بالرغم من فوائدها الطبيعية على جسم الإنسان، وإمداده بمضادات الأكسدة والالتهابات والمساهمة في الحد من أمراض القلب، إلا أن دراسات جديدة كشفت عن وجود مخاطر تتعلق بثلاثة أنواع من التوابل الشهيرة يتم استخدامها في مئات الأنواع من الأكلات الشعبية.
وحذّر الخبراء، بحسب صحيفة ديلي ميل، من أن القرفة والكركم والزنجبيل، الذين يعملون على تقليل الالتهاب وتعزيز جهاز المناعة، يمكن أن يكون لها تأثير ضار وخطير عند تناولهم مع مجموعة من الأدوية، التي يتم استخدامها لعلاج ارتفاع ضغط الدم والسكري والعديد من الالتهابات الشائعة.
مخاطر القرفة
ومن المعروف أن القرفة تمتلك فوائد صحية كثيرة على جسم الإنسان، كونها غنية بمضادات الأكسدة ومضادات الالتهابات، وتساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، كما تخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويرجع ذلك إلى أهم مركب رئيسي بداخلها وهو الـ"سينامالدهيد".
ولكن دراسة حديثة، وفقًا للصحيفة، توصلت إلى أن ذلك المركب الرئيسي الذي يعطي القرفة رائحتها المعروفة وطعمها الفريد، يسبب أيضًا نشاطًا في المستقبلات التي تحفز جسم الإنسان على معالجة الأدوية بسرعة أكبر بكثير مما يقلل من فعاليتها.
وتشير الأبحاث أيضًا إلى أن القرفة قد تتفاعل مع أدوية أخرى، مثل الستاتينات ومضادات الاكتئاب، ما يجعلها أكثر أو أقل فعالية.
تأثير صادم
وفي الوقت ذاته، يمكن أن يكون لها خطورة كبيرة وتأثير صادم على جسم الإنسان عند تناول أدوية أخرى، مثل أدوية تسييل الدم، والأسبرين ودواء الوارفارين، الذي يمكن أن يؤدي إلى خطر النزيف المميت، كما تتفاعل مع أدوية أخرى مثل الستاتينات ومضادات الاكتئاب، ما يجعلها أكثر فعالية أو أقل فعالية.
وتعتبر القرفة الحقيقية التي تنشأ في سريلانكا، بحسب الأطباء، من أهم أنواع القرفة وأفيدها طبيًا، بخلاف ما يُعرف بـ"لحاء القرفة"، الذي يباع عادة في محال السوبر ماركت، كونه يحتوي على مستويات عالية من مادة الكومارين، التي يمكن أن تسبب تلف الكبد بجرعات عالية.
الكركم والكبد
ومن بين التواب الغذائية الأساسية الأخرى التي لها آثار جانبية ضارة الكركم، الذي يُعرف منذ فترة طويلة من قبل العلماء بفوائده التي تعالج الالتهابات، ويتم استخدامه في كل شيء من الحقن التي تعزز المناعة إلى الكاري، إذ تم ربطه بفشل الكبد.
وتشير الأدلة الجديدة إلى أن الكركمين وهو المكون الأساسي في الكركم، ويعطيه لونه الأصفر، يمكن أن يؤثر على كيفية عمل بعض الأدوية من خلال التدخل في إنزيمات الكبد، وأيضًا التفاعل مع مضادات الاكتئاب، وأدوية ضغط الدم، وأدوية العلاج الكيميائي، وبعض المضادات الحيوية.
أيضًا ثبت علميًا أن الكركم يخفض مستويات السكر في الدم لدى الحيوانات، وهو ما يمكن أن يحدث نفس التأثير لدى البشر، ويزيد من تأثير الأدوية المضادة للسكري أو الأنسولين، كما ثبت أنه يخفض ضغط الدم، وعند دمجه مع أدوية ضغط الدم يمكن أن يُسبب انخفاضًا مفرطًا.
الزنجبيل والتفاعل
يعد الزنجبيل من التوابل التي يشيد بها العلماء، وفقًا للصحيفة، لخصائصه المضادة للغثيان والالتهابات، لكن استخدامه بجرعات عالية يمكن أن يدفع مركباته الفعالة إلى التأثير بصورة خطيرة على معالجة الأدوية للجسم عند تناولهما معًا، منها زيادة خطر الإصابة بنقص السكر في الدم بشكل مميت.
وأكد الخبراء أنه بالنسبة لمعظم الناس فإن استخدام التوابل بكميات مناسبة للطهي، مثل نثرها على الطعام يُعد مفيدًا للجسم ولن يتفاعل مع الأدوية، لكنهم حذروا من أن تناول المكملات العشبية بكميات عالية جدًا سيدفع صاحبها إلى أخطار قد تصل به إلى الموت دون حتى معرفة السبب.