بكين قد تتلاعب بالإمدادات أو "تدمر فعليًا" الشبكات في جميع أنحاء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا في حال نشوب حرب.
وحسب التقرير، يقيم مسؤولو الطاقة المخاطر التي تشكلها أجهزة الاتصالات الصغيرة في محولات الطاقة، وهي مكون لا يتجزأ من أنظمة الطاقة المتجددة التي تربطها بشبكة الكهرباء.
وفي حين تم تصميم العاكسات في هذه المحولات للسماح بالوصول عن بعد للتحديثات والصيانة، فإن شركات المرافق التي تستخدمها تقوم عادةً بتثبيت جدران حماية لمنع الاتصال المباشر بالصين.
ومع هذا، نقل التقرير عن مصادر أن خبراء أمريكيين عثروا على أجهزة اتصال غير مدرجة في وثائق المنتج في بعض محولات الطاقة الشمسية، بعد نزع المعدات المتصلة بالشبكات للتحقق من وجود مشكلات أمنية.
ولفتت "رويترز" إلى أن "الهيمنة الصينية في تصنيع تكنولوجيا الطاقة المتجددة -وخاصة محولات الطاقة- واضحة".
وتعد شركة Huawei أكبر مورد للمحولات في العالم، وسيطرت على 29% من الشحنات العالمية في عام 2022، تليها نظيراتها الصينية Sungrow وGinlong Solis. وتشير التقارير إلى أن الشركتين مسؤولتين معًا عن تصنيع أكثر من نصف محولات الطاقة في العالم في عام 2023.
ومنذ عام 2019، قيّدت الولايات المتحدة وصول شركة Huawei إلى التكنولوجيا، متهمة الشركة بممارسة أنشطة تتعارض مع الأمن القومي، وهو ما تنفيه الشركة الصينية.
ونقل التقرير عن مايك روجرز، المدير السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكي: "نحن نعلم أن الصين تعتقد أن هناك قيمة في تعريض بعض عناصر بنيتنا التحتية الأساسية على الأقل لخطر التدمير أو التعطيل.. أعتقد أن الصينيين يأملون -جزئيًا- في أن يؤدي الاستخدام الواسع النطاق للمحولات الكهربائية إلى الحد من الخيارات المتاحة للغرب للتعامل مع قضية الأمن".
تجاوز الحماية
نقلت "رويترز" عن أحد المصادر أن استخدام الأجهزة التي تم العثور عليها لتجاوز جدران الحماية وإيقاف تشغيل العاكسات عن بعد، أو تغيير إعداداتها، قد يؤدي إلى زعزعة استقرار شبكات الطاقة، وإتلاف البنية التحتية للطاقة، والتسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.
وأكد المصدر: "هذا يعني عمليًا أن هناك طريقة مدمجة لتدمير الشبكة فعليًا".
وأثار الاكتشاف مخاوف الغرب من أن بكين قد تحتفظ بالقدرة على إحداث الفوضى في شبكات الكهرباء في جميع أنحاء العالم الغربي، بسبب اعتماد أنظمة الطاقة المتجددة على الأجزاء المصنعة في الصين.
وتستخدم الألواح الشمسية البريطانية أجزاء تم تصنيعها في مجموعة متنوعة من البلدان، بما في ذلك الصين، كما أشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "من غير المعروف ما إذا كانت مفاتيح القتل الصينية موجودة في أي من محولات الطاقة المثبتة في مزارع الرياح أو الطاقة الشمسية في المملكة المتحدة، لكن وزير الطاقة في حكومة الظل، أندرو بوي، دعا أمس وزير أمن الطاقة وصافي الانبعاثات الصفري في حزب العمال إد ميليباند، إلى إجراء "توقف فوري ومراجعة" لجهوده الرامية إلى التحول إلى الطاقة الخضراء.
وبينما رفض المصدران تسمية الشركات الصينية المصنعة للمحولات والبطاريات المزودة بأجهزة اتصال إضافية، أو تحديد عدد الأجهزة التي عثروا عليها، لفتت "رويترز" إلى أنه "لم يتم الإبلاغ من قبل عن وجود هذه الأجهزة المارقة، ولم تعترف الحكومة الأمريكية علنًا باكتشافها.
وعلى مدى الأشهر التسعة الماضية، تم العثور على أجهزة اتصال غير موثقة، بما في ذلك أجهزة راديو خلوية، في بطاريات من العديد من الموردين الصينيين، حسبما ذكر أحد المصادر.
مراجعات بريطانية
بينما يقلق الأمريكيون، تجري حكومة المملكة المتحدة مراجعة لتكنولوجيا الطاقة المتجددة الصينية في نظام الطاقة، لكنها لا تزال تمضي قدمًا في جهودها للانتقال من الوقود الأحفوري.
وقال "بوي" لصحيفة "ذا تليجراف": "كنا على علم بالفعل بالمخاوف التي أثارتها وزارة الدفاع وأجهزة الأمن والاستخبارات المحيطة بتكنولوجيا المراقبة المحتملة على توربينات الرياح التي تصنعها الصين".
وأضاف: "إن التحول نحو الطاقة المصنوعة في الصين (الطاقة النظيفة) على حساب كل شيء آخر، يشكل تهديدًا لأمننا القومي ويسخر من ادعاءاته بشأن أمن الطاقة.. ومن الضروري أن يتم إجراء توقف فوري ومراجعة لضمان سلامة وأمن نظام الطاقة لدينا".
ويأتي ذلك في الوقت الذي تعهد فيه وزير الطاقة في وقت سابق من هذا الأسبوع بوضع الألواح الشمسية على "كل سطح ممكن في جميع أنحاء البلاد".
وقال مايكل شانكس أمام مجلس العموم: "إذا كان هناك سطح يمكننا وضع الألواح الشمسية عليه، فنحن حريصون على القيام بذلك".
أيضًا، أعلنت الحكومة البريطانية عن خطط لإنشاء "مواقف سيارات تعمل بالطاقة الشمسية" في وقت سابق من هذا الشهر، ويتعين على محلات السوبر ماركت والمكاتب ومراكز التسوق تركيب الألواح الشمسية فوق مواقف السيارات الخاصة بها.
وسوف يضطر بناة المنازل أيضًا إلى تركيب الألواح الشمسية في جميع العقارات الجديدة بحلول عام 2027، بموجب خطط حكومية.