حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، فيليب لازاريني، اليوم الأربعاء، من أن "هناك ضغطًا متعمدًا لجعل غزة غير صالحة للعيش للفلسطينيين".
وأضاف "لازاريني"، في حوار مع قناة "بي بي سي" التلفزيونية، أن هناك هدفًا سياسيًا وراء ذلك، وأحد هذه الأهداف هو تهجير السكان، مضيفًا "أنهم يريدون من السكان أن يستسلموا ويطلبوا الخروج من غزة".
اتهم فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إسرائيل باستخدام المساعدات الإنسانية كأداة حرب في قطاع غزة، محذرًا من أن الحصار المفروض يهدد بعودة أزمة الجوع بشكل متسارع.
وقال إن الجوع يتفشى في غزة، وبدون دخول المساعدات، "فلن يموت الناس فقط بسبب القصف، بل سيموتون أيضًا بسبب نقص الغذاء"، لافتا إلى أن كل يوم إضافي من "الحصار هو يوم إضافي من المعاناة، وهو بدون شك وصمة عار على ضميرنا الأخلاقي الجماعي".
وتابع إنه لا يجد الكلمات الكافية لوصف البؤس والمأساة التي يعاني منها سكان غزة، مضيفا أنه "بدون أدنى شك، ما شهدناه خلال 19 شهرا، وخاصة خلال الشهرين الماضيين، يُظهر أن المساعدات الإنسانية تُستخدم كسلاح حرب".
وذكر "لازاريني": "أعتقد أننا سندرك في السنوات المقبلة كم كنا مخطئين، وكم كنا على الجانب الخطأ من التاريخ، لقد سمحنا، ونحن نشاهد، بحدوث فظائع هائلة"، مضيفا أن هناك مسؤولية جماعية على عاتق المجتمع الدولي، مضيفًا: "إنه أمر فظيع للغاية، لا سيما في بلداننا التي قلنا فيها: لن يتكرر هذا أبدا".
وأوضح لازاريني:"نحن معتادون على أنواع مختلفة من سوء التغذية، الناتجة عن التغير المناخي، أو الجفاف، أو النزاعات، لكن في غزة، فالأمر لا يتعلق بأي من ذلك، بل هو من صنع الإنسان منذ البداية وحتى ما نشهده اليوم".
واستأنف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ 18 مارس الماضي، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، لكن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار على مدار الشهرين، حيث استمر في قصفه لأماكن متفرقة من قطاع غزة، ما أوقع شهداء وجرحى، ورفض تطبيق البروتوكول الإنساني، وشدّد حصاره الخانق على القطاع الذي يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة.